أبناء شعبنا الفلسطيني الأبيّ على امتداد الوطن وفي كل أصقاع الشتات، 

 

ثلاثةٌ وسبعون عامًا مضت على نكبة شعبنا، نداهنُ الجرح بالصبر ولا يبرأ، ولكنَّ العزائم ما يومًا كلّت، ولا وهنت إرادتكم أيها الأحرار يومًا عن مواصلة النضال المقدس لاستعادة أرضنا الحبيبة وحقوقنا الشرعية. 

وها أنتم اليوم في الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة تهبون من كل مدينة وبلدة ومخيّم لتؤكدوا التمسك بكامل التراب الوطني الفلسطيني من النهر إلى البحر، وبجميع حقوقكم غير القابلة للتصرف. 

 

أبناء شعبنا الفلسطيني البطل،

إنَّ نكبتنا لم تبدأ في الخامس عشر من أيار عام ١٩٤٨، وإنما بدأت قبل ذلك بعقود، بدأت بالمؤامرات الدولية التي حيكت لمصادرة وطننا واقتلاع شعبنا من أرضه التاريخية فلسطين، وإحلال العصابات الصهيونية من شُذاذ الآفاق فيها، ولم تتوقف المؤامرات والمخطّطات حتى اليوم لاستكمال الاستيلاء على أرضنا وحقوقنا، كما لم تتوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته وجرائمه الوحشية التي تطال يوميًا كلّ ما هو فلسطيني شعبًا وأرضًا وحجرًا، ولكن معركتنا في وجه هذا الاحتلال، معركة البقاء والثبات على الأرض، لم تتوقف يومًا. 

 

فقد استطاع شعبنا الفلسطيني المكافح وقيادتنا الطليعية التي فجّرت ثورتنا المباركة أن تتخطى الكثير من تبعات النكبة، وتستعيد هويتنا الوطنية الفلسطينية وتكرّس وجود فلسطين على الخارطة العالمية. 

 

وها هي طليعتنا القيادية اليوم على رأسها السيد الرئيس محمود عبّاس وها هو شعبنا المقدام اليوم يرسم أجمل ملاحم الصبر والصمود. فمن أزقة القدس المحررة بالحناجر الأبية والقبضات الفولاذية والدم الطاهر وحي الشيخ جرّاح العصي على التهجير إلى أبناء شعبنا الملتحمين مباشرة مع قوات الاحتلال عند حواجزه العسكرية في الضفة الغربية يسطرون ملاحم البسالة، فأهالي الداخل المحتل في أراضي الـ٤٨ المتمسكين بهُويتهم الفلسطينية العربية، مرورًا بغزة خزان التضحيات، وصولاً لمخيّمات العودة وأبناء شعبنا في المنافي كانت انتفاضة شعبنا اليوم، وبملء الحناجر أعلنوها رفضًا للمساس بالقدس والأقصى، ورفضًا للمؤامرات التصفوية بحقّ قضيتنا وتضحيات أبناء شعبنا، ورفضًا للمساومة على أي من حقوقنا تماهيًا مع الموقف الصلب الذي جسدته قيادتنا الفلسطينية قولاً وعملاً.

 

في هذه الذكرى الأليمة، ورغم كل ما تحمله من مآسٍ وتنكؤه من جراح فإنّ نشوة الفخر والنصر تحضرنا مع هذا المشهد الوحدوي الذي يرسمه شعبنا على امتداد أماكن وجوده متحديًا غطرسة ووحشية وعدوان هذا الكيان الصهيوني العنصري الغاصب. 

 

فتحيةً إلى أرواح شهدائنا في القدس والضفة وأراضي الـ٤٨ وغزة الذين قدموا أرواحهم قرابين فداءً لفلسطين، وتحية فخر واعتزاز للشهيد محمد طحان، شهيد فلسطين ولبنان الذي سطر بدمائه نموذجًا مُشرّفًا آخر على التحام الدم الفلسطيني واللبناني وعلى هذه العلاقة الفلسطينية - اللبنانية المعمّدة بالتضحيات. التحية للأسرى في غياهب معتقلات الاحتلال يدفعون حريتهم ثمنًا لتحرير الوطن. والتحية إلى الأحرار المنتفضين بالأمس على الحدود الفلسطينية مع لبنان والأردن، وإلى كل المتضامنين العرب والأجانب. 

 

في الذكرى الـ٧٣ للنكبة نؤكّد أنَّ غيبتنا مهما طالت، فإنّنا حتمًا عائدون، صمودُنا طريقُ عودتنا، وإيمانُنا بالنصر سراج ليلنا الذي سيتلوه فجر حريتنا التليد، وأجيالنا المتعاقبة ضمانة ديمومةُ ثورتنا ونضالنا، وكما قالها سيادة الرئيس محمود عبّاس لقد أراد صُنّاع نكبتنا أن تكون فلسطين أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض وراهنوا أنَّ اسم فلسطين سيمحى من سجلات التاريخ ومارسوا من أجل ذلك أبشع المؤامرات والمجازر والمخططات التصفوية، لكن كل ذلك تكسّر على صخرة صمود شعبنا الفلسطيني العظيم المتجذّر في أرضه.

وها نحن اليوم نعاهدُ شعبنا أن تتواصل المسيرة ونستكمل الطريق الذي قطعناه معًا من رماد النكبة إلى تجسيد العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

عاش نضال شعبنا الأبي على امتداد الوطن والشتات ملتفًا حول قيادته الوطنية 

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًّا ووحيدًا لشعبنا الفلسطيني

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية لأسرانا البواسل. 

وإنها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة.. 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان