راجحالخوري/ النهار

  2012-11-24

ما لم يتراجع عن قراره أو يمنع من مغادرة رام الله أويتعرض للاغتيال، فان محمود عباس سيقف يوم الخميس المقبل في الأمم المتحدة طالباً قبولفلسطين دولة غير عضو في المنظمة الدولية، وهو ما تؤيّده أكثر من 135 دولة.

عشية وقف النار في غزة لم تذهب هيلاري كلينتون للقاءعباس حرصا منها على حفظ الأصول مع الشرعية الفلسطينية، بل لتوجّه أليه إنذاراً أخيرابعدم الذهاب (وهو ما أشارت إليه هذه الزاوية الخميس الماضي)، فقد كشف صائب عريقات أنهاهددته بأخطر من العقوبات قائلة :" إذا ذهبت ستدمر نفسك سياسياً وستدمر المشروعالسياسي الفلسطيني... أطالبك بعدم الذهاب لأننا سنعمل في بداية السنة على إحياء المفاوضات".ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تلقى عباس في اليوم الثاني رسالة تهديد مشابهة منمجلس الشيوخ الأميركي!

هياج واشنطن ضد عضوية فلسطين بدأ قبل أشهر بمطالبة عباسبتأجيل الذهاب إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، فوافق كي لا يكسر جرّة الصوت اليهوديمع باراك اوباما الذي عاد واتصل به هاتفياً بعد الانتخابات مهدداً بأقصى العقوبات وقائلاً:" حصول فلسطين على العضوية يسقط مشروع السلام وقد يتسبب بحرب نووية"، كذلكأرسل مذكرة إلى الدول الأوروبية تطلب ممارسة الضغط على عباس كي لا يذهب !

سياسة تدمير عباس وإفشال الشرعية الفلسطينية مستمرةمنذ زمن بعيد، ويكفي أن نتذكر فشل اوباما في مسألة الدولتين ورضوخه لتعطيل إسرائيلعملية التسوية لمعرفة وقاحة التهديدات المتصاعدة في وجه عباس ولو على طريقة "يرضىالقتيل وليس يرضى القاتل"، فعندما تتعمّد واشنطن تهميش عباس في مسألة غزة وترتيباتوقف النار وتحجز مقعداً لـ"حماس" في واجهة "الإسلام السياسي" ومحوريتهالمصرية وتبرز صورة خالد مشعل في تغييب متعمد لصورة عباس المهمل، أوليس هذا من صلبما تهدد به كلينتون، أي تدمير "أبو مازن" سياسياً، واستطراداً تدمير القضيةالفلسطينية عبر ترسيخ صورة "الدولتين" دولة غزة ودولة الضفة هذه المرة ؟

لقد كنا بنكبة ضياع فلسطين، وما لم يتوحد الفلسطينيونسريعاً سنكون أمام نكبة أدهى، أي قيام دولتين فلسطينيتين. وعندما سيقف "أبو مازن"أمام الأمم المتحدة مطالباً بمقعد فلسطين، قد يقف من يسأله وأي فلسطين، بعدما أعطيتغزة شرعية معتمدة من عواصم الغرب ودول الإسلام السياسي الذي يرسم بالريشة الأميركيةصورة "الشرق الأوسط الجديد... الملتحي"؟

أنا اعرف أن "أبو مازن" ذاهب لطلب العضوية،قد يمنعونه أو يقتلونه. عندما التقيته في الدوحة قبل أشهر. قلت له قد يغتالونك كعرفات،قال: "لست أفضل من الذين قتلوا لعيون فلسطين"!

 

نقدم هذا المقال هدية لكل الذين يتآمرونعلى الرئيس أبو مازن

مفوضية الاعلام والثقافة/ لبنان