تعبيرًا عن رفضها لصفقة القرن، واستنكارًا للقرارات الأميركية المنحازة إلى العدو الصهيوني، دعت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل والقوى الفلسطينية، إلى لقاء سياسي موسّع في فندق رامادا الروشة، عصر اليوم الجمعة ٧ شباط ٢٠٢٠.

 

وحضر اللقاء سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفدٍ من أعضاء المجلس الثوري لحركة "فتح" وقيادات الحركة في لبنان، وعدد من الوزراء والنواب اللبنانيين السابقين والحاليين، ومسؤول حركة "حماس" في لبنان د.أحمد عبد الهادي، وممثّل "حزب الله" النائب السابق محمود قماطي، وممثّل حركة "أمل" النائب علي بزي، وممثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية النائب عدنان طرابلسي، ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، وممثل تيار المردة كريم الراسي، وممثل حزب البعث العربي الاشتراكي د.قاسم هاشم، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، وممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأب فادي سركيس، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، وسفير فنزويلا في لبنان خيسوس جونزاليس، وممثل السفير الإيراني في لبنان القائم بأعمال السفارة أحمد الحسيني، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وعلماء دين فلسطينيون ولبنانيون.

 

بدأ اللقاء بالنشيدَين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ كانت كلمة لمنسّق القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية النائب السابق كريم الراسي أكد فيها أنَّ فلسطين كانت وستبقى البوصلة الأساسية. ورأى الراسي أنَّ صفقة القرن هي الوجه الجديد لوعد بلفور، بحيث يختلق هذا الإعلان الجديد خارطة طريق للمشاريع الأميركية في المنطقة وتدفع إلى المزيد من الانقسام بين الشعوب العربية.

ودعا الراسي إلى الوحدة بين مكونات الشعب العربي وفصائل الثورة الفلسطينية، مطالبًا إياهم أن يكون مشروعهم هو مشروع المقاومة لأنها الوحيدة القادرة على إعادة الحقوق العربية والفلسطينية المهدورة، وشاكرًا المقاومة التي تكتب بدمائها النصر الذي يحيي فلسطين.

 

وكانت كلمة للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رأى فيها أنَّ فلسطين أمانة في أعناق الجميع ولا يحق لأحد أن يفرّط فيها. 

ولفت إلى أنَّ تاريخ المقاومة كسر هيبة المستعمر المتصهين، مؤكدًا أن المعادلة اليوم هي المواجهة والمقاومة من دون تردد حتى تحقيق أمر الله الذي وعد المؤمنين بتحرير القدس.

وأكّد قبلان أنَّ دماء الشهداء التي بذلت في سبيل فلسطين، ستنتصر في النهاية لتعود القدس منبرًا للأبرار والشرفاء، داعيًا إلى الوحدة في خطاب الأمة خاصة بين المذاهب الإسلامية.

 

وكانت كلمة للسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين اعتبر فيها أنَّ إعلان صفقة القرن يتطلب الكثير من الدراسة والمراقبة، خاصةً في ظلِّ محاولات الولايات المتحدة تقويض الشرعية الدولية، وأكّد موقف روسيا بالوقوف إلى جانب الشرعية الدولية والقرارات والدولية التي تؤكِّد الحقوق الفلسطينية في فلسطين.

 

من جهته، قال ممثّل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأب فادي سركيس، إنَّ النزاع الذي يحصل في لبنان هو علامة جديدة على وجع الناس في فلسطين المحتلة، وأكّد وقوف البطريركية إلى جانب شعوب الشرق الأوسط وإلى جانب الشعب الفلسطيني، معلنًا أنَّ مثل هذه الصفقة قد تزيد من العنف والتطرف في المنطقة ومؤكدًا ضرورة السلام وفق الشرعية الدولية.

 

وكانت كلمة لسفير فنزويلا في لبنان خيسوس جونزاليس، حيّا فيها باسم الرئيس مادورو الحضور، وقرأ بيانًا أصدرته جمهورية فنزويلا للتعبير عن رفضها لصفقة القرن، ومما جاء فيه أن فنزويلا حكومة وشعبًا ترفض صفقة القرن لأنها تضر بحقوق الشعب الفلسطيني الشجاع،وكانت ولا تزال تدافع عن الحقوق الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية الصادرة منذ العام ١٩٦٧ والتي تؤكد الحق الفلسطيني في أرض فلسطين والقدس.

ورأى البيان أنَّ صفقة القرن تهدف إلى الاعتراف بتهويد الأراضي الفلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية واصفًا إيّاها بـ"سرقة القرن"، ومناشدًا المجتمع الدولي الوقوف في وجه الغطرسة الأميركية.

 

وكانت كلمة لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ألقاها النائب عدنان طرابلسي اعتبر فيها أنه منذُ المؤتمر الأول الذي صادر الأراضي الفلسطينية ومهّد لاغتصاب الأراضي الفلسطينية، لا تزال المؤامرة مستمرة وجديدها اليوم إعلان صفقة القرن.

ودعا الطرابلسي إلى التوحّد وعدم التخلي عن القدس وعودة اللاجئين، وأكد أهمية وحدة الكلمة في الصفين العربي والإسلامي لمواجهة المؤمراة المتجددة والتي يُراد منها النيل من الأمة العربية والإسلامية.

 

وكانت كلمة للسفير الإيراني ألقاها القائم بأعمال السفارة أحمد الحسيني أكَّد فيها أنَّ فلسطين كانت وستبقى في وجدان الأمة العربية والإسلامية. وأعرب عن رفضه لما يُسمّى بصفقة القرن، مؤكدًا موقف إيران الثابت الداعم لفلسطين وضرورة التصدي للعدو الصهيوني.

ورأى الحسيني أنَّ الموقف الإيراني كان وسيبقى منحازًا إلى الشعب الفلسطيني وإلى حقوقه، لأنَّ العدو الصهيوني محتل ووجوده إلى زوال مهما طال الزمان، مؤكدًا أنّ استمرار الإحتجاجات سيؤدي إلى إسقاط صفقة القرن.

 

ثُمَّ كانت كلمة لممثّل حركة "أمل" علي بزي استذكر فيها كلمات الإمام المغيّب موسى الصدر "إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلاّ على أيدي الشرفاء"، مؤكدًا أنه ومهما تكاثرت المؤمرات ستبقى فلسطين عربية وإسلامية ومسيحية، ومطابًا بالوحدة والمقاومة لأنها الوحيدة التي تسقط جميع المؤمرات.

 

وكانت كلمة لسعادة سفير دولة فلسطين أشرف دبور شكر فيها الحضور على التفافهم بمختلف أطيافهم السياسية حول القضية الفلسطينية، موجهًا التحية إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا البارحة في المواجهات مع العدو الصهيوني.

وتلا دبور أجزاء مما جاء في كلمة الرئيس محمود عبّاس في اجتماع جامعة الدول العربية والتي قال فيها إنّ (إسرائيل) نقضت جميع المواثيق والأعراف بإعلانها صفقة القرن، معلنً حل القيادة الفلسطينية من أي اتفاقات أمنية وسياسية بما فيها التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي واتفاق أوسلو.

وانتقد السفير دبور تصريحات كوشنير التي صدرت بحق الرئيس "أبو مازن"، معربًا عن رفضه لكلِّ ما صدر عنه ومن ضمنها هندسته لما يُسمى بصفقة القرن.

وأعرب عن رفض القيادة الفلسطينية للتصريحات التي صدرت عن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، والتي هددت أمن سيادة الرئيس بشكل مباشر.

وحيّا السفير دبور في كلمته الموقف الذي صدر عن أمين عام الأمم المتحدة، والذي أعلن فيه عن حمايته لجميع القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة بما فيها القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية والتي تحفظ الحقوق الفلسطينية بأرض فلسطين التاريخية.

 

وكانت كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب رأى فيها أنَّ فلسطين كانت وستبقى في وجدان الأمة العربية، معربًا عن خشيته من خيانة البعض لفلسطين.

واعتبر وهاب أنَّ لا خيار لتحرير فلسطين إلاّ من خلال المقاومة، مطالبًا بالعودة إلى القضية المركزية فلسطين.

 

وبعدها كانت كلمة لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد وصف فيها صفقة القرن بأنها سرقة للقرن، وأعلن عن موقف حزبه الثابت وهو أنَّ " فلسطين هي القضية الثابتة التي يبذل في سبيلها الغالي والنفيس لتحريرها".

ودعا سعد إلى التمسُّك بخيار المقاومة لتحرير القدس، معتبرًا أنَّ ما شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة هو لإزالة فلسطين من وجدان الأمة من خلال عناوين جذّابة تتحدث عن الحرية والعدالة الإجتماعية، منتقدًا التطبيع والمطبعّين الذين دعموا هذه المؤمرات في المنطقة.

 

وكانت كلمة لقوى التحالف الفلسطينية ألقاها مسؤول حركة "حماس" د.أحمد عبد الهادي اعتبر فيها أنّ العودة حق للشعب الفلسطيني ولن يقبل الشعب الفلسطيني وطنًا بديلاً عن فلسطين مهما بلغت المؤمرات.

وأعرب عبد الهادي عن رفضه الاعتراف بما تُسمىّ بدولة (إسرائيل) والتخلّي عن سلاح المقاومة، مؤكدًا أن خيار المقاومة كان وسيبقى الأساس لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني. وأكد أن صفقة القرن ستسقط بأيدي الفلسطينيين رغم أنف المطبعين.

 

وكانت كلمة لحزب البعث العربي الاشتراكي ألقاها د.قاسم هاشم رأى فيها أنَّ فلسطين لم تغب عن وجدان الشرفاء في الأمة العربية، مؤكدًا أنَّ فلسطين ستبقى البوصلة الأساسية لشرفاء الأمة.

ورأى هاشم أن صفقة القرن هي وعد بلفور جديد، لكنها ستسقط لأن القضية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن وجدان الأمة، ولأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود.

 

ثُمَّ كانت كلمة لممثّل "حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي استغرب فيها تنصيب أميركا لنفسها قاضيًا دوليًّا رغمًا عن الشعوب التي ترفض هذا الاستكبار العالمي. وأعرب عن رفضه لهذا التسلط، واصفًا صفقة القرن بالحقارة والنذالة.

وأكد قماطي أنَّ موقف المقاومة محليًّا ودوليًّا يهدف إلى إسقاط صفقة القرن ومن ورائه إسقاط الهيمنة والسيطرة الأميركية، مؤكدًا أنَّ محور المقاومة ليس بالضعيف.

 

وكانت الكلمة الاخيرة لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات حيّا فيها الشهداء الذين سقطوا في سبيل القدس.

وأكَّد أنَّ موقف منظمة التحرير الفلسطينية الثابت هو المقاومة بأشكالها كافّةً، لافتًا إلى أنَّ الخيار اليوم هو للمقاومة المتدرجة حتى تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني.

وأعرب أبو العردات عن رفضه لما تُسمىّ بصفقة القرن، وهو ما عبّر عنه رئيس دولة فلسطين سيادة الرئيس محمود عبّاس وشعبنا الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية، مؤكِّدًا أنَّ أي صفقة بحاجة إلى طرفين يوافقان عليها وهو ما ليس متوفرًا، بسبب الرفض الفلسطيني القاطع لهذه الصفقة.

وأكد أبو العردات أنَّ فلسطين كانت وستبقى عربية وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية.