قتلوا مجرما فاق الهمجيين بجرائمه المنظمة بحق الانسانية، قطعوا شره لكنهم لم يطهروا العالم من أصل الارهاب بعد؟!.
قتلوا صنيعتهم الذي زرعوه أراضي مفتوحة بلا حدود في العراق وسورية بعد استنباتهم (تنظيم دولة همجية وإرهاب وعنصرية) اختاروا لها اسم (الدولة الاسلامية) تنظيم لا يضاهيه بالجريمة في تاريخ المنطقة المعاصر إلا (دولة ناقصة استعمارية استيطانية احتلالية عنصرية) اختاروا لها اسم دولة اسرائيل) وزاد عليها وريثو التنظيمات الصهيونية الذين يحكمونها الآن مصطلح اليهودية.
صانع (دولة داعش) ليس نفسه صانع (دولة اسرائيل)، لكن صانع كل منهما استعماري مدمر مجرم، وعمر دولة البغدادي الداعشي القصير نسبيا بالمقارنة من عمر دولة اسرائيل من هرتزل الى نتنياهو، لكن دول الارهاب لا تقاس ابتداء من لحظة اعلان ابتداء تاريخ انتشار وباء مفاهيم العنصرية والجريمة وإجازة سفك دماء الانسان واتخاذ قتل الانسان منهجا وسلوكا لبسط النفوذ واغتصاب حرية وحقوق والسيطرة على ممتلكات الآخرين، وتدوير عجلة مصانع تحجير العقول البشرية، أو إعادة نحتها وتشكيلها بما يضمن ديمومة حركة عجلة السيوف على رقاب الذين يفكرون في التحرر من قيود تنظيم الدولة مسلما كان أو يهوديا.
قال رؤساء دول كبرى في العالم إن القضاء على البغدادي لا يعني انتهاء ارهاب داعش، وهذا صحيح!!، لكن واحدا منهم لم يتطرق الى مسؤوليته ومسؤولية دولته عن تجفيف مستنقع الارهاب الأكبر والأعمق والأكثر خطرا على المنطقة والعالم (دولة اسرائيل الناقصة العنصرية)، فنحن نعرف وهم يعرفون أن (جماعة الاخوان المسلمين) التي خرج من رحمها البغدادي ومن قبله أسامة بن لادن شيخ تنظيم القاعدة الارهابية وكل جماعات وتنظيمات وفصائل الارهابيين مستخدمي المصطلحات الاسلامية، هم في الأصل توأم الحركة الصهيونية، التي ارتكبت النسبة الأعظم من جرائمها بحق الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، فيما اشتغلت الجماعة على مشاغلة العرب والمسلمين، وأدخلتهم في صراعات داخلية دينية ومذهبية، حتى سلبتهم قدراتهم وقواهم، وإمكانية تحقيق مجتمعات متجانسة وطنيا، ما سهل على توأمهم الصهيوني تفعيل الهجرة اليهودية الى فلسطين، وإنشاء قواعد (دولة) غلفوها بقناع الديمقراطية لكنها في الحقيقة لا تختلف من حيث المضمون عن (دولة داعش) فالعنصرية والجريمة وسفك الدماء لإرهاب الناس، وتفريغ الأرض من أصحابها الأصليين وارتكاب مجازر مروعة، وإخضاع المواطنين اهل البلاد لقوانين لا تصلح في عالم الوحوش في البرية، كلها سمات مشتركة ما بين الدولتين، بغض النظر عن الأسلحة المستخدمة، فلا فرق بين عمليات الذبح من الوريد الى الوريد وبين احراق الأطفال احياء، او ابادة عائلات بقنابل وصواريخ طائرات ال اف 16.
سيظل العالم قاصرا ما لم يضع حدا لإرهاب وجرائم الوليد الأول من التوأمين، فدولة البغدادي الداعشية لم تحظ بحاضنة شعبية أو بغطاء رسمي معلن من أي دولة في العالم ابدا، لكن دولة نتنياهو العنصرية تتمتع بحاضنة دول كبرى، ومحمية بغطاء رسمي ليس من أقوى دولة في العالم، وإنما من دول استعمارية صنعت لبناتها وقواعدها الأولى، ومن دول تراها حلا لإبقاء المشكلة اليهودية بعيدة عنها، ومن دول معنية بابقاء الدول العربية في حالة استنزاف وفقدان توازن سياسي واقتصادي لتبقى تابعة مستهلكة غير منتجة، ودول ترى في اسرائيل سببا لتبرير اختراق الدول العربية لاستعادة امجاد امبراطورياتها البائدة تحت شعار (محور المقاومة).
لم يضرب البغدادي توأمه نتنياهو ولا مرة، لكن في كثير من المرات فتح نتنياهو حدود دولته لدخول جنود البغدادي في جنوب سوريا للمناورة أو للنجاة، أو للعلاج، هذه حقائق ووقائع يعرفها دونالد ترامب الذي رأى خوف ورعب رأس التنظيم الارهابي البغدادي وسُمع صراخه وبكاؤه كما ادعى، لكنه يصير كفيفا ، أصما وأبكما، عندما يتعلق الأمر بإرهاب مستخدميه في (دولة نتنياهو) العنصرية .
ما حدث قبل يومين كان بمثابة ضربة قوية قطعت ذيل وحش الارهاب، لكن لهذا الوحش رأسا فيه دماغ قادر على انتاج ذيل آخر وأجنحة، ومكان هذا الوحش بائن ومعلوم لا يحتاج لكشافات ولا مخابرات عالمية، فهو ليس متحصنا في مخابئ ولا يجوب صحارى بلا حدود، فللاحتلال والاستيطان والإرهاب والعنصرية والجريمة ضد الانسانية والتمرد على القوانين والمواثيق الأممية دولة، هم أطلقوا عليها اسم (اسرائيل) انشؤوها على أرض فلسطين التي هي حق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها