الاعتداءات الإسرائيلية ضد شعبنا وأرضنا هي مكون رئيس للعقلية الصهيونية، منذ بدأت إسرائيل وجودها اللاشرعي والفلسفة التي تتوخاها إسرائيل بقيادة نتنياهو من هذه الاعتداءات معروفة لنا فلسطينيا معرفة كاملة أي خلق ممارسات إسرائيلية جديدة لكي تذهب بذاكرة الأحداث القديمة إلى إدراج النسيان، موضوع الصراع بيننا وبين إسرائيل وجود احتلال إسرائيلي نفسه، لأنه من دون إنهاء هذا الاحتلال وإقرار إسرائيل بزواله، فإنه لا توجد إمكانية لانهاء هذا الصراع حتى لو استطاعت إسرائيل أن تجند أعظم القوى الدولية لصالحها، مثلما فعلت حين تجند بريطانيا لخدمة الأهداف أو نجحت إسرائيل في استقطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخدمة أهدافها غير الشرعية، مثلما فعل ترامب حين أعطى القدس لإسرائيل، وحين أصدر صفقة القرن المهزومة، وحينما شن حربًا شعواء على قيادتنا الشرعية، وعلى سلطتنا الوطنية، وعلى أيّة محاولة لاستئناف جهود السلام ضمن مضامينه التي يؤمن بها شعبنا الفلسطيني حسب قرارات الشرعية الدولية، ابتداء من القرار 181 الذي طبقت إسرائيل نصفه وتواصل الهروب من نصفه الآخر وهو قيام الدولة الفلسطينية.
ما معنى جنون الاستيطان الذي تواصله إسرائيل؟ ما معنى جنون هدم المباني واقتلاع الأشجار؟ ما معنى مداهمات الاقصى والجرائم ضد الحرم الإبراهيمي؟ ما معنى إحراق كنيسة الجثمانية، وقتل الطفل علي أبو عليا والجرائم الأخرى المشابهة؟
المعنى الوحيد أن كل ما ذكرناه من شذوذ عدواني إسرائيلي هو مكون أساسي من مكونات إسرائيل وهي عاجزة عن تصديق أنها يمكن أن تعيش بدون عدوان.
الوعي الفلسطيني عميق بطبيعة هذا الاحتلال، والوعي الفلسطيني عميق بمواصلة المقاومة بأعلى الدرجات المفيدة، ولا شيء من ثوابتنا سيصبح مع الأيام رقم اثنين، وقد تكون بعض الرسائل التي تصل من بعض الفلسطينيين سلبية، ولكن هذه السلبية لا مبرر لوجودها وسوف تتحول إلى هرطقات هزيلة، وليس أمام إسرائيل سوى أن ترى حقائق الفوضى التي تعصف بها وتجذر الحقوق الفلسطينية كأبرز حقائق الواقع الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها