تقرير: فراس رباني
تعتبر طريق الوادي في مخيّم الميّة وميّة طريقًا أساسية لأهل الحي لأنها صلة الوصل والمرور الوحيدة بين منطقة الوادي وسائر المخيم. غير أنَّ الفترة الأخيرة شهدت تدهورًا في حالة الطريق ولا سيما في فصل الشتاء، مما جعل عملية عبورها من المشاة أو السيارات غاية في الصعوبة. ومن هنا كانت المبادرة من اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية ودائرة شؤون اللاجئين في "م.ت.ف" وقيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" لمعالجة هذه المشكلة، عبر تعبيد وتأهيل هذه الطريق.
مشروع التعبيد حاجة ملحة للأهالي
في هذا الإطار أوضح رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "م.ت.ف" في لبنان جمال فيّاض أنَّ الدائرة قد عملت على الفور على تلبية المطلب الذي رفعته اللجنة الشعبية في مخيّم الميّة وميّة لتعبيد الطريق إدراكًا لأهمية هذا المشروع في تحسين حياة أبناء شعبنا.
وأضاف: "بناءً على الطلب الذي رفعته اللجنة الشعبية في مخيّم الميّة وميّة إلينا في دائرة شؤون اللاجئين حول الحاجة الماسة للأهالي لتعبيد هذه الطريق، خاصةً مع تضاعف معاناتهم في فصل الشتاء، حيث تزداد صعوبة الدخول والخروج إلى المنطقة، وافقنا على الدعم الكامل لهذا المشروع لتخفيف المعاناة عن أهلنا وشعبنا في المخيم، وجرى تنفيذه بتمويل ودعم كامل من دائرة شؤون اللاجئين".
وأكّد فياض أنَّ دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في "م.ت.ف" تعمل بتعليمات من سيادة الرئيس محمود عبّاس وبتوجيهات من رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "م.ت.ف" معالي د.أحمد أبو هولي، على تقديم أية خدمات تطلبها المخيمات والتجمعات، ودائمًا هي على أهبة الاستعداد لتلبية مطالب الأهالي بمشاريع البنى التحتية، من كهرباء ومياه وتعبيد طرقات، حسب الإمكانيات المتاحة، وبناءً على توصيات وطلب اللجان الشعبية حول حاجات المخيمات والتجمعات.
وشدّد على أنَّ الدائرة ستبقى في خدمة أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات، سائلاً الله أن يخفف المعاناة عن أبناء شعبنا ويمن علينا بعودة قريبة إلى الوطن.
بدوره أكدَ أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة أنَّ قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا تحرص أشد الحرص على تحقيق مصلحة أبناء شعبنا جميعًا وخدمتهم، وقال: "أينما أمكننا أن نساعد أهلنا في المخيمات والتجمعات، فإننا ندق باب قيادتنا التي لم تتوانَ يومًا عن تقديم وتلبية الاحتياجات المطلوبة".
وفيما يتعلق بمشروع تعبيد الطريق في مخيم المية ومية، شدد على أنَّ قيادتنا كانت منذ البداية على اطلاع على هذا الوضع، وقد عملت على متابعة تنفيذ هذا المشروع وتقديم المطلوب لإنجاحه، وبالفعل عملت على حل عدد من الأمور العالقة بما فيها التواصل مع الدولة اللبنانية من أجل إدخال المواد اللازمة لتنفيذ المشروع إلى المخيم.
وأكد العميد ماهر شبايطة أن قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" ستبقى سباقة لتحقيق مصلحة شعبنا وخدمته، بتعليمات من رئيس دولة فلسطين السيد الرئيس محمود عبّاس وسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، لافتًا إلى أن قيادات كل المناطق التنظيمية تعمل بهذه التوجيهات لدعم أهلنا وشعبنا في كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والصحية والمعيشية، لا سيما في ظل أزمة تفشي فيروس "كورونا".
وتابع: "لم تقصر قيادتنا الفلسطينية يومًا في تلبية احتياجات شعبنا، فنحن اعتدنا أننا مسؤولون عن شعبنا في السراء والضراء".
وتطرّق إلى تقديمات قيادتنا في لبنان لخدمة أبناء شعبنا في مختلف مناحي الحياة، بدءًا من تقديمات صندوق محمود عباس لدعم تعليم الطلاب الجامعيين، مرورًا بدعم طلاب البريفيه عبر كتاب الشامل وطلاب البكالوريا بالآلات الحاسبة، وتقديمات صندوق الضمان الصحي الفلسطيني لشعبنا، إلى جانب مبادرة قيادتنا في لبنان بصرف مبلغ لكل من أصيب بكورونا بدءًا من شهر شباط وقدم الأوراق المثبتة لذلك، وما زالت المبادرة متواصلة بقرار من القيادة في لبنان.
وختم بالتأكيد على أنَّ قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" ستواصل تحمل مسؤولياتها وأداء واجبها تجاه شعبنا حتى العودة بإذن الله.
أما عن أهمية هذا المشروع فقال أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية: "بسبب رداءة الأحوال الجوية والتساقط الغزير للأمطار فإن طريق منطقة الوادي في مخيم المية ومية قد أصبحت غير صالحة للاستخدام سواء أكانت من المشاة أو السيارات، جراء انهيار جزء منها بسبب السيول، ووحولة الأرض، ما جعل عبورها صعبًا جدًا على المشاة والسيارات، إلى جانب الخطر الذي تمثله كونها عرضة للانهيار في أي لحظة".
وتابع: "نظرًا للخطورة الشديدة لهذه المسألة على السلامة العامة في المخيم، وما تزيده من معاناة على الحياة اليومية للأهالي، بادرت اللجنة الشعبية في حينها إلى فتح الطريق عبر جرافة ولكن ذلك لم يكن كافيًا، فجرى العمل على تشييد جدار دعم صغير ليحمي الطريق من الانهيار ويمنع وصول سيول المياه إلى المباني المجاورة. وبعد ذلك بدأنا التواصل مع دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية لاستكمال حل المشكلة عبر تأهيل وتعبيد الطريق، فأرسلنا رسالةً إلى رئيس الدائرة معالي د.أحمد أبو هولي، وكان الرد سريعًا كما العادة بالموافقة على المشروع ودعمه".
وأوضح أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية أن هذه الطريق هي الطريق الوحيدة والأساسية لحي الوادي الذي يضم نحو ٢٥٠ منزلاً، وبالتالي هي المدخل الوحيد للسيارات الموجودة بهذا الحي من وإلى المخيم.
وحول تفاصيل المشروع، قال: "تبلغ مساحة الطريق التي نعمل على تعبيدها بمادة الزفت نحو ٣٠٠ متر مربع بكلفة تقريبية تبلغ نحو ٢٦٠٠$ أمريكي وهذا المشروع هو بدعم كامل من دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية، وبإشراف ومتابعة اللجنة الشعبية التي الزمت تنفيذه لشركة مقاولات".
ولفت إلى أن اللجنة الشعبية كانت قد حصلت على الموافقة على المشروع منذ شهرين تقريبًا ولكن التنفيذ تأخر بعض الشيء بسبب الأزمة الصحية والأوضاع العامة في لبنان من إغلاق شامل وفرض حالة طوارئ صحية.
وتوجه أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم المية بالشكر والتقدير إلى دائرة شؤون اللاجئين على دعمها الدائم للمشاريع الهادفة للتخفيف من معاناة أهلنا في المخيمات ولا سيما مخيم المية ومية، مؤكدًا أن اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية لن تألو جهدًا في مواصلة عملها الخدماتي في رعاية شؤون شعبنا الفلسطيني في المخيم.
من جانبه، توجه أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في مخيم المية ومية غالب الدنان بالشكر والتقدير إلى قيادتنا الفلسطينية ممثلةً بسيادة الرئيس محمود عباس وسعادة السفير أشرف دبور على اهتمامهم ورعايتهم لشؤون شعبنا بشكل دائم، وإلى دائرة شؤون اللاجئين ممثلةً برئيسها معالي د.أحمد أبو هولي ومديرها في لبنان جمال فياض على تنفيذ هذا المشروع، وقيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا بشخص أمين سرها العميد ماهر شبايطة وقيادتنا الفلسطينية في لبنان على متابعتهم وحرصهم على تذليل أية عقوبات تعترض تنفيذه.
وأكد الدنان أن تعبيد طريق منطقة الوادي في مخيم المية ومية خطوة بالغة الأهمية في ظل هذه الظروف الصعبة لتخفيف مشقة عبورها عن أهالي المنطقة الوادي، لا سيما أنها الطريقة الوحيدة لهم للوصول إلى بيوتهم والمرور إلى خارج المخيم، وبسبب تعرجها ووعورتها فقد كان يستحيل مرور السيارات عبرها، بالإضافة إلى تضررها في الشتاء بمياه الأمطار ما يؤدي إلى توحل الأرض ويعيق عبورها حتى عبر المشي.
وجدّد التأكيد على التزام قيادة حركة "فتح" بمتابعة قضايا أبناء شعبنا والحرص على مصلحتهم العامة، وعلى سلامة مخيماتنا، وأداء واجبها على الدوام تجاههم للتخفيف من معاناتهم وتعزيز صمودهم.
أهالي منطقة الوادي يثمّنون مبادرة تعبيد الطريق
وقد ثمن أهالي منطقة الوادي في مخيم المية ومية مشروع تعبيد الطريق مؤكدين أن هذا المشروع يضع حدًا للمعاناة التي كانوا يواجهونها على مدى الفترة الماضية.
وفي هذا السياق، قال الشاب عمر أبو مغيصيب الذي يقطن في منطقة الوادي، إن معاناة الأهالي بسبب الطريق كانت تتضاعف في فصل الشتاء بسبب هطول الأمطار وتجمع المياه ما يؤدي إلى توحل الأرض، ويصعب بالتالي عملية العبور من خلاها، وهي الطريق الوحيدة الواصلة بين المنطقة والمخيم.
وأشار إلى أن وعورة الأرض كانت تصعب مرور السيارات منها، وخاصة في حال الاضطرار لنقل حالة مرضية، فيتعذر دخول سيارات الإسعاف أو السيارات العادية لنقل الحالات الحرجة إلى جانب ما تسببه وعورة الطريق من أضرار بالسيارات.
وتوجّه أبو مغيصيب بالشكر والتقدير إلى حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" ودائرة شؤون اللاجئين في "م.ت.ف" واللجنة الشعبية في مخيم الميّة وميّة لأنهم نظروا إلى معاناة شعبنا في حي الوادي، وحرصوا على تنفيذ مشروع تعبيد الطريق، آملاً أن تتواصل التقديمات التي تساهم في تخفيف معاناة أبناء شعبنا إلى حين العودة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها