تبلغ مساحة الضفة الغربية 5860 كم أي تعادل 21% من مساحة فلسطين التاريخية: المكلف بالتسوية السياسية كوشنر، وغريبلانت، وديفيد فريدمان بناء على صفقة ترامب قام الفريق الأمريكي برسم خارطة للمناطق التي ستقوم إسرائيل بضمها المستوطنات والأغوار وتساوي 32% من مساحة الضفة الغربية، ولفصل الدول الفلسطينية العتيدة عن إسرائيل رسمت حدود متعرجة داخل الضفة الغربية طولها 1700 كم.
رغم ذلك بقيت هناك 16 مستوطنة في الجانب الفلسطيني وحوالي 43 قرية في الجانب الإسرائيلي، وترتبط الدولة الفلسطينية المقترحة ببعضها بسلسلة من الانفاق والجسور.
قام المستوطنون بالاحتجاج على أمرين الأول وجود بعض المستوطنات داخل مناطق الدولة الفلسطينية مما يمنع تمددها مستقبلاً، والأمر الثاني الاحتجاج على تسمية المنطقة المتبقية بالدولة الفلسطينية حسب خطة الرئيس ترامب وقد قام المستوطنين بمظاهرات داخل إسرائيل وشكلوا فريقًا للذهاب إلى أمريكا للاحتجاج على صفقة ترامب.
أمام تصعيد المستوطنين تراجع نتنياهو واكتفى بعملية الضم دون باقي الخطة، في الداخل الإسرائيلي هناك عدم اتفاق على كيفية الضم بين فريق أزرق أبيض بقيادة بني غانتس وجابي اشنكازي ويطالب أن تكون عملية الضم بالاتفاق مع الدول العربية المعتدلة ومع فرقاء محليين.
في وقت يطالب نتنياهو بتطبيق عملية الضم المقترحة في خطة ترامب كاملة أي ضم 32% من مساحة الضفة الغربية.
بالنسبة للموقف الأمريكي فهناك انقسام بالرأي في ظل الأوضاع التي تواجه أمريكا من جائحة الكورونا وما يتبعها من تدهور اقتصادي إلى المظاهرات التي تشهدها ولايات أمريكية ضد التفرقة العنصرية التمييز بين البيض والسود عقب مقتل جورج فلويد اختناقًا تحت ركبة شرطي أبيض كما أن صراع أمريكا مع الصين وفنزويلا أضف أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي وعدد كبير من أعضاء الكونجرس، نحو، 120 عضو قدموا مذكرة لترامب تطالب بوقف عملية الضم.
فإن كوشنر يطالب بتأجيل تطبيق الضم في وقت يصر السفير الأمريكي في تل ابيب ديفيد فريدمان وغريبلانت الذي صرح الأسبوع الماضي أن لا جود لأراضي فلسطينية وانما هناك أراضي متنازع عليها على ضرورة الضم الكامل. ويبدو أن الأمريكيين تذرعوا بعدم اتفاق الطرف الإسرائيلي والخلاف بين حزبي أزرق وأبيض والليكود ليربطوا تطبيق عملية الضم بالاتفاق بين الحزبين.
أما الموقف العربي فقد ذكر أن آعلان ترامب عن صفقته لحل القضية الفلسطينية قد تم بوجود ثلاث سفراء عرب هم السفير يوسف العتيبي والسفير العماني والسفير البحريني وهذا يؤشر أن هذه الدول قد وافقت على صفقة ترامب إضافة لما يشاع عن أن محمد بن سلمان لا يعارض الصفقة. وقد أذاع التلفزيون الإسرائيلي في مقابلات تلفزيونية حول عملية الضم شارك فيها سعودي اتهم الفلسطينيين بأنهم رفضوا كل الحلول وهم يستمرون المتاجرة بقضيتهم وأنه يؤيد صفقة ترامب لحل القضية الفلسطينية وان الفلسطينيين لا يستحقون دولة.
ولكن الواقع أن مقالة يوسف العتيبي سفير الامارات في واشنطن والتي نشرت نصها صحيفة يدعوت أحرنوت ومقالة دبلوماسي سعودي التي نشرت في إحدى الصحف الإسرائيلية هارتس قد أشارت بوضوح أن الامارات العربية والسعودية ليست راضية عن عملية الضم إضافة لتأكيدات الملك سلمان لأبو مازن بأن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية وأنه مع إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس أما الموقف الأردني فقد كان الأشد حيث أعلن ملك الأردن أن الضم إذا جرى ستكون له عواقف كارثية على العلاقة بين إسرائيل والأردن.
أما الموقف الفلسطيني فلابد من التأكيد أن كافة القوى والفصائل بما فيها جبهة التحرير العربية قد أكدت مواقفها ضد عملية الضم وضرورة وضع الخطط ومنها تصعيد المقاومة الشعبية إذا حصل الضم.
أما الرئيس أبو مازن فقد أعلن منذ قرار نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقف العلاقات مع أمريكا وإسرائيل وان أمريكا لا تصلح أن تكون وسيطًا في المفاوضات وطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام وامتنع عن الرد على تلفونات الرئيس الأمريكي رغم التهديدات التي أدت الى وقف المساعدات الأمنية للسلطة الفلسطينية وقد ردت المنظمة بتسكير مكاتبها في أمريكا.
كما عقدت القيادة الفلسطينية مؤخرًا اجتماعًا بحضور الرئيس أبو مازن أكدت في بيانها الذي صدر عن الاجتماع بان القيادة في حل من كافة الاتفاقات مع إسرائيل وأمريكا ووقف التنسيق بما فيها الأمني كما امتنعت السلطة عن أخذ فلوس المقاصة التي تجمعها إسرائيل للسلطة الوطنية "عائدات الضرائب" والتي تقدر بما يزيد عن 150 مليون دولار.
علمًا أن الموعد الذي حدده نتنياهو لإعلان الضم هو الواحد من تموز.
هناك أسئلة تطرح هل يتم تخفيف عملية الضم بإن تشمل المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية وهي أرائيل ومعالي أدوميم، وغوش عتصيون والتي تقسم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق الشمال نابلس وجنين، الوسط رام الله، والجنوب الخليل بيت لحم علمًا أن هذه المستوطنات تسمى مشروع إيغال ألون أم الاكتفاء بضم بعض المستوطنات المتفرقة.
أما الضم الشامل بمساحة 32% من أراضي الضفة كما وردت في صفقة ترامب فالتقارير تستبعد ذلك.
ركاد سالم
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها