الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال بصمود وثبات المرابطين من أبناء شعبنا الفلسطيني عند أسوار القدس وفي ساحات المسجد الأقصى وداخل الحرم القدسي الشريف . 
يتصدون بشتى الوسائل المتاحة عند الإفطار وفي كل وقت للهجمات الصهيونية البربريّة والعنصرية التي ينفذها قطعان المستوطنين والجنود المدججين بالسلاح على أهالي مدينة القدس العُزّل .
 أمام هذه المشاهد المُرعبة والهمجيّة وأعمال الشغب والانتهاكات لم تعد بيانات الإستنكار والإدانة الصادرة عن هذه الدولة أو تلك وعن المستويات السياسية الدّوليّة والإقليمية تكفي لردع سلطات الإحتلال الإسرائيلي عن القيام بها، إن لم تقترن بمواقف حازمة من سلطات الاحتلال وإجراءاتها العنصريّة التي تكرّس مظاهر الفصل العنصري البائد في فلسطين .
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخرق القوانيين والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية الصادرة عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة أبرزها قرار 181 و 194 وقرار الأمم المتحدة  الاعتراف بالدولة الفلسطينية دولة عضو مراقب على حدود الأراضي المحتلة في الرابع من حزيران عام  1967، تقرّ الأمم المتحدة بحق الشعوب في حماية تراثها الإنساني والثقافي والتاريخي وتعمل على حمايته لذلك على الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها في فلسطين وعاصمتها القدس الشريف لما يجري فيها من ممارسات واعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومن خطر التهويد والإستيطان التي تتعرض لها المدينة وأحياءها واعتداءات على المرابطين في المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك يؤدي فيها المسلمون شعائر الله من صلاة وأدعيّة وأعمال ليالي القدر المباركة تقربًا من الله. 
ما جرى في الأيام والليالي الأخيرة من شهر رمضان في (أيار) جريمة بكل معنى الكلمة سقط خلال مئات الجرحى والمصابين والمعتقلين نفذتها سلطات الاحتلال في القدس بحق الإنسانية والمقدسات الإسلامية، تمس جوهر العقيدة والشعائر السمحاء للمسلمين .
يتعرض المقدسيون لموجات من الهجمات المتكرّرة لاقتحام المسجد الأقصى هدفها تدنيس المسجد وإخراج المصلين المعتكفين منه ودخول قطعان المستوطنين الصهاينة.
مشاهد عمليات إلقاء القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وأعمال القمع الوحشية التي ينفذها قطعان المستوطنين  الصهاينة والجنود وهتافاتهم "الموت للعرب" تنمُّ عن حقد وكراهية للعرب دفينة في نفوسهم.
على المستوى السياسي تترجم هذه الموجات الحاقدة على المقدسيين فشلًا كبيرًا لنتانياهو يضاف إلى فشله في تشكيل حكومة صهيونية وعدم قدرته على قيادة معسكر اليمين الإسرائيلي والنجاة من المحاكمة القادمة بتهمة الفساد والرشوة والسرقة. 
مشاركته قطعان المستوطنين الصهاينة في الهجوم على الأقصى ما هو إلا تغطية للفشل الذريع الذي منيّ به والذي سوف يؤدي إلى السجن . 
انتشار ثقافة الحقد والكراهية للعرب ما هو إلا دليل واضح على مدى تأصل العنصريّة والتطرف الديني بين المستوطنين والتي تربى عليها النشأ الجديد في المدارس والجامعات والمعاهد العليا الصهيونية.
لقد سقطت الأقنعة أيها المطبعون المهرولون خلف سراب وأحلام السلام الفاقد لمضمونه إن السلام سلام فلسطين وشعبها ولا سلام بدون القدس الشريف مسرى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومعراجه وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين   وطريق آلام نبي الله السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وأهم مكان مقدّس عند الأخوة المسيحيين كنيسة القيامة التي لم يسلم إخواننا المسيحيون من التعديات والانتهاكات يوم سبت النور لدى الطوائف الشرقية الأرثوذكسية.
صمود أهالي حيّ الشيخ جرّاح وسلوان وباقي إحياء القدس وتمسكهم بأرضهم وبيوتهم وتصديهم لسلطات الإحتلال رغم ممارسة كافة الضغوطات عليهم فشلًا آخر يضاف إلى سياسة نتانياهو الفاسدة .
إن ما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني برسم الرأي العام العالمي والمؤسّسات الدوليّة التي تعنى بالحفاظ على حق الشعوب في تقرير مصيرها والحفاظ على هويتها الوطنية والقومية. 
تتحمل الرباعيّة الدوليّة مسؤولية تاريخية على ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين باعتبارها راعية لعملية السلام في المنطقة وعليها أن تتخذ الخطوات والمواقف القانونية لردع سلطات الاحتلال الإسرائيلي  وإلزامها بتطبيق القرارات والاتفاقيات الدولية وتحميلها المسؤوليّة القانونيّة الكاملة عن الأعمال العدوانيّة التي يمارسها الجنود الصهاينة والشرطة والمستوطنين .
على مستوى الجامعة العربية تمسك الدّول العربية بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وممثله الشرعي الوحيد  م.ت.ف ومساندتها للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة رئيس دولة فلسطين أبو مازن محمود عباس رئيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
المساندة الفعليّة لدولة فلسطين باعتبارها قضية العالم الإسلامي وأحرار العالم، تقديم الدعم المادي للمقدسيين لتعزيز ثباتهم صمودهم في مدينة القدس .
إنهاء حالات التطبيع المجاني التي قامت بها بعض الدول العربية مع سلطات الإحتلال بما يتيح استمرار المقاومة الشعبية والسلمية التي يقوم  بها الشعب الفلسطيني لتحقيق الإستقلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.