بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ٣٠-٤-٢٠٢٠

*رئاسة

الرئيس يتلقّى برقية شكر جوابية من شيخ الأزهر
تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، برقية شكر جوابية من شيخ الأزهر أحمد الطيب، يشكره فيها على تهنئته له بحلول شهر رمضان المبارك.
وأعرب شيخ الأزهر في برقيته عن أمله بأن يعيد الله عز وجل هذه المناسبة على الشعب الفلسطيني بمزيد من الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، وأن يكلّل جهود سيادته المخلصة من أجل تحقيق الخير والنماء للشعب الفلسطيني.

 

*فلسطينيات

فلسطين تشارك في اجتماع "اليونسكو" التفاعلي للجان الوطنية لدول العالم
شارك أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دوّاس دوّاس، ممثلا عن دولة فلسطين، اليوم الخميس، في الاجتماع التفاعلي الذي عقدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إلكترونيا للجان الوطنية حول العالم، من أجل نقاش تداعيات جائحة كورونا على الدول الأعضاء في مجالات عملها.
وهدف الاجتماع إلى تقديم بعض المبادرات الرئيسية للمنظمة، لدعم الدول الأعضاء بالاستجابة لأزمة الجائحة، ومناقشة المبادرات التي اتخذتها اللجان الوطنية في ظل هذه الازمة.
وتضمن الاجتماع، وفق بيان للجنة الوطنية، عرض الآليات والتدابير التي تناولتها المنظمة في قطاعات التعليم، الثقافة، العلوم، الجندر والاتصال والإعلام، وذلك من خلال الإدارات المتخصصة فيها، وتمت مشاركة العديد من الدول عبر مداخلات تستعرض الإجراءات والتدابير التي اتخذتها اللجان الوطنية.
وفي مداخلته شكر دوّاس منظمة اليونسكو على تنظيم هذا الاجتماع لما يعطيه من فرصة لمزيد من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في الممارسات الدولية، من أجل التعامل مع الصعوبات والتحديات المشتركة في الوضع الراهن لدول العالم المختلفة في سبيل مواجهة الجائحة، بالإضافة لشكره منظمة اليونسكو على جميع أشكال الدعم التي تقدمها في هذه المرحلة في مختلف المجالات، من خلال الاجتماعات التفاعلية المتخصصة للقطاعات المختلفة لليونسكو، والتي تحرص اللجنة الوطنية الفلسطينية على توفير الفرص لمشاركة المؤسسات والمختصين الفلسطينيين في كل هذه الاجتماعات لتبادل الخبرات والممارسات.
كما أشار لأشكال الدعم الأخرى المقدمة من المنظمة، خصوصا ما تبذله مكاتب اليونسكو الإقليمية في القاهرة وبيروت، والعلاقة الوثيقة والتعاون الفعال ما بين مكتب اليونسكو في فلسطين واللجنة الوطنية.
وأوضح دواس أنه على الصعيد الفلسطيني بدأ العمل من خلال نظام عمل خاص لكوادر اللجنة وبجهود مضاعفة، بحيث يمكن تلخيص أهم مجالات التدخل والممارسات الفلسطينية في هذا الإطار بمتابعة كل ما يصدر عن المنظمات الدولية المتخصصة "اليونسكو، الإيسيسكو، الألكسو" من نشرات وبروشورات وكراسات ودلائل وإرشادات في إطار جهودها لمساعدة الشعوب والدول لمواجهة التحديات والانعكاسات والآثار التربوية والعلمية والثقافية والنفسية والاجتماعية لهذه الجائحة خصوصا في الحجر المنزلي، وذلك ضمن آلية عمل تم الاتفاق عليها ما بين اللجنة الوطنية والإعلام الرسمي ممثلا بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمنصات الرسمية الأخرى (وكالة وفا وصحيفة الحياة الجديدة)، بالإضافة لوسائل الإعلام المحلية المختلفة، تتولى من خلالها نشر وتعميم هذه النشرات والإرشادات على المجتمع الفلسطيني.
ومن جهة أخرى، تحدث دوّاس عن المبادرة الفلسطينية لمساهمة قطاع التعليم العالي في التعامل مع تداعيات الأزمة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية والجامعات الفلسطينية وخاصة كليات المهن الصحية، للعمل على الاستعانة بالطلبة الخريجين في السنة الأخيرة، والعمل على تأهيلهم وتدريبهم وتزويدهم بالمعدات الطبية ليكونوا جاهزين للانخراط في الجهاز الطبي في حال الحاجة لهم، خاصة في ضوء نقص القدرات البشرية في المستشفيات الفلسطينية في حال زيادة حالات العدوى، حيث عملت اللجنة الوطنية على توفير الدعم اللازم لهذه المبادرة الريادية.
وتطرق أيضًا، لعمل اللجنة الوطنية مع وزارة التربية والتعليم والتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة "الإيسيسكو والألكسو" من خلال توفير الأجهزة والتقنيات للتعليم عن بعد والتعليم المفتوح، وتمكين وبناء القدرات البشرية للتعامل مع هذه الأدوات بحيث يساهم بالتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجهها الوزارة في ظل الأزمة الراهنة، إضافة لدعم برامج وأنشطة ثقافية لصالح وزارة الثقافة تنفذ عن بعد.
وطالب دوّاس في نهاية مداخلته بضرورة العمل على مراجعة وتحديث وتطوير الاستراتيجية متوسطة الأمد 2022-2029، والموازنة 2020-2025 لمنظمة اليونسكو، لتتمكن من الاستجابة للتحديات الراهنة، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية والموازنة وضعت لمواجهة تحديات سابقة، والآن وبعد كورونا هناك تحديات وأولويات جديدة لدى الدول، والمطلوب مواءمتها وتحديثها مع الوضع الراهن، خاصة مع التوقعات الاستشرافية والدراسات المستقبلية للأزمات والاحتياجات الجديدة للدول.

 

*مواقف "م.ت.ف"

 عريقات: نشكرُ أعضاء الكونغرس الأميركي الذين طالبوا بالإفراج الفوري عن المساعدات الإنسانية للـ"أونروا"
  أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عن شكره لأعضاء الكونغرس الأميركي الذين طالبوا بتوفير وصرف مساعدات للفلسطينيين، بما يشمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لمواجهة وباء كورونا في مخيّمات الضفة الغربية وقطاع غزّة والأردن وسوريا ولبنان.
كما طالب عريقات في بيان له، الليلة الماضية، أعضاء الكونغرس بتقديم المساعدات إلى المرافق الصحية الستة التي تشمل شبكة مستشفيات القدس الشرقية.

 

*عربي ودولي

انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث سُبُل مواجهة مساعي الاحتلال ضم الضفة
انطلقت اليوم الخميس، أعمال مجلس جامعة الدول العربية الطارئ في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، بطلب من دولة فلسطين، وبرئاسة سلطنة عمان، لبحث الخطوات والإجراءات التي يمكن اتّخاذها في حال قيام إسرائيل بتنفيذ نواياها المعلنة بضم الضفة الغربية، أو أجزاء منها، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وعلى المستوطنات غير القانونية المقامة على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967.
ويناقش الاجتماع الذي يشارك فيه وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ويعقد عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" برئاسة سلطنة عمان، سبل توفير الدعم السياسي، والقانوني، والمالي للقيادة الفلسطينية حتى تتمكن من مواجهة تلك المخططات، وتمكين الحكومة من مواجهة الأضرار الناجمة عن جائحة كورونا، والإجراءات الإسرائيلية العدوانية، إضافةً إلى استيلاء إسرائيل على عائدات الضرائب الفلسطينية "المقاصّة".

 

*إسرائيليات

ارتفاع حصيلة وفيات "كورونا" في (إسرائيل) إلى 219
  أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا إلى 219 حالة.
وذكرت "الصحة الإسرائيلية" أنها سجلت 4 وفيات خلال الـ12 ساعة الأخيرة، فيما يواصل التراجع في عدد الإصابات مقارنة بالأسبوع الماضي، ليصل إجمالي الإصابات إلى 15870، غالبيتها إصابات وصفت بالطفيفة، تماثل منها 8412 شخصًا للشفاء.
ويرقد في مستشفيات إسرائيل 340 شخصًا، بينهم 79 شخصًا يخضعون للعلاج ووصفت حالتهم بالمتوسطة، و117 حالة شخصت على أنها خطيرة، بينما 85 شخصًا بحالة حرجة ويخضعون للعلاج بوصلهم لأجهزة التنفس الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، صادقت لجنة الخارجية التابعة للكنيست الإسرائيلية، على القرار الذي يمدد الفترة والصلاحيات لجهاز "الشاباك" بالتعقب والتجسس على المرضى بالفيروس.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

هيئة العمل المشترَك واللجان الشعبية في صيدا تعتصم رفضًا لسياسة "الأونروا" في التعامل مع الأزمة الحالية
  نظَّمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا اعتصامًا احتجاجيًا أمام مكتب خدمات "الأونروا" في مخيم عين الحلوة، رفضًا لتملُّص الوكالة من مسؤولياتها، اليوم الخميس ٣٠-٤-٢٠٢٠.
وشارك في الاعتصام أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطّاب، وممثّلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية، بحضور مدير وكالة "الأونروا" في منطقة صيدا إبراهيم الخطيب.
وألقى أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا د.عبد الرحمن أبو صلاح على المعتصمين نص مذكرة الاحتجاج الموجّهة إلى المفوّض العام للـ"أونروا" فيليب لازاريني ومديرها العام في لبنان كلاوديو كوردوني، ممَّا جاء فيها: "تأسف هيئة العمل الفلسطيني واللجان الشعبية في منطقة صيدا أن يتدنى الحال بوكالة "الأونروا"، المسؤول الأول عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، من التسويف والمماطلة والتهرُّب من مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان. فهي بالرغم من توالي الأحداث التي تفرض عليها أن تقوم بوضع خطة طوارئ إغاثيّة صحية وبيئية والتي بدأت من قرار وزير العمل والتحركات الشعبية في لبنان وصولاً إلى جائحة الكورونا وكلّها أحداث تستوجب التحرك الجدي والسريع والفعّال من قِبَل الأونروا".
وأضاف: "عُقِدَت لقاءات متعدّدة مع ممثّلي "الأونروا" من قِبَل سفارة دولة فلسطين والفصائل واللجان الشعبية وعلى المستويات كافّةً لمطالبة "الأونروا" بالتدخُّل وأخذ دورها وكل ما سمعناه هو وعود ومراوغة وتسويف بحجة عدم وجود التمويل وإلى الآن ونحن في الشهر العاشر من بدء الأزمة المعيشيّة للاجئين الفلسطينيين في لبنان التي بدأت بإجراءات وزير العمل اللبناني بحق العمالة الفلسطينية إلى يومنا هذا لم يتم اتّخاذ أي إجراء عملي يخفف من معاناة أبناء شعبنا وبدأ الجوع والعوز والفقر يتفشى في مجتمعنا الفلسطيني".
وقال: "إنّنا في هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية في منطقة صيدا وبأشد عبارات الاحتجاج ندين هذا التجاهل المتعمد من قِبَل إدارة "الأونروا" ومديرها العام في لبنان لعدم أخذ الأمور بجدية من قبلكم مما يثير الشك والريبة لدى المجتمع الفلسطيني، وممّا يزيد من أسفنا أنَّ كلَّ هذه الأحداث التي تستوجب تدخل "الأونروا" قد حصلت خلال توليكم إدارة "الأونروا" في لبنان دون أن تلمس منكم شخصيًّا ومن إدارتكم أيّة جديّة في اتّخاذ خطوات تخفف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فالمسؤولية الأولى تقع على عاتقكم لما آلت إليه الأوضاع من تردي على قطاعات الإغاثة والخدمات كافّةً. وبناءً عليه فإنّنا ندعو "الأونروا" للإسراع في تأمين الأموال اللازمة بهدف تأمين المساعدات لجميع أبناء شعبنا في لبنان بالتساوي دون تميز هنا أو هناك".
وفي الختام سُلِّمت المذكرة إلى مدير الوكالة في منطقة صيدا إبراهيم الخطيب من قِبَل أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في صيدا وأمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب والمعتصمين.

 

*آراء

مخرج "اليهود العرب" للتحرر والعودة| بقلم: موفق مطر
ينتمون إلى بلادهم ومواطنهم الأصلية، ونقصد اليهود المواطنين في أقطار عربية مشرقية ومغربية، غررت بهم الوكالة اليهودية منذ العام 1920 واستهدفتهم بعمليات إجرامية منظمة بالتعاون مع حكومات نشأت تحت سلطات انتداب دول عظمى على الدول العربية في تلك العقود التي شهدت بدايات رفع ركائز المشروع الصهيوني (إنشاء إسرائيل) ككيان استيطاني احتلالي في ظل الدولة الاستعمارية بريطانيا تجميع يهود العالم رغم الخلاف الحاد في ثقافاتهم وأنماط تفكيرهم وأعراقهم.
يعتبر اليهودي العربي لاجئًا في دولة منظومة الاحتلال (إسرائيل) ذلك إنهم قد أُجبروا على الهجرة ومغادرة بلادهم تحت وطأة عمليات تفجيرية إجرامية وحملات عدائية مركزة نظمتها الحركة الصهيونية كي تنبذهم مجتمعاتهم الأصلية في العراق، اليمن، مصر، المغرب، وسوريا وتونس، فتلقفتهم الوكالة اليهودية كأحسن ذخيرة بشرية كانوا ينتظرونها مع بداية الإنشاء المتدرج لِكيان إسرائيل.
نحتاج كدول عربية وحكومات يملك قادتها رؤية بعيدة المدى للصراع الفلسطيني العربي الصهيوني، نحتاج إلى عمل كل ما أمكن لتبديد مخاوف ضحايا الحركة الصهيونية الاستعمارية العنصرية على كافة الصعد، القانونية، الثقافية، الاجتماعية بحيث تبدو طرق العودة أمام اليهودي العربي مفتوحة وآمنة، تحت سيادة مبدأ المساواة والعدل بين كل مواطني الدولة، وسواسية الجميع أمام القانون دون تمييز على أساس الدين.
يحق للمواطنين اليهود العرب العائدين إلى بلدانهم الأصلية، والعيش في مدنهم والاندماج في مجتمعات آبائهم وأجدادهم، ويحق لمجتمعات دول عربية تناضل لتكريس نظام الدولة الديمقراطية أن تلتمس طهارة ضحايا الصهيونية مما علق بهم من مفاهيم عدائية وعنصرية خلال حوالي مئة عام مورس عليهم التضليل الثقافي والسياسي حتى باتوا كمنقطعين من شجرة الإنسانية، وهذا امتحان مزدوج يتوجب على مواطني الدولة العربية الديمقراطية والعائدين إلى مواطنتهم الأصلية الفوز به بامتياز.
وضع ملف اليهود العرب للنقاش والبحث لأول مرة على جدول أعمال الأمم المتحدة، قبل نحو ثمانية سنوات (ملف "اليهود العرب اللاجئون" أو "اليهود العرب المطرودون") باعتبار أنهم مواطنون في دول عربية كانت قائمة بِكل عناصر ومقومات الدولة بمعايير القانون الدولي قبل إعلان تخليق دولة إسرائيل، وتعترف الأمم المتحدة بـ850 ألف عربي يهودي قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي حينها داني أيالون: إنهم لجأوا إلى إسرائيل منذ حوالي 65 عامًا مع الزيادة الطبيعية التي طرأت على هذا الرقم، فهذا يعني أنَّ أكثر من 50% من سكان إسرائيل "اليهود" هم في الأصل "عرب يحملون جنسيات دول عربية مشرقية ومغربية "لجأوا" إلى إسرائيل" وليسوا مواطنين أصليين كما يروج أرباب المشروع الصهيوني!
من هنا يمكننا الانطلاق عبر تمسك الدول العربية بعدم منح تعويضات كما تطالب منظومة الاحتلال لهؤلاء الضحايا إلا بعد عودتهم إلى مواطنهم الأصلية باعتبار أن أبواب بلدانهم مفتوحة لعودتهم واندماجهم من جديد، "العرب اليهود"  أو "اليهود العرب" ضحايا المشروع الصهيوني الصدامي مع مشاريع التحرر والاستقلال الوطنية العربية، كما أن العرب المسلمين هم ضحايا مشاريع الجماعات "الإسلاموية" الصدامية مع الثقافات الإنسانية، فالعرب اليهود تعرضوا لعملية خداع كبرى وظلم مبرمج، وغسيل دماغ في زمن إعادة تكوين دول المنطقة العربية، ورسم خرائط الأكثرية والأقلية على أُسس دينية وطائفية، حيث ساعد واقع التخلف الثقافي، والجهل الديني أواخر أيام الدولة العثمانية، نتج عنه تشدد وتطرف، ورعب في قلوب اتباع الديانات، فكانت رواية الحركة الصهيونية بمثابة المخلص لهم، ليكتشفوا فيما بعد أنهم استجاروا بالرمضاء من النار، فأحفادهم ما زالوا يزجون بميادين الحروب والصراع مع العرب الفلسطينيين أصحاب أرض فلسطين الأصليين، ليس هذا وحسب، بل مع اليهود العرب المواطنين الفلسطينيين الذين أدركوا مخاطر وإبعاد "التهجير القسري" للعرب اليهود من أوطانهم الأصلية.
قد تكون المعلومات الموجودة في خزائن المؤسسات الأمنية العربية عن عمليات تفجيرية عنفية دموية نظمتها الحركة الصهيونية بالتواطؤ مع أنظمة ذلك الوقت استهدفت يهود العراق ومصر والشام سببًا في انقلاب "طبخة إسرائيل" الحالية في الأمم المتحدة، ولعلها فرصة ليعرف المجتمع الدولي أي إرهاب فكري ومادي صهيوني قد مورس على العرب اليهود في ظل هيمنة بريطانيا العظمى وفرنسا الاستعمارية وإيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، لانضاج طبخة "دولة يهودية" تسمى إسرائيل التي بدأت بوعد بلفور 1917 ليصبح بعد ثلاثين سنة بعد أن تمت تهيئة الذخيرة البشرية اللازمة من العرب والأوروبيين اليهود.
تتحمل الحركة الصهيونية المسؤولية عن مصائر مئات آلاف اليهود العرب، فالوكالة اليهودية لم توفر سبيلاً في الإغراء والإرهاب على حد سواء لدفعهم إلى قرار الهجرة من أوطانهم الأصلية، إلا ونفذته، مستغلة عوامل نفسية، ومشاعر عاطفية، وموجات عداء مدفوعة، و"الفرز السلطوي" الذي كان سائدًا على أُسس دينية وطائفية، أواخر أيام الدولة العثمانية.
تتحمل الأمم المتحدة والشرعية الدولية مسؤولية إرجاع كل مواطن إلى موطنه الأصلي، فيعود الفلسطيني اللاجئ الذي كان اسمه "الفلسطيني" وما زال وسيبقى فلسطينيًا، ويرجع المواطن العراقي أو المغربي اليهودي إلى العراق والمغرب كمثال مع الفارق أن الفلسطيني تم تهجيره من أرضه ونفي وجوده الوطني أصلاً، فيما اليهودي العربي كان ضحية انتمائه الديني فقط.
نشفق على العربي اليهودي.. لكن الظلم عينه المرفوض في كل الشرائع السماوية والفلسفات والقوانين الدولية أن يُطرد الفلسطيني ويُهجر، ليحتل بيته وأرضه وموطنه لاجئ وصل من وطن آخر، وهذا ما يجب أن يعلمه ضحايا الصهيونية من اليهود العرب أولاً، وسيبدأ الحل لقضيتنا وقضيتهم عندما يدركون وجوب عودتهم إلى أوطانهم، وأنهم بذلك يفتحون عيون العالم، ويعززون وعيه بحق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين، وبحق اللاجئ الفلسطيني في العودة إلى وطنه أرض آبائه وأجداده منذ فجر التاريخ فلسطين.
هذا سبيل اليهود العرب للخلاص والتحرر من قيود حديدية، رُبطَت مصائرهم بآلة القوى الاستعمارية في المنطقة التي يحتاج أتونها الوقود من أبناء آدم ينتمون لكل الأديان والأعراق والأجناس.