لك المجد والوفاء كل الوفاء يا قدس يا عاصمتنا الأبدية، منذ الخامس من حزيران عام 67 منذ وقوع العدوان الإسرائيلي، كان معروفًا أن الهدف الرئيسي من وقوع عدوان 67 وحربها هو الاستيلاء الصهيوني على القدس، لأن شظايا الخرافات الصهيونية الكاذبة تصبح كلها عديمة الجدوى بدون القدس، ولذلك تعرضت القدس لكل الجرائم التي تعيها ذاكرة العالم كله من حريق الاقصى إلى محاولات طرد المقدسيين، إلى عمليات مصادرة الهويات إلى إعدام كل نشاط سياسي فلسطيني، إلى أن فاجأت القدس كل زعماء إسرائيل وآخرهم نتنياهو الذي يعيش أيامه الأخيرة يحاول انقاذ نفسه من السقوط والذهاب الى النسيان بعد أن أجرى أربعة انتخابات ضاعفت من حجم الانكشاف الاسرائيلي دون بصيص أمل.

وهنا بالتحديد قلب المأزق الوجودي الاسرائيلي الكبير، حيث الوضع الداخلي يشهد تجاذبات يائسة والكل في إسرائيل يحاول أن يخدع الكل، دون قدرة الوصول إلى نهاية آمنة، وهنا جاءت فكرة الانتخابات الفلسطينية التي هي مهمة لنا للصعود بأهليتنا وبأننا نستحق كل ما نطالب به، لكن إسرائيل سدت أذنًا بالطين والأذن الأخرى بالعجين حتى لا تسمع، ثم قالت لا انتخابات فلسطينية بالقدس، مع إجراءات أخرى اكثر بشاعة، فتصدى لها فلسطينيو القدس، وما أمهرهم في حرق الاوراق المشبوهة التي حضرها بعض صغار اللاعبين، وجاء الجواب سريعًا وحاسمًا، لا انتخابات في القدس، فقد عقد رئيسنا ورأس شرعيتنا الرئيس أبو مازن حيث ترأس اجتماعًا ضم الجميع لكي تتحاور وتتفق على الجواب، وكانت الاستجابة بالأغلبية الساحقة، بعد أن تحاورنا بكل صراحة، وأخذنا كل صغيرة وكبيرة بعين الاعتبار، لا انتخابات بدون القدس اعظم ما تجلى في اجتماع يوم الخميس كان الوعي الواسع بأن الخطأ السياسي ممكن ان يقود اصحابه إلى خطأ وطني فادح، هل نسمح لنتنياهو ان ينقل مشاكل الاستعصاء الذي يواجهه وانغلاق الأفق الذي يعانيه بعد سقوط ترمب إلينا؟ لا هذا لن يكون، وكانت الصياغة النهائية لقرارنا لا انتخابات بدون القدس.

يا قدس يا حبيبتنا، يا مهوى قلوبنا، يا أبرز عناوين فلسطين وعروبتنا، وإسلامنا، انت المسألة والسؤال، أنت البداية والمآلة، وأنت قادمة وأعداؤك إلى زوال.