بدأت أزمة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي تأخُذ بعدًا جديدًا وخطرًا ‏استراتيجيًا، جنود شبان لم ينهوا بعد تأهيلهم العسكري أرسلوا لقطاع غزة، والسبب ‏نقص القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، وبعد ضغط مكثف من عائلات الجنود، ‏الجيش الإسرائيلي غيّر القرار.‏

ونشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنّ الجيش الإسرائيلي قرّر إثر ضغوط من ‏أهالي جنود لواء المظليين ولوائي غولاني وغفعاتي، سحب مئات الجنود الشباب ‏الذين في مرحلة التأهيل (التدريب) من القتال في قطاع غزة.‏

ونتيجة لنقص الجنود في الجيش الإسرائيلي وزيادة عبء العمل على الجنود ‏النظاميين، وأشارت الصحيفة إلى قرار شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي بدمج ‏جنود من ألوية المشاة الذين أكملوا 3 أشهر من التدريب الأساسي، وبدأوا التدريب ‏المتقدم قبل بضعة أيام، وتستغرق هذه العملية التدريبية نحو 4 أشهر، وفي نهايتها فقط، يصبح الجنود رأس ‏حربة، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

وبسبب نقص القوى البشرية، قررت شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة دمج ‏الجنود في عملية التدريب في عمليات قتالية متقدمة في إطار عملية "شجاعة ‏وسيف" في غزة، وفقًا للصحيفة. ‏

ونقلت عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، قولهم: إنّ "النشاط الذي يُدمج المجنّدون فيه ‏هو جزء من التدريب، وفي الممارسة العملية يكتسب الجنود الشباب المهارات ‏العسكرية".

وصرّح ضابط كبير قائلاً: "بالنسبة إليّ، من هو في عملية التدريب المتقدمة، ‏يحصل على التدريب الحقيقي وأفضل تدريب، ولا يمكن لأي منشأة تدريب أن ‏تكون مشابهة لمنطقة القتال".‏
بالموازاة، أعرب أهالي الجنود الشباب عن صدمتهم من قرار الجيش الإسرائيلي، ‏وأكدوا أنه من غير المعقول أن يُرسل جندي لم يكمل تدريبه كمقاتل إلى ساحة ‏المعركة، وكأنّه خاض عملية التدريب كاملة، بحسب "معاريف".‏

‏ وذكرت الصحيفة، أنّ ما تُسمى منظمة "أم مستيقظة" أرسلت رسالة إلى لجنة ‏الخارجية والأمن في الكنيست ضد القرار.‏

وفي هذا السياق، قالت روتم سيفان هوفمان وميخال هداس روبين، وهما من قائدات ‏الحركة، إنّ "إرسال جنود لمّا يكملوا بعد مسار التدريب كمقاتلين، بعضهم فقط فور ‏إنهاء دورة الأغرار، إلى منطقة القتال للقتال، وأحيانًا قبل سنة من تعيينهم مقاتلين ‏بالكامل، يُشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم وحياة رفاقهم، وهو بمثابة انتهاك للعقد ‏بين الدولة ومواطنيها في الحفاظ على حياة الجنود في جيش الشعب".‏

وتابعت الصحيفة: "أمس، قرروا في الجيش الإسرائيلي تغيير القرار فأُخرج الجنود ‏الأغرار من ألوية المشاة من غزة، وأعلنوا أنّهم أُدخلوا مكانهم مقاتلين نظاميين ‏وقدامى، كما ينوون في الجيش عدم ضم الجنود الذين لا يزالون قيد التأهيل في ‏القتال الكثيف في غزة قبل أن يُنهوا المسار".‏