رأى محللون سياسيون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الثلاثاء، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يحاول كسب الوقت ومنع تشكيل حكومة في المعسكر المناوئ له، وأنه يمارس الخداع بموافقته على حكومة يرأسها بالتناوب رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، أو رئيس حزب "تيكفا حداشا" غدعون ساعر، في السنة الأولى أو النصف الأول من ولايتها وبعد ذلك يتولى هو رئاستها.
ورأى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، أن "سخاء نتنياهو يُخفي وراءه مُكر ويأس. ودوافعهما شفافة. وقبل أسبوع من نهاية مهلة تكليفه بتشكيل حكومة نتنياهو يخوض بالأساس حربا نفسية ضد الجانب الآخر. وهو يدخل الدود إلى المؤسسة السياسية. وهو يسعى بالأساس إلى تشويش، وعرقلة، وإرباك، وزرع شكوك، وكسب الوقت. وهدفه الأعلى هو منع خصومه من التوصل إلى اتفاقات، تسمح لنفتالي بينيت ويائير لبيد، ومعهما باقي لاعبي الكتلة المناوئة، من الحصول على تفويض بتشكيل الحكومة من الرئيس".
وأضاف أنه "إذا بدأوا (في المعسكر المناوئ) بحرف أنظارهم عن الغاية وراحوا يبحثون بينهم وبين أنفسهم في اقتراحاته، فإن نتنياهو سيحقق مراده: التفويض الذي سيؤخذ منه سيُلقى إلى الكنيست. وهناك وضعه أفضل. ليس من أجل تشكيل حكومة، بل من أجل التوجه إلى انتخابات خامسة".
واقترح نتنياهو تشكيل حكومة بالتناوب ولا يرأسها في السنة الأولى من ولايتها على عدد من رؤساء الأحزاب، منذ نهاية الأسبوع الماضي. وإضافة إلى بينيت وساعر، اقترح ذلك على رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، ورئيس حزب شاس، أرييه درعي، أو على أحد أعضاء الكنيست من الليكود، وخاصة رئيس الكنيست، ياريف ليفين، أكثر المقربين منه.
ولفت فيرتر إلى أن بينيت هو أكثر مرشح مفضل بالنسبة لنتنياهو للتناوب معه على رئاسة الحكومة، وذلك لعدة أسباب: بينيت لا يزال يصرح بأن حكومة يمينية هي المفضلة بالنسبة له. وإمكانية اندماج حزبه في الليكود هي حلمه القديم، ولكن بالأساس هذا حلم شريكته في "يمينا" أييليت شاكيد.
وأضاف فيرتر أنه "مع هذا الطُعم الذي سيطرح أمام شاكيد، منذ مساء اليوم، فإنها ستواجه صعوبة في مواجهته. وشاكيد بات الآن الحلقة الضعيفة في يمينا. وهي ما زالت، حتى الآن، تظهر ولاء لبينيت تجاه الخارج، لكن ميلها الواضح هو نحو الليكود". كذلك فإن بينيت لم ينسحب من المفاوضات مع الليكود، ومبعوثيه إلى نتنياهو ما زالوا يتحدثون عن الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة". ويبدو أن غانتس أيضا لم يُدر ظهره بشكل كامل لاقتراح نتنياهو"، وفقا لفيرتر.
من الجهة الأخرى، أشارت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، إلى تعثر المفاوضات حول تشكيل حكومة في المعسكر المناوئ: "الأمر الواضح هو أنه في اليوم الماضي، تم بشكل مفاجئ رفع سقف مطالب كتلة اليمين (ساعر وبينيت) في المعسكر المناوئ. وليس مجرد رفع، وإنما قفزة دراماتيكية بالشروط. وبكلمات أخرى، محور بينيت – ساعر طرح أمام لبيد مطالب لم يطرحها من قبل".
ويتحدث بينيت عن وجود فجوات جوهرية في المواقف بينه هو وساعر وبين لبيد، ولأول مرة تطرق إلى القضاء والاستيطان، وفقا لكدمون، التي رأت أن هذين الموضوعين ينبغي أن يضيئان ضوءا أحمر لدى شركاء لبيد في اليسار، أي حزبي العمل وميرتس.
وأضافت كدمون أن شاكيد ليست متحمسة لتشكيل حكومة في المعسكر المناوئ لنتنياهو. وفيما يطالب حزبا العمل العمل وميرتس بالحصول على حقائب وزارية هامة، يطالب بالحصول عليها نفسها حزبا بينيت وساعر، تبين أمس أن محور اليمين لا يوافق على ضم مندوبين عن العمل وميرتس إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، في حال تشكيل حكومة كهذه، وأن يبقي العمل وميرتس، "اليساريين"، بدون تأثير على هذه الحكومة.
وتابعت كدمون أن "نتنياهو سيفعل أي شيء، في الأيام المقبلة، من أجل إفشال الجانب الآخر بتشكيل حكومة... والسبب الوحيد الذي يمنع أي أحد من الاستجابة لاقتراح حكومة تناوب، وبضمنهم غانتس، هو أن لا أحد يصدق نتنياهو".
كذلك رأى المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن "نتنياهو سيُخلي كرسي رئيس الحكومة فقط بواسطة جرافة عملاقة من طراز ’دي9’. وهدف نتنياهو الوحيد من طرح التناوب هو خلق حالة ’فرق تسد’ في معسكر التغيير (المناوئ). فعندما يعلم جميعهم أنه بالإمكان أن يكونوا "أوائل في التناوب" لن يوافق أحد على التنازل. وبعد ذلك، عندما يكتشفون أنهم سيكونوا الأوائل في المقصلة، سيكون الوقت قد أصبح متأخرا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها