من الواضح أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحده من يعتقد أنَّ لدى خطته لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرئيلي، التي يطلق عليها صفة الصفقة، فرصة للنجاح (!!) فيما العالم من حوله، وحتى من مؤسسات بلاده النيابية، لا يرى سوى الفشل مصيرًا لهذه الخطة، ولسبب واحد ووحيد، ذلك هو الرفض الوطني الفلسطيني الحاسم لها جملةً وتفصيلا، وهذا ما أكّد ويؤكّد عليه خبراء ومحللون سياسيون في مختلف المواقع والمنصات السياسية والإعلامية، العربية والإقليمية والدولية.
ومن الواضح أن الرئيس الأميركي باعتقاده هذا يفاوض نفسه، ولأن نفسه ليست غير نفسه الأمارة بالسوء العنصري، بغطرسته الصهيونية، ما يجعله يمنح خطته فرصة للنجاح المستحيل!!
وثمة "حلفاء" التحسينات البيئية لحديقة "البيت الأبيض" الخلفية، يروجون لخطة ترامب بأكاذيب وفبركات لا مصير لها سوى السقوط والفضيحة!!
ومن الواضح أيضًا أنَّ الرئيس الأميركي، وبهروب عبثي من حقيقة الرفض الوطني الفلسطيني لخطته، لا يرى أن ثوابت الموقف الوطني الفلسطيني المبدئية، التي يقبض عليها الرئيس أبو مازن، كمثل المؤمن القابض على دينه كأنه جمرة، لا يرى ولا يدرك الرئيس الاميركي أن هذه الثوابت ليست للبيع، ولا تقبل ولن تقبل، أي شكل من أشكال المساومة، وبقدر ما أن حقيقتها هي هذه تمامًا، بقدر ما تشكل القاعدة الأساسية، التي ينطلق منها برنامج النضال الوطني الساعي لتحقيق أهداف مشروعه التحرري العادلة والمشروعة.
وثوابت الموقف الوطني المبدئية، هي قضايا الحل العادل، إذ لا أمن، ولا سلام، ولا استقرار، دون تحقيق أهدافها العادلة، القدس واللاجئين والأسرى، ولا مستوطنات ولا جنود للاحتلال على أراضي دولة فلسطين في حدود العام سبعة وستين.
خطة ترامب لاتقرب أيا من هذه القضايا، ولا تستهدف سوى تدمير مشروعنا الوطني التحرري، وحرق روايتنا التاريخية، وشطب قضيتنا الوطنية، وخيانة دماء شهدائنا، وعذابات شعبنا وتضحياته العظيمة!!!! فبأي لغة، وبأي حال، وبأي موقف، وبأية طبيعة، يمكن لأي فلسطيني أن يقبل بها وأن يتعامل معها؟؟
سيعرف الرئيس الأميركي، وتوابعه بمختلف تسمياتهم ومواقعهم، أنه لا حل دون حل فلسطين الذي ما زال يصادق على حل الدولتين، ولا خطة للسلام سوى خطتها المستندة لقرارات الشرعية الدولية والملتزمة بها، وبرعاية المجتمع الدولي، مثلما يقرر هذا المجتمع حجم الرعاية ومستواها، لا لتسوية الصراع فحسب، وإنما لإنهائه تماما، تحت رايات دولة فلسطين السيدة، بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين، وبإطلاق سراح كافة الأسرى.
لا حل سوى هذا الحل، ولا خطة سوى هذه الخطة، وللرئيس الأميركي أن ينقع خطته بماء أوهامه، ويشربها لعلها تروي غطرسته، التي باتت موضع إدانة في كل مكان من العالم، حتى داخل بلاده التي ستظل مؤسساتها النيابية تسعى إلى عزله، وقد بات اليوم فاقد الأهلية السياسية تمامًا بعد مهرجان إعلان صفقته الفاسدة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها