نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخليل، مساء اليوم السبت، مهرجان الانتصار واستبقال الأسير الغنضفر أبو عطوان (28 عامًا)، الذي انتصر على السجان بعد إضرابه عن الطعام لـ65 يومًا على التوالي.

وقال وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، في كلمته بالمهرجان، إن هناك نحو 520 أسيرًا بينهم أسيرات يعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي إداريًا، بينهم 10 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام، رفضًا لاعتقالهم الإداري.

وأضاف: أسرانا سينتصرون على السجان كما انتصر الغضنفر، وكما فعل إخوانهم الذين سبقوهم في درب التضحية والعطاء.

وأشار إلى أن الأسرى يعانون أوضاعا معيشية غاية في الصعوبة والتعقيد، ويمارس بحقهم اجراءات عقابية لتحطيم إرادتهم وتحويلهم إلى مجرد أرقام.

وقال الخطيب "كان في تجربة الغضنفر أثر في نفوس الأسرى في سجون الاحتلال، وأنه لا حرية إلا بمقارعة ومجابهة هذا المحتل، كي تنتهي مأساة الاعتقال الإداري"، داعيا إلى تعميم تجربة الغضنفر واخذ العبر منها، مستذكرا التجربة النضالية للشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم شهيد عسقلان الذي أَضرب 65 يوما، وقضى شهيدا.

وأوضح أن الاحتلال يستهدف الحركة الأسيرة من خلال الضغط على القيادة بوقف رعايتهم ووقف مخصصاتهم والمعونات المقدمة لعوائل الشهداء والجرحى، إلا أن الرد كان سريعا من الرئيس محمود عباس، الذي أكد في أكثر من مناسبة، أنه لن يتخلى عن هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بعمرهم من أجل الوطن.

من جانبه، أعرب والد المحرر الغضنفر، آيخمان أبو عطوان، عن شكره باسم عائلة أبو عطوان، لشعبنا لوقوفه وتضامنه مع نجله في معركته ضد السجان، وللرئيس محمود عباس قائد مسيرتنا الذي كانت توجيهاته واضحة منذ اللحظة الأولى بمتابعة قضية الغضنفر وإنقاذ حياته، وكذلك قيادة حركة "فتح".

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الغضنفر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام المنصرم، وأصدرت بحقّه أمري اعتقال إداريّ، مدة كل واحد منهما 6 أشهر.

وشرع الغضنفر بإضرابه المفتوح عن الطعام في الخامس من أيار/ مايو المنصرم، وكان يقبع في سجن "ريمون"، ونقل على إثر إعلانه للإضراب إلى الزنازين، وبقي محتجزًا في زنازين "ريمون" لمدة (14) يومًا، خلالها تعرض للتّنكيل والاعتداء من قبل السّجانين، ونُقل لاحقًا إلى سجن عزل "أوهلي كدار"، واحتجز في ظروف قاسية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات، حتّى اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات.

وعقدت محكمة الاستئنافات العسكرية للاحتلال في "عوفر" في 31 أيّار/ مايو الماضي، جلسة للنظر في الاستئناف المقدم من قبل محاميه لإلغاء اعتقاله الإداري، ولاحقًا رفضت المحكمة الاستئناف.

وفي العاشر من حزيران/ يونيو المنصرم عقدت المحكمة العليا للاحتلال جلسة جديدة له للنظر في الالتماس المقدم من قبل محاميه والخاص بإلغاء اعتقاله الإداريّ، حيث رفضت المحكمة مجددًا الالتماس.

وفي 21 حزيران/ يونيو المنصرم، طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، ما استدعى الأطباء للتدخل الطبي السريع.

وتعمدت إدارة سجون الاحتلال بعد نقله إلى مستشفى "كابلن" الإسرائيلي، بعرقلة زيارات المحامين له، وتهديده بالعلاج القسريّ.

وبعد 65 يومًا من المعركة البطولية التي خاضها الأسير الغضنفر أبو عطوان واليوم الخامس عن تناول الماء رفضًا لاعتقاله الإداري، أصدر الاحتلال في الثامن من تموز الجاري قرارًا يقضي بإبطال أمر اعتقاله الإداري.