لمحمود درويش شاعرًا، وشاعر كبيرًا، ومثقفًا عميق المعرفة، ودلالي الرؤية حتى رأى العابرين في الكلام العابر، وإنساناً على نحو ما كان مغرما بتفتح الوردة في أوانها، وبالحرية أن تكون شأن الخليقة في دروب الحياة، لنحبها كلما استطعنا إلها سبيلا مثلما غنى بالروي الجميل.
ولمحمود درويش فلسطينية فارهة في جماليات بوحها، وتطلعاتها، ورؤيتها في ما تحب، وما تريد: وطنًا حرًا، وشعبًا سعيدًا. وله من اللغة ما أدرك طبيعتها هوية، وحاضنة تاريخ وحضارة، وبعد أن تعلم كل الكلام وفككه كي يركب مفردة واحدة هي: الوطن، ومنذ أن قال "يكفي أنطونيو خطبة قصيرة ليشعل الحرب" صرنا نعرف قوة اللغة وقدرتها عل التغيير.
ولمحمود درويش أيضًا وأيضًا سيرة زين الشباب، وفارس الفرسان، بعد أن تولى ولاية القصيدة، فأقامها سلطة للطبيعة، ودروبا للتحدي، وبلاغة للحقيقة.
ولأشياء أبعد وأثرى، بات يوم ميلاده السليل، يومًا للثقافة الوطنية، وله من الإرث ما قد هزم الموت، وعلى هذا تحتفي فلسطين بيومها الحضاري، ونصها الإبداعي وخطابها الجليل.
إنه محمود درويش الذي قلم أظافر الليل، ليحلم بأعراس العاشقين، ولنا في كل ما قال لنا هذه المهمة: أن نجعل أعراس العاشقين، واقعاً بحقيقته الزاهية في الدولة التي نبنيها حجرًا على حجر.
سلام درويش في يوم الثقافة الوطنية.. سلام في يومك المجيد.. سلام لروحك.. سلام وقد أكملت نقص الغياب، بحضورك الذي لا يغيب.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها