إحياءً للذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، نظَّمت حركة "فتح" مهرجانًا سياسيًّا حاشدًا داخل قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيَّم الرشيدية، اليوم الأحد ١٠-١١-٢٠١٩.

وتقدَّم الحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضو قيادة الساحة جمال قشمر، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وأمين سر قيادة حركة "فتح" التنظيمية والعسكريّة في منطقة صور العميد توفيق عبد الله وأعضاء قيادة المنطقة، وقيادة حركة "فتح" في لبنان والمناطق التنظيمية وكوادرها، وممثِّلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، ومثِّل حركة "أمل" صدر الدين داوود، وممثِّل "حزب الله" أبو وائل زلزلي، وعميد النقابيين في صور محمد شعلان، ورئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه، ووفد من ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ضمَّ د.عماد سعيد وأحمد يونس والمستشار خليل محمد الخليل، إلى جانب ممثِّلين عن القوى الوطنية والإسلامية وتحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية والاتحادات، وشخصيات لبنانية وفلسطينية، ووفود شعبيّة من مخيّمات منطقة صور وتجمُّعاتها الفلسطينية.

وبدأ الاحتفال بقراءة الفاتحة لروح الشهيد ياسر عرفات وشهداء الثورة الفلسطينية، ثُمَّ استمع الحضور إلى النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني.

وقدَّم الاحتفال مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صور الحاج محمد بقاعي، فتحدّث عن أهمية رمز الثورة ياسر عرفات والرئيس أبو مازن أيوب فلسطين المتمسّك بالثوابت الوطنية.

وحيّا دولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري صمام أمان لبنان وثمّن موقفه الوطني الداعم لفلسطين في البرلمان اللبناني والبرلمانات العربية والإسلامية والدولية.

 كما نوّه بقاعي بامتزاج الدم اللبناني والفلسطيني الذي رسم أروع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال والحفاظ على وحدة لبنان وأمنه.

وألقى عضو قيادة حركة "أمل" في إقليم جبل عامل صدر الدين داود كلمةً أشاد فيها بالتاريخ النضالي البطولي لمخيَّم الرشيدية، مخيّم أشبال وأبطال الـ(آر بي جي)، الأقرب إلى فلسطين، والذي واجه العدو الإسرائيلي بكلِّ شجاعة وصلابة.

وأكّد أنَّ الشهيد أبو عمّار من الرجال الذين كانت لهم البصمات الواضحة والكبيرة في تاريخ فلسطين، وقال: "لقد تلاقت عمامة الإمام موسى الصدر مع كوفية الرئيس عرفات من أجل محاربة العدو الصهيوني الذي احتلّ الأرض واغتصب المقدّسات. وفلسطين كانت وما زالت هي القضية المركزية للعرب والمسلمين والمسيحيين في العالم".

وتطرَّق داوود إلى الوضع الداخلي في لبنان مؤكِّدًا أحقيّة المطالب الشعبية للمواطنين معربًا عن تأييده للحراك "ولكن بطابعه الشعبي السِّلمي"، ومُحذّرًا من إمكانية حرف التحرُّك نتيجة مؤامرات خارجية.

وقال: "إنهم يحاربوننا لأنّنا مع فلسطين والمقاومة، ولأنّنا انتصرنا على العدو وأعوانه وهزمناهم. فالمطلوب اليوم لدى الأعداء هو رأس المقاومة وحصار لبنان والمقاومة. ولكنَّنا سنبقى مع الشعب الفلسطيني وقضيته، لأنّنا من مدرسة تربّت على رفض الظلم والاضطهاد".
وأضاف: "إنَّ تحالفنا مع الإخوة في "حزب الله" هو من أجل دعم فلسطين والمقاومة وحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه وإقامة دولته"، خاتمًا بتوجيه التحية بِاسم الرئيس نبيه بري وحركة "أمل" إلى الشعب الفلسطيني.

وألقى أمين سر قوى التحالف القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أبو سامر موسى كلمةً حيّا فيها الرئيس ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسةَ عشْرَةَ، وأكّد أنَّ انطلاقة المقاومة الفلسطينية أعادت الهوية الوطنية، لافتًا إلى أنَّ اغتيال القائدين فتحي الشقاقي والرئيس ياسر عرفات لم يثنِ الشعب الفلسطيني عن مواصلة طريق النضال والمقاومة من أجل اقتلاع الغدة السرطانية (إسرائيل).
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى أن تكون على قلب رجل واحد للخروج من العصبية التنظيمية وتحقيق الوحدة الوطنية من أجل تحرير كل فلسطين، ومواجهة الكيان الصهيوني.
وتمنّى في كلمته للبنان الأمن والسلام والازدهار، وأضاف: "نحن بعيدون عن ما يجري في الشارع، لكنّنا سنكون إلى جانب الأشقاء اللبنانيين إذا حصل أي عدوان صهيوني على لبنان".

وألقت الطفلة الفلسطينية نغم قصيدةً أهدتها إلى روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

ثُمَّ القى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة كلمة الحركة، فقال إنَّ هذا اليوم هو "يوم فلسطيني بامتياز"، وقرأ كلمةً كان قد كتبها يوم رحيل الرمز ياسر عرفات في العام ٢٠٠٤ ممّا جاء فيها: "لقد علّمتنا كيف تنتصر الأمة وكيف نقاوم ونحارب اليأس وننتزع الأمل من أنياب القنوط. في الكرامة انتصرت، وفي بيروت تحديت العدو، وفي رام الله صمدت وصارعت السم واستمريت وأنهكك السم وما استسلمت وما ضعفت ومبتسمًا قاومت. إنَّ عرفات رمز شعبنا وأُمتنا، نحن الرقم الصعب في الشرق الأوسط قالها عرفات.. كان عرفات يستوعب التاريخ ويقرأ المستقبل والاستراتيجيا، وما زال الشعب الرقم الصعب".

 وتحدّث شناعة عن معركة الكرامة التي كانت انطلاقةً جديدةً لحركة "فتح"، وأكّد أنَّ عرفات هو الرئيس الذي قاوم ولم يستسلم، وخرج من بيروت إلى تونس وبقي مشدودًا إلى فلسطين ولبنان وكل الدول العربية القريبة من فلسطين.
وأضاف شناعة: "اختار اتفاق أوسلو كي يعبر إلى أرض الوطن لصناعة دولة، لا للخيانة ولا للبيع ولا للشراء، إنّما كان لديه مشروع إقامة الدولة. لقد أبدى عرفات الحرص المبدئي والعقائدي الفلسطيني عندما قال لكلينتون وباراك: (لا أتنازل عن حق العودة والقدس.. بُتِرَت يدي إذا وقّعت على ترك حق العودة أو القدس)، لقد صنع عرفات المجد لبنة لبنة.
وتابع: "لقد أصبح شعبنا الرقم الصعب، فنحنُ اليوم لا أحد يستطيع أن يقتلعنا من مخيّماتنا أو أرضنا أو أن يقبض على منظمة التحرير الفلسطينية إنَّها الأم التي تحتضن كل أبناء شعبنا الفلسطيني، لذ علينا حماية المنظمة لأنَّها البيت الفلسطيني، فمن دونها لا بيت يؤوينا".
وشدَّد شناعة على أهمية تحقيق الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام المتواصل منذ 12 عامًا لمواجهة العدو الذي لا يريد أن يرى شعبنا موحّدًا، وقال: "ليس أمامنا سوى الانتخابات في كل الأماكن الفلسطينية في الضفة والقطاع  والقدس وغيرها، هذا حقٌّ طبيعي لنا لا يستطيع العدو إنكاره، فلماذا لا ننفِّذ الانتخابات؟! إنَّ كلّ الشعوب تُقرّر مصيرها وتجدِّد رئاساتها إلّا نحن، ونحن تحت الاحتلال، فلماذا؟!".
وأردف: "نقولُ لأبناء "فتح" قبل غيرهم إنَّ الوقت يمرُّ وهو ليس في مصلحتنا، مطلوب منكم أن تصنعوا "فتح" من جديد، وتسموا بمبادئها وأن تكون حركتنا أكثر تماسُكًا، وأن نعمل على تنقية صفوفها وإعداد الهمة والعدة".
وختم شناعة كلمته قائلاً: "عندما تكون "فتح" بخير تكون منظمة التحرير بخير، فـ"فتح" هي العمود الفقري الذي تقع عليه المسؤولية، وهي التي تستطيع أن تأخذ شعبنا نحو الدولة والحُرّيّة والواقع الجديد للوصول إلى إقامة الدولة وعاصمتها القدس وإعادة اللاجئين إلى وطنهم".

وبعدها كرَّمت قيادة حركة "فتح" عضو المجلس الثوري للحركة الحاج رفعت شناعة وعضو قيادة حركة "أمل صدر الدين داوود وممثِّل قوى التحالف لفلسطيني عضو قيادة حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أبو سامر موسى، فقدَّمت لهم دروع القدس تقديرًا لدورهم النضالي.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان