أكثر من مرة، دعت الخارجية الأميركية حليفتها المدللة إسرائيل التي يقودها حتى الآن بنيامين نتنياهو، للتوقف عن الأعمال والقرارات ذات البعد الأحادي، لأنها تغلق الطريق نهائيًا أمام أية مبادرات سياسية يمكن أن تتقدم بها الولايات المتحدة لاستئناف الوصول إلى محادثات سياسية، ومن المعروف أن أفق هذه المحادثات الممكن هو حل الدولتين.
في مواجهة هذه الدعوات سواء من الرئيس جو بايدن أو من وزير خارجيته بلينكن رد عليها نتنياهو وأعضاء حكومته الحاليون بالتجاهل المطلق أو بالرد الذي لا يمكن المجاهرة به، وهكذا استمرت إسرائيل في عمليات الاستيطان دون توقف، كيف يمكن أن تتوقف والاستيطان هو كل وجود إسرائيل، هو 201 إسرائيل، ودون ردود أفعال أكثر عمقًا فإنها لن تستجيب.
ولعل نتنياهو يقول لحلفائه الأميركيين في السر، انتظروا قليلًا، فالضم الذي هو المعنى الوحيد للاستيطان على وشك أن يكتمل سواء في القدس درة التاج الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية، ورد الفعل يتبلور ويتكامل، فكل ما خدع به العرب المطبعون يثبت أنه وهم، والفلسطينيون ردهم يتكون على مهل وجدية تناسب خطر الاستيطان وخطر الضم لأنه خطر وجودي، وأؤكد أن الخرافة الكاذبة التي انطلقت إسرائيل من نطفتها، لا تعرف أنصاف الحلول، ونظام النفس الطويل الذي يهرب إليه المجتمع الدولي، معناه إعطاء الإشارة لإسرائيل كأنما يقال لها خذي الوقت اللازم.
الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، كانتا ردًا على هذا التباطؤ في ردود الأفعال، بل إن الثورة الفلسطينية المعاصرة التي أطلقتها فتح في أوائل عام 1965هي أيضًا الرد الذي لم يكن يتوقعه لا الإسرائيليون ولا حلفاؤهم.
في الضمير الفلسطيني، في تفاصيل اليوم الفلسطيني المحقون بالألم، تتجمع الرياح العاصفة، يتجمع الألم ومعادلة الغضب، فيا أيها الذين تتحملون المسؤولية بالكامل عن أمن العالم، لا تجعلوا الألم الفلسطيني ينفجر ولا تتركوا الغضب الفلسطيني يشتعل، ولا تهربوا إلى قضايا انفعالية، نحن شعب راقٍ، نساهم في إعلاء شأن القانون الدولي، والسؤال الآن كيف يكون الوضع حين تفقد الإيمان بالسلام؟؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها