في اللحظة الأولى بعد توقف حرب الأحد عشر يومًا، بين إسرائيل وقطاع غزة نتيجة الجهود الثمينة التي قامت بها الشقيقة الكبرى مصر، أطلقت إسرائل وحبايب إسرائيل في كل مكان أول جملة دعائية تقول: "إن كفاءة الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه إسرائيل لا تتعدى 15 % فقط"، كنت لحظتها أستمع إلى نشرة الأخبار التي ورد فيها هذا الخبر المفبرك عن قلة كفاءة الصواريخ الفلسطينية، ويبدو أن الجيران من الجهات الأربع كانوا يتابعون نشرة الأخبار نفسها. ولقد رأيت شيئًا عجيبا، رأيت كثيرا من الجيران يخرجون إلى شرفات بيوتهم، وهم مبتهجون جدا، كانوا فرحين ونساؤهم وبناتهم يطلقن الزغاريد، وتساءلت لماذا هذه الزغاريد؟ فقيل لي إن الناس فرحون، فإذا كانت صواريخنا الفلسطينية لا تزيد كفاءتها عن 15% وفعلت في إسرائيل كل هذه الأفاعيل، فهذه بشرى ربانية لنا، وفي التراث العربي "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فلم يكن لدينا صواريخ صار لدينا صواريخ، ننتجها من بقايا بعض الأنابيب، والعدو يعترف أن كفاءتها 15%، غدا تصبح كفاءتها أكثر 200% و50% و100%، كل يوم بنزيد، كل يوم أفضل، معركتنا كبيرة جدًا بين الحق والباطل ونحن نثق ونؤمن أن الباطل سيهزم لأن الباطل كان زهوقا.

إسرائيل تعاني من كثافة العوامل للهزيمة والموت الكامن فيها، ومنذ إنشائها لا تؤمن به، والرؤساء الذين أغدقوا العطاء لها بغير حساب تحتقرهم جدا، وأبرزهم ذلك الذي لا يليق به سوى السقوط ترامب، لأنه أعطى وعدا ولم يظل في البيت الأبيض حتى ينفذه، وتحتقره، لماذا لم يبق في مكتب الرئيس حتى ينفذ وعده؟؟

وهذا الشعب الفلسطيني الذي تحتله إسرائيل منذ ثلاث وسبعين سنة، شعب عجيب له ذاكرة تهزم القوة السوداء الغاشمة، هذا الشعب الفلسطيني ليس مصنوعا مثل الشعب الإسرائيلي من مزق الحكايات والخرافات بل إنه شعب نموذج للحقيقة الخالدة، والنص الإسلامي المدرس يقول "إن لله رجالًا إذا أرادوا أراد"، صدق الله العظيم.