بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الخميس 30-5-2019
*رئاسة
¬ الرئيس لمبعوث ملك البحرين: لن نشاركَ في ورشة العمل الأميركية في المنامة
استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، مساء الأربعاء 29-5-2019، في العاصمة الأردنية عمّان، الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة مبعوث ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
واستمع سيادته من المبعوث البحريني إلى عرضٍ شاملٍ عن العلاقة التاريخية التي تجمع ما بين مملكة البحرين وشعبها بالشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية والحكيمة ممثَّلةً بالرئيس محمود عبّاس.
ونقلَ المبعوث البحريني تحيّات الملك حمد بن عيسى بن سلمان، للرئيس محمود عبّاس، واعتزازه بالعلاقات التاريخية، مؤكّدًا عمق العلاقة والتعاون بين الشعبَين، والتمسُّك بالحلِّ السياسي للقضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وأنَّ لا بديل عن الحل السياسي لأهم قضية عادلة في العالم.
بدوره، أعرب الرئيس محمود عبّاس عن شكره للملك، وثقتهِ بحكمته ومواقفه القومية تجاه القضية الفلسطينية ومساندته الثابتة للقضية الفلسطينية ودعم صمود شعبنا، وقال مؤكّدًا: "لن نشارك في الورشة الأميركية المقترحة في البحرين".
وأوضح مبعوث الملك أنَّ مملكة البحرين ليست المنظِّمة للورشة الاقتصادية، وهي ليست إلّا دولة مضيفة للورشة.
¬ الرئيس يصل مكة المكرَّمة للمشاركة في القمتَين العربية الطارئة والإسلامية الـ14
وصلَ رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس مكة المكرمة، مساء الأربعاء 29-5-2019، للمشاركة في القمتَين: العربية الطارئة يوم غدٍ الخميس، والـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة.
ويرافق سيادته، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي.
*فلسطينيات
¬ "الخارجية": اعتداء المستوطنين الاستفزازي غرب رام الله تصعيد استعماري خطير
قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنَّ اقتحام عدد من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال أرضًا فلسطينية تقع بين حي الطيرة وبلدة عين قينيا غرب رام الله لتأدية طقوس تلمودية "اعتداء استفزازي يشكّل تصعيدًا خطيرًا في عمليات المستوطنين الإرهابية المتواصلة ضدَّ البلدات، والمدن، والقرى والمخيمات الفلسطينية، بهدف السيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية لصالح الاستيطان".
وحملت الوزارة، في بيان، صدر اليوم الخميس 30-5-2019، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وأذرعها المختلفة نتائج وتداعيات حرب المستوطنين المفتوحة على الوجود الفلسطيني، وبشكل خاص في المناطق المصنّفة (ج).
وجدَّدت التأكيد على "أنَّ الدعم الأميركي الكامل للاحتلال والاستيطان، وتقاعس المجتمع الدولي عن تحمُّل مسؤولياته تجاه معاناة شعبنا وتخاذله في تنفيذ وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصةً القرار(2334)، يدفع ميليشيات المستوطنين المسلحة وقوات الاحتلال للتمادي في اعتداءاتها على شعبنا، وتصعيد سرقتها للأرض الفلسطينية".
*مواقف "م.ت.ف"
¬ الزعنون يُرحِّب بتصويت البرلمان التشيكي ضدَّ نقل سفارة بلاده للقدس المحتلة
رحّب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، بتصويت مجلس النواب التشيكي ضدَّ قرار نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلّة.
واعتبر الزعنون، في تصريح صحفي أصدره مساء الأربعاء، هذا التصويت التزامًا بمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وانحيازًا للعدل والحق، ودفاعًا عن المظلوم.
وحيَّا الزعنون أعضاء البرلمان التشيكي الذين صوّتوا ضدّ مشروع قرار تقدَّمت به النائب عن الحزب المدني الديموقراطي يانا تشيرنوخوفا، باقتراح نقل سفارات دول الفيتشيغراد وهي: التشيك، وسلوفاكيا، وهنغاريا، وبولندا، من تل أبيب إلى مدينة القدس، داعيًا سائر الأعضاء الذين أيَّدوا الاقتراح رغم فشله إلى مراجعة مواقفهم بعدم مساندة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، والالتزام بقرارات المؤسّسات الدولية التي تعتبر مدينة القدس أراضي فلسطينية محتلة.
ودعا الزعنون مجلس النواب التشيكي للمبادرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، انتصارًا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي كفلت حقَّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة.
*إسرائيليات
¬ "الكنيست" تحلُّ نفسها وانتخابات إسرائيلية جديدة في أيلول
صادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلية بالقراءتَين الثانية والثالثة على حلِّ الكنيست بتأييد 74 عضوًا ومعارضة 45، تمهيدًا للتوجّه إلى انتخابات عامّة ستجري في 17 أيلول المقبِل.
يأتي ذلك في أعقاب فشل نتنياهو بتشكيل ائتلاف حكومي، لعدم قدرته على التوصل لحل وسط للخلاف على قانون التجنيد بين الأحزاب الحريدية من جهة، ووزير الأمن السابق ليبرمان، من جهة أخرى.
وقد نقلت "عرب 48" اتّهام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أعقاب حل الكنيست، أفيغدور ليبرمان، بـ"إجبار الجميع على خوض انتخابات جديدة غير ضرورية، من أجل حساباته الشخصيّة".
وكانت الأزمة قد تشكَّلت بسبب إصرار ليبرمان على صيغة مشروع قانون التجنيد التي تلزم طلبة المدارس الدينية بالخدمة العسكرية، الأمر الذي يرفضه بشدة حزبا "يهدوت هتوراه" و"شاس" الحريديين، حيثُ أصرَّ ليبرمان على موقفه، مع تصاعد هجوم حزب الليكود عليه بشكل شخصي واتّهامه بأنّه يسعى لإسقاط نتنياهو من أجل خلافته في زعامة اليمين الإسرائيلي.
يُذكَر أنَّ ريفلين كلَّف نتنياهو في 17 نيسان الماضي بتشكيل حكومة جديدة، وفشل نتنياهو خلال المهلة المحددة (28 يومًا) في تشكيل الحكومة، ما دفع ريفلين إلى منحه 14 يومًا إضافية كمهلة أخيرة للقيام بالمهمة، والتي انتهت منتصف ليل الأربعاء الخميس.
¬ الاحتلال يمنح الحصانة الكاملة لجنوده عند قتل الفلسطينيين
منحَ الادّعاء العسكري في الجيش الإسرائيلي الحصانة الكاملة للجنود ممَّن تورَّطوا في قتل الفلسطينيين خلال أيّة مواجهات أو أحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك عبر دعمهم وتوفير الحماية القضائية لهم في حال قدمت ضدهم لوائح اتهام بالمحاكم العسكرية أو المدنية، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس".
وأظهر تقرير الادّعاء العام العسكري لعام 2018 أنَّ القادة والجنود في الوحدات الميدانية، والاستخبارات و"السايبر"، تمَّ تدريبهم على سيناريوهات طلب إليهم خلالها إظهار الوعي بالنتائج القانونية لأفعالهم، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" التي نقلت عن المدعي العسكري أوفيك قوله إنَّ "أي جندي يتعرَّض للخطر ويقتل فلسطينيًّا سيمنح الدعم الكامل من المحاكم العسكرية".
*عربي ودولي
¬ وزير الخارجية السعودي: قضية فلسطين هي قضية المملكة الأولى
أكَّد وزير الخارجية السعودي، رئيس الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية بالقمة الإسلامية الرابعة عشرة، إبراهيم بن عبد العزيز العسّاف، أنَّ القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى.
وشدَّد الوزير العسّاف على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال في كلمة المملكة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية العادية الذي عقد في جدة، إنَّ "العالم الإسلامي يمرُّ بتحديات ومتغيرات بالغة الدقة والخطورة، منها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وازدياد أعداد النازحين واللاجئين، وانتشار ظاهرة التطرف والإرهاب والطائفية، الأمر الذي يتطلَّب من العالم الإسلامي وقفة جادة واتباع السُّبل الممكنة لمعالجتها".
¬ الاتحاد الأوروبي يُساهم بـ15 مليون يورو لدفع رواتب الموظَّفين والمتقاعدين عن شهر أيّار
ساهم الاتحاد الأوروبي، بمبلغ 15 مليون يورو، لدفع رواتب شهر أيار ومخصَّصات التقاعد لنحو 56 ألف موظف قطاع عام ومتقاعد في الضفة الغربية، كجزءٍ من الدعم المالي المباشر للموازنة الفلسـطينية.
وقال نائب ممثِّل الاتحاد الأوروبي توماس نكلاسن: "ندرك الأزمة المالية التي يَمُرُ بها الفلسطينيون والنتائج الإنسانية والاجتماعية والأمنية التي قد تترتب على ذلك".
وأضاف: "كان الاتحاد الأوروبي على تواصل مع الطرفين، وعَبَّرنا عن توقعاتنا الواضحة بأنّه ينبغي الاستمرار في التنفيذ الكامل للاتفاقيات الاقتصادية والمالية الحكومية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بما فيها الالتزامات الإسرائيلية وفقًا لبروتوكول باريس".
وأكَّد أنَّ هذه المساهمة رسالة واضحة حول التزام الاتحاد الأوروبي القوي نحو الشعب الفلسطيني في هذا الوقت الحرج.
*أخبار فلسطين في لبنان
¬ قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع تُنظِّم إفطارَها السنوي
بتوجيهِ ودعمِ سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وبالتعاون مع لجنة العمل الاجتماعي لحركة "فتح"، نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع حفلَ إفطارِها السنوي في قاعة الرئيس أبو مازن في بعلبك، غروب أمس الأربعاء 29-5-2019.
وحضر الإفطار عضوا قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان: مسؤول الإعلام والتعبئة الفكرية علي خليفة وأمين سر المكاتب الحركية أكرم بكّار، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة البقاع م.فراس الحاج وأعضاء قيادة المنطقة، وقيادة الشُّعَب التنظيمية في المنطقة وكوادرها، ورئيس اتحاد موظَّفي "الأونروا" في لبنان د.عبدالحكيم شناعة، ومفتي بعلبك الهرمل فضيلة الشيخ خالد صلح، ومدير وكالة "الأونروا" في منطقة بيروت الوسطى محمد خالد، ومدير وكالة "الأونروا" في منطقة البقاع أحمد موح، إلى جانب حشدٍ من ممثِّلي الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية، وموظّفي "الأونروا"، وفعاليات المنطقة، ومخاتير وشخصيات اجتماعية، ورجال دين.
وبعد تقديمٍ من عضو قيادة حركة "فتح" في المنطقة أحمد عيسى، ألقى عضو قيادة الإقليم أكرم بكّار كلمةً ممَّا جاء فيها: "كنتُم من أغنى الشعوب عزّة وكرامة، وكرمًا وثرواتٍ، وأنتم الأغنى اليوم عِلمًا ونضالاً وشهامةً وأخلاقًا وإراداتٍ".
وأكَّد أنَّ حركة "فتح" هي العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي انطلقت لتحقيق العودة والتحرير، وشدَّد على الموقف الثابت لحركة "فتح" برفض أيِّ بديل عن عودة أبناء شعبنا إلى قرانا ومدننا ورفض التوطين وجميع الصفقات التي تستهدف حقوق شعبنا.
وتابع بكّار: "نكبرُ بكم لا نتكبّر عليكم، ونحن لا نفرِّق ولا نميِّز بين أبناء جماهيرنا. أُسَرُ الشهداء خطٌّ أحمر، كما الطبابة وصندوق الضمان والدواء، وتعمل قيادتكم الحكيمة على أن يتحوَّل مستشفى الهمشري إلى مستشفى جامعي، ولا سيما بعد تجهيز جناح خاص متطوّر لقسطرة وتمييل القلب بتغطية خاصة من سيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن" حفظه الله".
كما توجَّه إلى المعلِّمين والموظَّفين والعُمّال الوطنيين في "الأونروا" قائلاً: "نحنُ صوتكم.. العودة والكرامة، نحنُ أهل الثقة فعل لا كلام، ونحنُ نثق بكم".
ثُمَّ ألقى رئيس اتحاد موظَّفي "الأونروا" في لبنان د.عبدالحكيم شناعة كلمةً قال فيها: "إنَّنا في اتحاد موظّفي "الأونروا" نؤكِّد وقوفنا إلى جانب الحق الوطني والدفاع عنه، ونُشدِّد على أنَّ مؤسَسات "الأونروا" مرتبطة كليًّا بحقوق الشعب الفلسطيني، ونحنُ كاتّحاد نقفُ بكلِّ قوتنا ضد الأزمات التي تعصف بهذه المؤسسة".
وأردف: "هذا الاتحاد مكمل للاتحاد السابق، وهناك بعض الأشخاص قد تخلّوا عن هذه المطالب لمعرفتهم بالأزمات والعواصف التي تلحق بـ"الأونروا"، ونحنُ نعرف أنَّه لم يتم الإنجاز الكلّي للمطالب نتيجة التمويل، ولكنَّنا تحدَّينا ذلك وطالبنا برفع أجور المياومين".
من جهته، دعا مفتي بعلبك فضيلة الشيخ خالد صلح الشعب الفلسطيني إلى توحيد صفوفه من أجل العودة إلى بيت المقدس، وقال: "شعبنا الفلسطيني لم يستقر ولن يستقر في مخيَّم، ومصيره العودة بإذن الله إلى بيت المقدس".
*آراء
¬ في ورشة المنامة، الصمود الفلسطيني على المحك| بقلم: إبراهيم أبراش
مشروع التسوية الأمريكي الجديد والمُسمَّى (صفقة القرن) ينبني على اعتقاد أنَّ كل المقاومات السابقة لإسرائيل وللتسوية الأمريكية قد انهارت، وأنّ الفلسطينيين لم يعودوا قادرين على الصمود، وهو اعتقاد سيكتشف الأمريكيون أنَّه في غير محله، ومؤتمر المنامة بكلِّ إغراءاته الاقتصادية لن يحقِّق ما فشلت فيه (إسرائيل) بالإرهاب والسلاح.
مشروع التسوية الجديد يثير ضجيجًا أكبر وتخوفات أكثر من كل مشاريع التسوية الأمريكية السابقة، ليس لأنَّ الفلسطينيين باتوا جاهزين للخضوع والتسليم بالأمر الواقع بل لأسباب أخرى، منها ارتباطه بشخص الرئيس الأمريكي ترامب المثير بذاته للجدل، والذي يهوى الضجيج والإثارة الإعلامية، ولأنَّ كثيرًا من بنود الصفقة تمَّ تنفيذه بالفعل على أرض الواقع وستكون ورشة البحرين -إن عُقدت في موعدها- كاشفةً للصفقة وليست مؤسِّسة لها. هذه عوامل موجودة وتؤخَذ بعين الاعتبار بلا شك، ولكنَّ السبب الأهم في رأينا الذي شجَّع ترامب هو حالة الضعف والاستلاب والخنوع عند دول عربية، وخصوصًا خليجية، تبتزها واشنطن بالخطر الإيراني وبإثارة الفوضى داخليًّا، وهي حالة جعلت الإدارة الأمريكية تعتقد بأنّ هذه الدول مستعدة ليس فقط للتخلّي عن مسؤوليتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني، بل المشاركة الفعلية في تصفية القضية الفلسطينية من خلال التمويل المالي للصفقة، وهو التمويل الذي بدونه لن تنجح الصفقة.
الفلسطينيون اليوم وبالرغم من أنَّ وضعهم الداخلي هو الأكثر ضعفًا من أية مرحلة سابقة فإنَّهم لن يتنازلوا أو يتخلوا عن حقوقهم المشروعة، نقطة الضعف الآن في القضية الفلسطينية تكمن في الموقف الرسمي العربي الرخو بل والمتآمر والذي انقلب حتى على المبادرة العربية للسلام، إذ إنّ المشاركة في ورشة المنامة معناها التخلّي عن المبادرة وترك الفلسطينيين وحيدين في الميدان في مواجهة (إسرائيل) والإدارة الأمريكية الأكثر تطرُّفًا وصهيونيةً من الصهيونية ذاتها .
فعندما تُساق دول عربية كبرى، وخصوصًا خليجية، بالإكراه وتحت التهديد إلى مؤتمر البحرين فهذا معناه ليس فقط أنّها موافقة على الصفقة الأمريكية بل وستضطّر لتمويلها، ولا تغرّنا مزاعم هذه الدول التي تقول إنّها تشارك من أجل دعم الفلسطينيين اقتصاديًّا، ذلك أنَّ المال المرصود في الصفقة لن تسمح واشنطن للدول العربية بتقديمه للفلسطينيين إلّا إذا التزم هؤلاء بكل عناصر الصفقة الاقتصادية والسياسية.
كم هي باهتة وسخيفة مزاعم الدول ورجال الأعمال الذين سيشاركون في مؤتمر المنامة، فلو كان المشاركون صادقين في مزاعمهم بدعم الفلسطينيين لكانوا قدّموا هذه الأموال مباشرة للفلسطينيين قبل المؤتمر، وقد ناشدهم الرئيس أبو مازن أكثر من مرة، وآخرها في مؤتمر وزراء الخارجية في أبريل الماضي، بتفعيل شبكة الأمان المالي، وخصوصًا بعد الحصار المالي الذي فرضته (إسرائيل) وواشنطن على السلطة الوطنية أخيرًا بهدف ابتزازها والضغط عليها للتساوق مع صفقة القرن .
بالرغم من كون الحالة الفلسطينية منقسمة وضعيفة فإنَّ تعاطيها الإيجابي المُعلَن مع الصفقة غير وارد، فالجميع رسميًّا وشعبيًّا يرفضها، إلّا أنَّ الخشية تتأتى من التعاطي السلبي بمعنى الرفض العلني دون استراتيجية أو موقف موحَّد لكيفية مواجهتها وتعطيلها. أيضًا الصفقة لن تنجح إن كان هدفها حل الصراع، لأنَّ الحل يحتاج لموافقة الشعب الفلسطيني، ولكنَّها قد تحقق درجة من التقدُّم إن كان هدفها إعادة تدوير فكر ونهج المفاوضات لإدارة الصراع وكسب الوقت وخصوصًا أنَّ الصفقة مشفوعة بإغراءات مالية قد تبدو مغرية في ظل الوضع الاقتصادي السيّئ الذي تمَّ افتعاله بداية في غزة ثُمَّ في الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، فإذا كان حصار غزّة وما نتج عنه من فقر وجوع وبطالة والحصار المالي للسلطة في رام الله من خلال منع أموال المقاصة وقطع واشنطن مساعداتها للسلطة وتردُّد العرب في تفعيل شبكة الأمان المالي، إذا كانت هذه الإجراءات شجَّعت ترامب على طرح صفقة القرن وخصوصًا في شقها الاقتصادي، فإنَّ الرقم الفلسطيني الصعب يتمثَّل في ثبات صمود الفلسطينيين أمام الإغراء الاقتصادي تحت ضغط حاجة الشعب وضغط دول عربية ذات شأن.
وأخيرًا، وبالرغم من التهويل والتضخيم الإعلامي والابتزاز السياسي والمالي، فإنَّه بالإمكان تعطيل الصفقة ورفع الغطاء عنها، عربيًّا بعدم مشاركة أكبر عدد من الدول العربية في مؤتمر البحرين، وفلسطينيًّا باستمرار الرفض المشفوع بمصالحة وطنية عاجلة، ونحنُ على يقين باستحالة نجاح أية تسوية دون مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد، وسيبقى الفلسطينيون الرقم الصعب لأنّه لا يمكن لأي مشروع تسوية أن يتجاوزهم، ولا يمكن لأية دولة عربية أو كلّها مجتمعةً أن تتجاوزهم، ولو كان في الإمكان حدوث ذلك لتمَّت تصفية القضية منذ عقود.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها