بدعوةٍ من مجلس عكار في المؤتمر الشعبي اللبناني نظم مساء الجمعة ٧-٢-٢٠٢٠ لقاء وطني عكّاري ضدّ صفقة القرن الترامبيّة في منزل عضو قيادة المؤتمر في محافظة عكّار المربي خالد السحمراني في بلدة الدورة، حضره حشد من الفاعليات من بلدات وقرى عكار العتيقة والدورة وعيات والشقدوف العليا، ووفد من فصائل منظّمة التحرير الفلسطينية يتقدّمه أمين سرّ الفصائل وحركة "فتح" في الشمال محمد فياض (أبوجهاد).

وقد رحّب بالحاضرين صاحب المنزل المربي السحمراني الذي أكّد رفض الصفقة الترامبيّة المؤامرة وذكّر بأهميّة التزام ثوابت استراتيجيّة الزعيم جمال عبدالناصر وهي: (ما أُخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة)، و(المقاومة وُجِدت لتبقى ولسوف تبقى)، (ولاءات مؤتمر الخرطوم في عام ١٩٦٨: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف).

 

ثُمَّ كانت الكلمة لأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض الذي عرض تفاصيل صفقة القرن التي طرحها ترامب، وهي: الاعتراف بيهودية الدولة وبدولة فلسطينية لا حدود لها وبدون القدس ومنزوعة السلاح ونزع سلاح غزة وبإسقاط حقّ العودة، والقبول بضم الأغوار والمستعمرات الموجودة في الضفة لدولة الاحتلال. 

 وأكد أنها مؤامرة رفضها كلّ الفلسطينيّين بكلّ فصائلهم، ورفضتها دولة فلسطين ورئيسها السيد محمود عبّاس (أبو مازن)، وردّ عليها الموقف الفلسطيني الواحد وكان جمع الشمل ووحدة الموقف باتّجاه إنجاز وحدة الصفّ، لافتًا إلى أنَّ "الردّ على الصفقة المؤامرة يكون بالمقاومة بكلّ أشكالها وميادينها، فالحقوق لا تستجدى ولا التحرير يحصل من غير مقاومة لطرد الاحتلال".

وشكر فيّاض للمؤتمر الشعبي اللبناني ولصاحب الدار مبادرتهم لانعقاد هذا اللقاء، وشكر الحاضرين بما يمثّلون من مواقع على موقفهم وحضورهم.

ثمّ كانت كلمة مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني د.أسعد السحمراني الذي قال: "إعلان ترامب ونتنياهو لصفقة هي سراب بقيعة لا صدقيّة لها، وحاجة انتخابيّة لترامب ولنتنياهو.

فترامب الذي فشل في وعوده وملفّاته من السور على الحدود مع المكسيك، إلى فنزويلا، إلى صواريخ كوريا الشمالية، إلى خسارة المعركة ضدّ الصين اقتصاديًّا، إلى انكفاء الشرق أوسطيّة ضدّ الأمة العربيّة، وهو على أبواب انتخابات رئاسيّة في تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، لذلك كان إعلانه لصفقة يائسة لم تأتِ بجديد.

وكذلك نتنياهو وكيان العدوّ الإسرائيلي المحتل الذي يعاني من خلل بنيوي يظهر في الانقسام السياسي وانتخابات ستعاد للمرّة الثالثة في الثاني من آذار / مارس من هذا العام (٢٠٢٠)، ويضاف إلى ذلك الانقسام العرقي، والهروب من الخدمة العسكريّة، فكلّ ذلك دفع نتنياهو إلى استجداء إعلان ترامب المتصهين، لكن حيال التداعيات الانحداريّة في واقع كيان العدوّ الإسرائيلي، نرى الصمود الأسطوري الفلسطيني، وكيف أنّ كلّ رحم في الداخل الفلسطيني لا يحمل سوى أجنّة هي مشاريع شهداء ذكورًا وإناثًا". 

وأضاف: "هذه الروح الفدائيّة كانت ترجمتها بثلاث عمليّات يوم الخميس (٦-٢-٢٠٢٠) إحداها ضدّ مجموعة من لواء النخبة في جيش كيان العدوّ الصهيوني (الجولاني)، والثانية قام بها عند باب الأسباط في القدس ابن العائلة المسيحيّة من حيفا شادي بنا، فهذا المنهج المقاوم وهذا الاستعداد للفدائيّة عند فلسطينيّي الداخل يشكّل رافعة مهمّة لكلّ المناضلين العرب". 

وأكّد د.السحمراني أنّ الردّ على العدوان الصهيوأمريكي والمؤامرات يكون بتعزيز ثقافة المقاومة والاستثمار في التربية على المقاومة، والأمّة فيها خيريّة لا يصحّ أن ينتقص منها متهالكون وإعلام مشبوه نتيجة تخاذل عند حاكم أو تابع للخارج الاستعماري. 

وتابع: "ما لقاؤنا اليوم وسواه من الفعاليات ضد مؤامرات ترامب وسواه في كلّ أرجاء الأمّة إلا دليل ساطع على هذه الخيريّة. والواجب اليوم أن نعمل لمزيد استنهاض في ساحاتنا كافّة ضمن خيار المقاومة، والعمل لتقديم الدعم المتاح المادي والمعنوي للداخل الفلسطيني لتعزيز صموده ومقاومته".

ثمّ كانت مداخلتان للمربي كامل الشعار وللشيخ علي السحمراني، طالبا فيهما بالعمل السريع لجمع الصف الفلسيطيني، حتّى لو اقتضى ذلك بعض التنازلات فأمام القضيّة والمسؤوليّة لا مانع من ذلك، وأكّدا أنّ الكلّ ملتزم القضيّة الفلسطينيّة قضيّة العرب الكبرى، هكذا كنّا وعلى هذا الالتزام سنبقى.

ووردت إلى اللقاء رسالتان الأولى من مطران العرب المقدسي المتروبوليت عطالله حنا، الذي حيّا الملتقين باسم المقدسيّين، من رحاب القدس بأقصاها وقيامتها وشوارعها العتيقة وأزقّتها الثرية بعبق التراث والتاريخ العربي الحضاري، وقال: "الفلسطينيّون جميعهم صامدون في ترابهم الوطني، ويعملون لطرد الوافد المحتلّ ليعود الحقّ لأصحابه، ففلسطين للفلسطينيّين وعاصمتها الأبديّة التاريخيّة القدس. والفلسطينيّون في الداخل، وفي مخيّمات النزوح، وفي كلّ مكان يوجدون فيه متمسّكون بحقّ العودة، وهو حقّ مقدّس لا تنازل عنه، وتتوارث الأجيال سندات الملكيّة والمفاتيح، ولن يسقط حقّ العودة مهما تقادم الزمن، ودعا حنا العرب كلّ العرب وكلّ مسلم ومسيحي أن يدعموا المقاومة ومشروع التحرير وحقّ العودة".

والرسالة الثانية من المحامي محمد ميعاري من حيفا، قال فيها: "تحيّة للقائكم الوطني ضدّ سرقة القرن من إخراج المضروبين ترامب ونتنياهو، وكلّنا ثقة أنّ شعبنا الفلسطيني والقوى القوميّة والناصريّة في أمّتنا العربيّة ومحور المقاومة سينجحون في إسقاط هذه المؤامرة التي تصل إلى حدّ الجريمة على مستوى القرن والمرحلة".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان