وصفه نقاد كثر بأنه شاعر النكبة، لكنه لم يكن غير شاعر العودة حتى وصفه الشاعر عز الدين المناصرة بأنه شاعر القرار 194 الذي هو القرار الأممي الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، لكن أمير الشهداء خليل الوزير أبو جهاد رأى فيه ما هو أبعد من ذلك حين وصفه بأنه شاعر الثورة، ومع كل الأوصاف والتسميات، لم يكن هارون هاشم رشيد غير شاعر فلسطين الذي لم يكتب لسواها، ولم يكتب  سواها، فكرة إنسانية، وقضية سياسية وجمالية، وتطلعات هي ليست غير تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال.

غنت له فيروز "سنرجع يومًا الى حينا" وغنت له فايدة كامل "لن ينام الثأر في صدري، وإن طال مداه" وغنى له كبار المطربين، ولم تكن سوى أغنيات لفلسطين وأمتها العربية.

لم يقلق رشيد كثرًا بالحداثة الشعرية، وبقدر ما كانت الروح الفلسطينية واضحة في تحدياتها وخطابها النضالي وتطلعاتها المشروعة والعادلة، كانت قصيدته واضحة وبسيطة موزونة على قدر ما تريد أغنية النشيج دون انتحاب وبلا إحباط أو يأس.

وغير الشعر لهارون هاشم رشيد، له أربع مسرحيات، عدا المسلسلات والسباعيات الاذاعية، موسوعة فلسطينية بلغة القصيدة، وبروحها التواقة الى الحرية بصياغاتها الابداعية، وسماتها الجمالية. ثلاثة وتسعون عامًا هي عمر الشاعر الكبير اختتمت بالأمس مشوارها في الحياة الدنيا، وبدأت مشوارها في دنيا الخلود، لأن كلمة الروح لا تموت، وخاصة حينما تكون هي كلمة فلسطين بكل حكاياتها الواقعية التي ما زالت تتواصل بين الملحمة، والتراجيديا، حتى "نرجع الى حينا، ونغرق في دافئات المنى"، هارون هاشم رشيد، لك غيمة الخليفة التي أينما حلت فإن خيرها سيظل لنا، لفلسطين التي أحسنت تربية مبدعيها، حتى اعطوها قدر ما اعطتهم من قلوب متفتحة، ومشاعر إنسانية، برؤية خلاقة، ولسان بليغ، وكلمة شفيفة، حارة، وطيبة، وصادقة، هارون هاشم رشيد، سلام لروحك، سلام لارثك، لقصائدك الصادحات، وأناشيدك الواعدات التي ستظل في كتاب فلسطين، قصائد العودة التي ستكون، ولابد أن تكون .