حقيق// وليد درباس - صيدا- لبنان

 

بات مشفى"الشهيد محمود الهمشري" في ضواحي مدينة صيدا، المشفى الأكبر لجمعية الهلال الأحمرالفلسطيني والمركزي في لبنان، وعانى كسواه وربما أكثر من تداعيات الأزمات المالية التي لحقت بمنظمة التحرير الفلسطينية، في وقت يشهد الكثيرون بهمة الفريق الطبي للهمشري واستعداد ما يزيد عن الـ ( 60 طبيباً) لتقديم جلّ طاقاتهم ووضع خبراتهم بخدمة المرضى، إذ لا يتوانى ممرضوه الـ (94) عن سعيهم الدائم لتلبية احتياجات وطلبات المرضى الموزعين على ما يزيد عن الـ (80) سريرا. ويضاف لذلك جهد ما يقارب الـ (30) ممرضاً فنياً في كل من المختبر والأشعة وقسم التعقيم والصيدلية. وإلى جانبهم موظفون إداريون وفنيون كهربائيون وسائقون. هؤلاء بلا استثناء الذين يتحملون مسؤوليات صيرورة المستشفى، تتعاطى معهم منظمة التحرير "ماليا" باعتبارهم بمرتبة "المناضل" رغـم مؤهلاتهم الجامعية الطبية العامة والتخصصية.  

في مستهل لقائنا ومدير مشفى الهمشري الدكتور ذياب العوض وأعضاء من لجنة الجودة والنوعية،  أوضح أن تأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 1968 جاء بسياق الأجندة الوطنية الإنسانية للثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي باتت جزءاَ أصيلاَ من الكفاح الوطني الفلسطيني. وتطور مستوى الأداء ونوعية الخدمات التي عمل الهلال على تقديمها للمحتاجين في لبنان بعيدا عن جنسيتهم، أهلته ليصبح أحد مؤسسات منظمة التحريرالفلسطينية، الأمر الذي جعله بموقع التأثـر بشكل أو بآخـر بتداعيات المشهد الفلسطيني وخاصة في لبنان. ومشفى الهمشري أحد مكونات هذا المشهد، وهو اليوم ركن أساسي في مجمع (عرفات الطبي) ومعه أيضاَ معهد القدس للتمريض، ومركز العلاج الفيزيائي. ويضم الهمشري بطبقاته الـ (6) العديد من الأقسام الطبية والإدارية والفنية، ومنها على سبيل المثال؛ قسم العمليات، العناية الفائقة، الجراحـة، الأطفال، القلب، الأمراض الباطنية، قسم التعقيم الذي بات بعد تحديثه بالمرتبة الأولى بين بقية الأقسام في كافة مشافي الجنوب، وقسم غسيل الكلى الذي حُدثَ منذ سنة بالأجهزة المتطورة ما زاد من فعاليته بتقديم الخدمة الطبية المجانية لـ (65) مريضاً فلسطينياً من كافة المحافظات. ويتفرد "الهمشري" بهذا التخصص على مستوى مشافي الهلال، علما أن إجمالي جلسات الغسيل الشهرية للمرضى تتراوح بين 600 الى 650 جلسة، ويتحمل الهمشري جزءاَ من كلفتها وتساهم "جمعية الرعاية الاجتماعية الصحية" بتسديد الجزء الآخر، في وقت لاتساعد الأونروا بأية نفقات، ويؤكـد الدكتورالعـوض أن تحويلات الأخيرة تخوّل المريض الحصول على كامل العلاج بدون أي تكلفة إضافية ولا حتى كلفة شراء الأدوية، مشيرا في سياق آخر الى أن المشفى لديه من الكفاءات والإمكانيات ما يؤهل الكادر الطبي فيه إجراء كافة العمليات الجراحية.

قسـم العناية الفائقـة

ساوى مسؤول قسم العناية الفائقة الدكتور اسماعيل حمادة (أخصائي قلب وشرايين)، القسم بباقي أقسام العناية بمشافي صيدا لجهة توافر الأجهزة الحديثة وتقديم العلاج للمرضى خاصة الذين يتعرضون لجلطات دماغية أو لذبحات قلبية أو لنزيف دماغي، ومن يعانون أمراض صدرية ، مؤكدا أن لدى المشفى جرّاحين مهرة وأخصائية جراحة دماغ أيضاَ.

قسـم الجراحـة

أفاد مسؤول قسم الجراحة الدكتور نزيه ذياب إلى أن عدد العمليات الجراحية للعام 2010 تراجع بشكل ملحوظ، بينما كان يصل عدد التحويلات بالشهر الواحد الى مئتي حالة باعتبار أن الأونروا بعقدها للعام 2009 كانت تحول أعداداَ كبيرة لمشفى الهمشري، وتشهد لجان التقييم الدولية بنجاعة أطباء الهمشري. ويضم قسم الجراحة 16 سريراً موزعين على 8 غرف يقام بها عادة عمليات جراحية للأطفال، جراحة العظام والمفاصل، جراحة المسالك البولية، جراحة الأنف والأذن والحنجرة، جراحة الرأس والعامود الفقري. وفي سياق آخر، استذكر ذياب فترة ما قبل التعاقد مع الاونروا حين كان الهمشري على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات لمحتاجيها خاصة من الفئات المعدمة والحالات الاجتماعية وحالات ال NR وفي الكثير من الاحيان مجانا.

غـرفـة العمليات

بدوره، رأى مسؤول غرفة العمليات الدكتور محمود حميد بأن حرص أطباء الجراحة اضافة الى المستلزمات المتوفرة بغرفة العمليات من تعقيم ومعدات وأجهزة، تمكن الأطباء في "الهمشري" من إجراء كافة العمليات بنجاح.

 وتبين إحصائية طبية للعام 2009 إلى أن إجمالي عدد العمليات الجراحية بلغت ( 1904) وعـدد المرضى الذين دخلوا المشفى بلغ(8482) والذين تلقوا العلاج بالعيادات الخارجية بلغ(7156) وعدد حالات الطوارئ بلغ(23732)، وتؤكـد لجنة الجودة والنوعية على أن السياسة الصحية للهلال ترفض تحميل المرضى أعبا