قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".... صدق الله العظيم.

انطلاقًا من حرصنا على أمن واستقرار مخيماتنا والحفاظ عليه من العابثين؛ لا بد لنا في كل مرحلة أو مخاض أن نفوت الفرصة على المتربصين بشعبنا وقضيتنا؛ والتزامًا منا بالإجماع الوطني الفلسطيني يحتم علينا دائمًا عدم الرد والالتفات للصغائر؛ لأن مصلحة شعبنا فوق أي اعتبارات وهذا عهدنا للشهداء ولشعبنا بشكل عام.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده؛ إنَّ العين الساهرة على المخيمات لن ترضى على نفسها أن تكون في موضع الشك أو التضليل والاستخفاف بعقول شعبنا الذي يعاني الويلات وقدم التضحيات من أجل سلامته وأمنه واستقراره .

فمنذ اللحظة الأولى للانفجار والفاجعة التي حصلت في البرج الشمالي، توجهت قيادتنا وعلى رأسهم سفير دولتنا في لبنان الأخ أشرف دبور إلى مكان الحادث ليكون بجانب أهله وشعبه؛ ولم يصدر منا أي تصريح يشكك أو يخون أي طرف فلسطيني؛ بل كان كلام سيادة السّفير واضحًا ولنكن معًا وسويًا نبحث عن من يريد العبث بأمن مخيماتنا لأن ذلك نابع من الحرص الوطني المعتادة عليه حركه "فتح"؛ وأثناء التشييع كانت قيادة حركة "فتح" وقيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني أول المشاركين عدا عن انتشار عناصرنا لتأمين سير مرور التشييع لعدم استغلال أي طرف لهذا الحدث المؤلم .

ولكن للأسف الشديد بالوقت الذي يطالب فيه شعبنا بالتَّماسك وتفويت الفرصة على المتربصين؛ تطل علينا حركة "حماس" التي أصبح نهجها التحريض والتخوين والتشكيك بالطرف الآخر، ورمي الاتهامات العشوائية من خلال شبكاتها الإعلامية المفبركة؛ فقد كنا الأحرص على ذلك، وتعاملنا بحكمة عالية مع هذا الحدث رغم الإساءات والتحريضات التي صدرت من "حماس" وغيرها؛ وقمنا بتسليم من ادعي عنه أنه أطلق النار للأجهزة الأمنية اللبنانية التي نثق بمجريات تحقيقاتها وفي حال ثبت هناك من هو متورط من أي جهة كانت لدينا الجرأة لتوقيفه وتسليمه للقضاء اللبناني لأن أمن مخيماتنا خط أحمر لا يمكن لأي عابر طريق تجاوزه؛ ولكن حركة حماس أرادت أن تستبق تلك التحقيقات لترمي بسهامها وسمومها على قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأعلنت ببيانها الرسمي تقول فيه مجزرة الأمن الوطني الفلسطيني في البرج الشمالي متنكرة للدور الوطني الطليعي لقوات الأمن الوطني ودوره في الحفاظ على أمن المخيمات.

فإن هذا التحريض الممنهج الذي يستهدف أمن شعبنا ومخيماتنا ويتهم قواتنا العسكرية لإقحام المخيمات بما لا تحمد عقباه؛ نرد عليه وعلى حركة "حماس" وأمام الملأ؛ بأن قواتنا في الأمن الوطني الفلسطيني هي الأحرص على مخيماتنا وأثبتت جهوزيتها وقدرتها على ذلك في العديد من المراحل والمشاريع المشبوهة التي واجهناها وأفشلناها والتي تهدف للنيل من أمن مخيماتنا والجوار الشقيق؛ وذلك حفاظًا على أمننا أولاً ومخيماتنا بشكل عام؛ لأن ذلك يضر بالمصلحة الوطنية ويزج مخيماتنا بصراعات نحن بالغنى عنها، عدا عن نسف الإجماع الوطني بين مكونات العمل الوطني والإسلامي.

وبناءً عليه نترك مجريات ما حصل في مخيّم البرج الشّمالي في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية التي باشرت في اللحظات الأولى بمتابعة هذا الملف الأمني؛ ولن يثنينا كل التصريحات والأقلام الصفراء عن القيام بدورنا في الحفاظ على شعبنا ومخيماتنا؛ ولن نسمح بجر المخيمات وللعابثين أن يمروا؛ لأن وجودنا هو التزامنا تجاه شعبنا وهذا واجب وطني لن نتخلى عنه.