تقرير: ميساء عمر
في الثاني والعشرين من نيسان الجاري، اختفت آثار الطفل عايش شاهر أحمد (16 عاما)، من قرية عزون عتمة جنوب مدينة قلقيلية، أثناء توجهه لحضور حفل تخرج ابن خالته في كفر قاسم داخل أراضي الـ48.
"ودعني ولدى عايش، مساء يوم الإثنين الساعة السادسة، قلبي لم يكن مطمئنا، احسست بشعور غريب داخلي، اردت ان امنعه، لكن لم أشأ أن انغص فرحته بحضور حفل زفاف ابن خالته"، قالت والدة الطفل عايش.
وتضيف: "بعد فترة من خروج عايش من المنزل، كنا نتصل به بين فترة وأخرى للاطمئنان عليه، وكان يجيب على هاتفه، إلا أننا فقدنا الاتصال معه بعدها، وأصبح هاتفه خارج التغطية، فبدأ القلق ينتابني، بأن مكروها قد اصابه".
وتتابع: "هاتفت شقيقتي في قرية كفر قاسم، والتي اخبرتني أن عايش لم يصل، عندها أدركت أنه أصيب بمكروه، تواصلنا مع الجهات المختصة، وأخبرناهم بالتفاصيل، وبعد ثلاثة أيام ابلغنا أن قوات الاحتلال اعتقلت عايش واحتجزته في مركز شرطة أرئيل، قبل أن تنقله إلى سجن مجدو".
محامي الطفل عايش، أبلغ والده، أن محكمة الاحتلال مددت فترة اعتقال نجله 15 يوما، لحين استكمال التحقيق معه، وتوقع أن تعقد له جلسة محاكمة هذا الأسبوع.
الاخصائية النفسية والاجتماعية في قلقيلية عبير عودة، تقول إن الاحتلال الإسرائيلي يتمادى في اعتقال الأطفال، والتنكيل بهم وزجهم في السجون، ضاربا بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية والحقوقية، التي تكفل حقوقهم وتحفظ كرامتهم.
وتضيف: "يمتد تأثير حالة الاعتقال أو الاحتجاز للطفل حتى بعد الافراج عنه، فحالة الاعتقال تشكل صدمة بالنسبة له، تفوق قدرته النفسية، وتؤثر على المستويين النفسي والاجتماعي، وعلى حياته التعليمية والثقافية، فيصبح مشتتا أكثر، مع ضعف في التركيز، ويزداد لديه العنف، ويفضل العزلة والوحدة على الاختلاط، لذلك علينا العناية بهم أكثر".
يذكر أن الاحتلال يعتقل في سجونه، نحو 350 طفلا فلسطينيا دون الثامنة عشرة، بينهم 12 فتاة، في سجني "مجدو، و"عوفر"، بينما تحتجز الفتيات في سجن "هشارون"، ويعيشون ظروف اعتقال صعبــــة تفتقر إلى أدنى معايير حـــــقوقهم كأطفال .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها