غريب أمر هؤلاء المصابين بِعماء التطرف والحقد والكراهية، هم يعيشون بِصندوق مغلق بِغض النظر عن الظروف والتطورات. نتنياهو هو خير مثال، فهو لا يرى انشغال البشرية بمكافحة "الكورونا،" ومشاعر التضامن والتعاطف فيما بينها، هذا العنصري المتطرف يصر على كونه كذلك، ويعلن من بين جثث موتى ومن بين آلاف المصابين بهذا الفيروس اللعين، يعلن أنه ماضٍ في سياسته الاستعمارية التوسعية، لِضم الأغوار والمستعمرات وأراضٍ اخرى.

وللمقارنة بين من هم منحازون للإنسانية، ومن هم عنصريون وحاقدون، أذكر بما يردده الناطق بإسم الحكومة إبراهيم ملحم في كل إطلالة له "نتمنى الخير لأبناء شعبنا، ولكل البشربة جمعاء". معظم الدول في العالم أفرجت عن سجناء، لأنها لا تريد أن يموتوا بالوباء في سجونها، إلا هذا المتعصب الذي يواصل اعتقال أسرانا البواسل.

نتنياهو أسوأ حتى من المتطرفين والعنصريين التقليديين، لأنه يقوم بما يقوم به هو خدمة لِمصلحته الشخصية، بهدف إبعاد لحظة محاسبته كفاسد مرتشي، فهو استنفد كل ألاعيبه الداخلية، والآن سيلعب على حساب الحقوق الوطنية السياسية لشعبنا الفلسطيني. المشكلة في هذا العنصري  الفاسد، إنه قادر على خداع مجتمعه مرة تلو الأخرى.

 في بداية أزمة الكورونا هاتف الرئيس الإسرائيلي ريفلين، الرئيس محمود عباس طالبًا التعاون في مواجهة هذا الوباء، وقال: إذا نجحنا سويًا فسيكون هناك رؤيا مختلفة للعلاقة المستقبلية، قلنا في حينه لعل وعسى. بِالرغم من أن أحدًا لا ينخدع بهؤلاء الصهاينة، كما أننا ندرك أن الرئيس في اسرائيل لا يقرر سياسة الحكومة، ولكن له دور رمزي وأخلاقي. نتنياهو حتى لم يُقِم وزنًا لمصالح الاسرائيليين ويحاول استفزاز الشعب الفلسطيني، في وقت يجب أن تكون فيه كل الجهود من أجل كبح الوباء الذي يفتك بالجميع.
 
وبغض النظر، فإن شعبنا الفلسطيني بقيادته منتبه لهذا الرجل الأعمى، ومدرك لمخاطره، ومنذ البداية قلنا أننا نواجه وبائين، وباء "الكورونا" ووباء الإحتلال، وبصورة أدق الوباء نتنياهو الذي يلخص في شخصه كل الفكر الفاشي العنصري، فهو سليل هذا الوباء الاستعماري، الذي لم يجلب للبشرية إلا الدمار والخراب، وعلى الاسرائيليين أن يدركوا قبل فوات الأوان أن وباء نتنياهو مدمر لهم تمامًا، قبل أن يكون مدمرًا  لفكرة السلام، والعيش بسلام وأمن واستقرار، فكرة فلسطين التي لن تسمح لهذا الوباء أن ينتصر عليها لا وباء الكورونا ولا وباء نتنياهو.