إحياء للذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثَّورة الفلسطينية المعاصرة وميلاد حركة "فتح"، نظَّمت حركة "فتح" -منطقة الشمال مسيرةً جماهيريةً حاشدةً وذلك اليوم الاثنين 2018/12/31.

انطلقت المسيرة من أمام مجمع الشَّهيد الرمز ياسر عرفات يتقدمها فرق الأشبال والكشافة والكتائب العسكرية والأندية الرياضية والمكاتب الحركية، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وقوى وأحزاب لبنانية، وهيئات وفعاليات وجماهير غفيرة من مخيمات الشمال، وجابت المسيرة الشوارع الرئيسية للمخيم.

وبعد الانتهاء من المسيرة ألقى كلمة حركة "فتح" أمين سرها في الشّمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "نودع عامًا ونستقبل عامًا جديدًا مع فجر الفتح، فتح أول الرصاص عام 1965، فتح البيان العسكري الأول، فتح الأمل بالدولة، فتح الحرية والاستقلال".

وتابع: "اليوم نحيي انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة انطلاقة حركة "فتح" وإضاءة شعلتها، أربعة وخمسين عاما من النضال والكفاح، ونجدد العهد في هذه الذكرى المجيدة، ونقول للقائد الرمز الشهيد أبو عمار مؤسس هذه الحركة العملاقة أن الرئيس أبو مازن حامل الأمانة وأبطال الفتح سيستمرون بالمسيرة النضالية حتى تحقيق الانتصار وطرد كل المحتلين الصهاينة عن أرضنا".

وأضاف: "أيها القائد الشهيد أبو علي إياد إن أشبال الفتح مستمرون بالكفاح حتى إقامة الدولة، ولن ننسى مقولتك نموت واقفين ولن نركع، ويا أمير الشهداء أبا جهاد الوزير إن أبناء العاصفة ما زالوا يواجهون الاحتلال بالمقاومة بجميع أشكالها حتى إقامة الدولة على كامل التراب الوطني الفلسطيني". مؤكدًا أن هذه الحركة قدمت ثلثي أعضاء لجنتها المركزية شهداء من أجل التحرير والعودة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء خلال مسيرتها النضالية، وسنبقى على العهد يا شهيدنا القائد زياد أبو عين المتجزر بأرض فلسطين كما أشجار الزيتون التي استشهدت وأنت تغرسها .

وقال: "يا أبناء الفتح القابضون على جمر الثورة، يا أبناء الفتح، أنتم صوت القدس وهدير العاصفة لأنها بندقية الثورة والثوار، ستبقى كوفية الياسر أبو عمار رمزاً للثوار والأحرار".

وأكّد في هذه الذكرى المجيدة أننا سنبقى كالجبال أمام تهويد أرضنا ومقدساتنا، لنقول للعالم بأسره أن حقوقنا ثابتة ولن تسقط بالتقادم والنصر لنا لأننا أصحاب الحق في هذه الأرض، وستبقى رايتنا خفاقة في سماء الوطن.

إنَّ الذكرى الرابعة والخمسون تأتي ونحن أكثر إصرارًا وتمسكًا بثوابتنا الوطنية وقيادتنا الشرعية، وأكثر إيمانًا بحركتنا الرائدة التي فجرت الثورة لدحر الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، فكان شعبنا ضحية ظلم تاريخي حيث تمَّ اقتلاعه بقوة السلاح بعد ما ارتكبت بحقه الجرائم والمجازر وطرد من أرضه ليعيش لاجئًا في دول جوار فلسطين في مخيمات البؤس والحرمان، هذا الواقع دفع طليعة من الشباب الفلسطيني بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات إلى إطلاق ثورة مسلحة رفعت شعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ليعيش عليها كل أبناء الشعب الفلسطيني فأخدت حركتنا حشد كل طاقات الجماهير وتوحيدها في سبيل تحرير فلسطين .

وأشار أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات تمكنت من الحفاظ على كينونة شعبنا وهويته الوطنية منتزعة الاعتراف العربي والدولي بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني المغتصب لأرضنا .

كما أكد أن الشعب الفلسطيني سينتصر على هذا الكيان ما دام فينا خنساوات فلسطين أمثال الوالدة أم ناصر أبو حميد التي قدمت أبنائها شهداء وأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وما زالت منغرسة في الأرض كأشجار الزيتون، إننا نحني الهامات أمام ما تقدمه أمهات الشهداء والأسرى والجرحى لأن شعب فلسطين لن يركع ولن يستسلم وسيبقى مستمرًا في مقاومته حتى دحر الاحتلال عن أرض الآباء والأجداد وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذًا للقرار الدولي 194 .

وتابع: "إن تضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يقودون مسيرات العودة في غزة هاشم والقدس والضفة الغربية والصامدين في الخان الأحمر هدفهم إزالة الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وواجب علينا رفع وتيرة الانتفاضة الشعبية بوجه المحتلين الصهاينة في ظل غياب حل عادل لقضيتنا وانسداد الأفق السياسية نتيجة التأمر الأميركي والصهيوني على حقوق أبناء شعبنا". مطالبًا المجتمع الدولي تأمين حماية لشعبنا الأعزل من جرائم جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه الذي شرّع لهم الكنيست العنصري حمل السلاح لقتل أبناء شعبنا.

ولفت إلى أن ما حصل من تدمير للدول العربية جراء فوضى ما سمي بالربيع العربي أدت إلى خسارتنا من خلال تدمير قدرات هذه الدول بسبب الإرهاب المدعوم من الإدارة الأميركية وبعض الدول العربية، فأصبحنا وحيدين في مواجهة المشاريع الصهيوامريكية في ظل الهرولة العربية نحو التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني في هذا الزمن العربي الرديء. متمنيًا أن تنتهي هذه الحروب بعد أن انتصرت سوريا على الإرهاب وبدأت أميركا بسحب جيوشها من سوريا لدعم تمركزها في العراق لتعزيز وجودها في المنطقة، آملاً أن تعود سوريا دولة مواجهة داعمة للقضية الفلسطينية، ويعود العراق الذي بدأ يطالب بخروج الجيوش الأميركية من أرضه واليمن وليبيا إلى سابق عهدهم يتمتعون بالأمن والأمان والوقوف إلى جانب الشَّعب الفلسطيني .

وطالب حركة "حماس" الالتزام بالاتفاقيات الموقعة من أجل انجاز المصالحة وكان آخر هذه الاتفاقات التي وقعت في القاهرة في 12-10-2017 لأن الانقسام لا يخدم إلا العدو الصهيوني، وإن قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي واضح بسبب تعطيل هذه المؤسسة التي تمثل أبناء شعبنا في الوطن .

كما طالب إدارة الأونروا زيادة خدماتها الاستشفائية لأبناء شعبنا وخاصة الحالات الطارئة، وبالتسريع باستكمال الاعمار في مخيم نهر البارد بعد انتظار 11 عامًا من النزوح كي يعيش أهله بكرام، وبزيادة المساعدات لأهلنا النازحين من مخيمات سوريا إلى حين عودتهم إلى منازلهم، ونطالب المدير العام أن يعطي صلاحيات إلى مسؤول قسم الصحة في لبنان كي يتعامل مع هذه الحالات بصورة استثنائية في المستشفيات حتى لو لم تكن الأونروا متعاقدة معها كي لا تتكرر مأساة موت أطفالنا والذي كان آخرهم الطفل الشهيد محمد وهبة، كما طالب الرئيس أبو مازن إعطاء تعليماته لتطوير مستوصف الشهيد فتحي عرفات في نهر البارد كي يصبح مستشفى، وهذا ما وعدنا به سيادته منذ سنوات .

وتمنى للبنان الاستقرار والأمن والأمان وأن يتم تشكيل حكومته العتيدة التي طال انتظارها من قبل اللبنانيين، آملين أن يتضمن برنامجها إعطاءنا الحقوق الإنسانية وخاصة حقي العمل والتملك لنعيش بكرامة لحين عودتنا إلى فلسطين.

وختم موجهاً التحية في هذه المناسبة المجيدة لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني الذين ضحوا بحريتهم من أجل حريتنا واستقلالنا وفي مقدمتهم القادة مروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي وأحمد سعدات وباسم الخندقجي وكل الأسرى والمعتقلين وفي مقدمتهم عميد الأسرى العرب يحيى سكاف .

ثمَّ توجه الجميع لإيقاد شعلة الانطلاقة.