تهديد وراء تهديد اميركي واسرائيلي للقيادة الفلسطينيةوخاصة الرئيس ابو مازن، للضغط عليهم دون التوجه للامم المتحدة لنيل العضوية غير الكاملةللدولة الفلسطينية.

رسميا ثلاثة عشر تهديدا لرئيس منظمة التحرير، عملياوصل القيادة ألف تهديد لذات الغاية، حيث لم تقتصر التهديدات على الرسائل الاميركيةوالاسرائيلية المباشرة، فهناك رسائل غير مباشرة، وهناك رسائل من بعض العرب والفلسطينيينوالاوروبيين. لكن الاصرار كان جليا وواضحا من قبل محمود عباس، حيث أكد في أكثر من لقاءخاص وعام، انه ماض الى الامم المتحدة مهما كانت النتائج وأياً كانت الاخطار، حتى لوكانت «نهاية حياته».

الولايات المتحدة تعلم علم اليقين، ان تهديداتها تتناقضمع توجهاتها والتزاماتها السياسية كراع اساسي لعملية السلام القائمة على خيار الدولتينعلى حدود 67. وتعلم انها لن تجد شريكا بين الفلسطينيين، حتى من بين اولئك المحسوبينعليها من الفلسطينيين، أفضل وأكثر إقناعا وقدرة من الرئيس عباس. كما ان الرئيس قدمكل الالتزامات السياسية للرئيس اوباما ووزيرة خارجيته، التي نقلت له آخر تهديد قبلثلاثة ايام في حال مضى قدما نحو الامم المتحدة، بمواصلة المسيرة السياسية، واستعدادهللتفاوض مع حكومة نتنياهو او اي حكومة اسرائيلية لاحقة بعد الحصول على العضوية غيرالكاملة للدولة وتحديد حدودها، والتأكيد على خضوعها للاحتلال الاسرائيلي، مما سيعيدالامور الى نصابها، ويسقط الالتباس الذي لازم اتفاقية إعلان المبادئ بشأن الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 67.

موقف القيادة الفلسطينية قوي جدا ولا يتناقض مع التوجهاتالاميركية ولا مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، فقط يتناقض مع خياردولة الابرتهايد والتطهير العرقي الاسرائيلية المتخندقة في مستنقع الاستيطان الاستعماري،ورفض خيار السلام، وعدم الالتزام باستحقاقات التسوية، واستباحة الحد الادنى الممكنمن الحقوق الوطنية الفلسطينية. لذا على الرئيس محمود عباس حث الخطى بقوة نحو الاممالمتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي لتحقيق الهدف التكتيكي المعلن.

ولكن على القوى السياسية من ألوان الطيف السياسي والمشاربالمختلفة دعم خطوة رئيس السلطة الوطنية. ولتحقيق ذلك تملي الضرورة التقدم الآن وليسغدا نحو الوحدة الوطنية، لكي تتعزز مكانة الطلب الفلسطيني في اوساط الاقطاب والدولفي الجمعية العامة للامم المتحدة. وبذلك يكون الشعب الفلسطيني حقق أكثر من إنجاز فيتشرين الثاني 2012 على الصعد الوطنية والاقليمية والأممية. ويقطع الطريق على اسرائيلواميركا ومن يتوافق مع سياستهم العبثية والمدانة والمرفوضة فلسطينيا.

أيا كان شكل ومضمون التهديدات الموجهة للرئيس عباس والسلطةوالمنظمة لا يساوي شيئا امام الدفاع عن المصالح والاهداف الوطنية الفلسطينية. لأن العالملا يفهم لغة ومواقف الضعفاء والمتخاذلين. ولكن عندما تتلازم الارادة مع العدالة ولوبحدودها الدنيا فإن العالم كله سيسمع الصوت والموقف الفلسطيني، وسيستجيب للاهداف الوطنيةشاءت أميركا واسرائيل أم أبتا.