بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح": (نحن فجرنا الثورة بوجه الاحتلال الصهيوني، وما زلنا العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية).

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، لن تنطفئ شعلة مقاومة الاحتلال حتى تحقيق الاستقلال.

لكم منَّا يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية العهد والوعد والقسم، بأن نبقى مدافعين عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

لكم منَّا يا أحرارَ وشرفاءَ العالم الذين وقفتم معنا وإلى جانبنا بوجه العدوان الاستعماري والصهيوني، ورفضتم تمريرَ صفقةِ العصر، لن ننساكم ونحن نواصل معركة الحرية والنصر حتى نرفع رايةَ فلسطين مرفرفة على أسوار القدس، ومآذن الأقصى، وكنيسة القيامة مهما طال الزمن .

في هذه الذكرى المجيدة والمباركة يجدر بنا أن نوجِّه تحيةَ إجلال وإكبار إلى أرواح شهدائنا الأبرار، وفي المقدمة الرمز ياسر عرفات، ومعه قوافل الشهداء من القادة التاريخيين المؤسسين من جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، ومئات الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل كرامة أمتنا وحقوق شعبنا .

منذ تأسيس حركة "فتح" في العام 1959 كانت قيادتنا الوطنية والثورية تدرك المصاعب والتعقيدات المحيطة بنا، والتي تقف بوجهنا خاصةً حالة التشرد التي مزَّقت مجتمعنا، وحالة الاستعمار التي عبثت بهويتنا الوطنية، وحالة الضياع التي شتتنا .

وانطلاقاً من هذا الواقع المأساوي، وواقع الهزيمة الذي سيطر على مواقف الدول العربية والتي سلَّمت بالوجود الصهيوني على أرضنا، ومن هذا المنطلق توافقت ثلةٌ من الشباب الفلسطيني الذي كان يبحثُ عن سبيل مقاومة الاحتلال، وبعيداً عن الصراعات الحزبية والإيديولوجية المختلفة التي كانت سائدة آنذاك .

التقت ثلةٌ طليعيةٌ من الشباب الثائر، تجمعهم فكرةُ مقاومة الاحتلال، وتبلورت الفكرةُ الأساسية بعد نقاشات معمَّقة، مستفيدين من تجارب بعضهم الحزبية، ومن دراسة الواقع المُشرذم عربياً وحتى فلسطينياً، وتوافق الجميعُ وفي المقدمة ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن ومحمود عباس وسليم الزعنون وأبو يوسف النجار وغيرهم، على الخطوط العريضة والتي ما زالت تحكم حركة فتح حتى الآن :

أ- إنَّ الحركة الثورية الجديدة يجب أن تعتمد على تكريس المفهوم الوطني وليس الحزبي، وهذا المفهوم تولَّد من خلال الواقع الجديد بعد الاحتلال الاستعماري الصهيوني الذي أصبح يستهدف كلَّ أبناء الشعب الفلسطيني، لا فرقَ بين مسلم ومسيحي، أو بين غني وفقير، أو بين فلاح وإقطاعي، فالاحتلالُ عدوٌّ للجميع، ومن أجل ذلك فإن حركة فتح لم تكن حركة حزبية أو طبقية أو مذهبية أو غير ذلك، وإنما كانت ولا زالت حركة وطنية ثورية فلسطينية وإستراتيجيتها تحريرُ الأرض المحتلة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

ب- إن القيادة الطليعية لحركة فتح الوطنية تمسَّكت بالقرار الفلسطيني المستقل، والذي يصنعه شعبها من خلال مؤسساته القيادية، وبعيداً عن أية تأثيرات خارجية سواءٌ أكانت دولية أم إقليمية أم حزبية. وهذا المبدأ هو الذي قاد حركة فتح إلى الإعلان بأنها ترفض أن تتدخل في شؤون أي دولة، كما ترفض من أي دولة أن تتدخَّل بشؤونها، وهذا المبدأ جعل حركة فتح مُستهدفةً باستمرار، خاصة أنها صاحبة القرار في منظمة التحرير الفلسطينية .

ج- قيادة حركة فتح مارست الكفاح الوطني المسلح والسياسي، لإيمانها المطلق بأن المقاومة تزرع والعملُ السياسي يحصد، ولذلك تكثف العمليات العسكرية منذ العام 1965 مروراً بالسبعينيات، ورافق هذا العمل العسكري جهدٌ سياسي بارز على المستوى الدولي، وتبلور دور منظمة التحرير الفلسطينية كإطار قيادي فلسطيني يضم كافة الفصائل، ثم أصبحت المنظمة وما زالت الممثلَ الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وهكذا استعادت حركة فتح الهويةَ الوطنية الفلسطينية، وأسهمت بشكل أساسي في إعادة رسم الخارطة الفلسطينية على الخارطة الدولية، وهكذا عادت القضية الفلسطينية إلى الطاولة السياسية الأممية .

د- لقد أثبتت حركة فتح حضورها الميداني والسياسي في المحطات الصعبة، وخاصة بعد نكسة حزيران حيث عززت دورها العسكري ميدانياً وسياسياً، كما نجحت حركة فتح في خوضها معركةَ الكرامة العام 1968 وانتصرت على الجانب الإسرائيلي الذي طلب وقف إطلاق النار بعد أن تكبد خسائر مادية ومعنوية باهظة، خاصة أن كتيبةً من الجيش الأردني ساعدت قيادةَ حركة فتح في قصف القوات الإسرائيلية التي تجاوزت الحدود .

ه- وللتاريخ فإن قيادة حركة فتح خاضت معركةَ الصمود والبقاء عندما تم الاجتياح الإسرائيلي، وصمدت الثورة الفلسطينية ومعها الحركةُ الوطنية اللبنانية بوجه جيش الاحتلال، واستمر صمود المقاومة ثلاثة أشهر متواصلة، وجميع الأطراف كانت في موقف المتفرج، وانتصرنا، وخرجنا عسكرياً من بيروت ونحن نحمل البندقية والعلم الفلسطيني .

و- في ذكرى انطلاقة حركة فتح الرابعة والخمسين من واجبنا أن نستخرج وقائع الانتفاضة الأولى التي بدأت في 9-12-1987 واستمرت ستَّ سنوات، وكانت من أعظم وأهم الانتفاضات في العالم، حيث استطاعت أن تحشر الجانب الإسرائيلي في زاوية، وان تعرِّيهُ أمام العالم بأسره، وتثبت بأنه المجرم والإرهابي والقاتل .

ولا ننسى الانتفاضة الثانية التي بدأت في 28-9-2000 وشاركت فيها الفصائل، وخاصة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وقد جاءت هذه الانتفاضة التي استمرت أربع سنوات بعد قمة كامب ديفيد التي عُقدت برعاية الرئيس كلينتون، والفريقين الإسرائيلي والفلسطيني، واستمرت أسبوعين حيث مورست كلُّ أشكال الضغوطات والتهديدات والإغراءات على الرمز ياسر عرفات من أجل أن يتنازل عن الحق الفلسطيني في القدس، وفي حق عودة اللاجئين، والرمز ياسر عرفات قال يومها: لن أتنازل عن حبة تراب من تراب القدس، ولا أتنازل عن حق أي لاجئ بالعودة إلى أرضه، وعاد الرمز ياسر عرفات ومعه الوفد الفلسطيني إلى قطاع غزة وسط استقبال وترحاب فلسطيني شعبي وسياسي، وبعدها مباشرة كانت عملية تدنيس أرييل شارون لباحات المسجد الأقصى ومعه ثلاثة آلاف جندي لإشعال الحرب، ودارت المعركة في باحة المسجد الأقصى واستُشهد يومها ثلاثة عشر شهيداً من أهلنا في أراضي الثمانية والأربعين .

انطلاقاً مما تقدم من مرحلة وطنية تأسيسية، نتناول المحطات والتطورات الآنية بالغة الأهمية والخطورة التي نعيشها كثورة فلسطينية، مع تحديد المواقف القادرة على تشكيل رافعة وطنية لمسيرتنا المحاطة بالألغام:

أولا: إن حركة فتح وبلسان قيادتها، وتحديداً سيادة الرئيس أبو مازن أكدنا رفضنا لصفقة العصر الصهيونية، وقد تصدينا لها في كل المحافل الدولية، لأنها الطريق لتصفية القضية الفلسطينية، ونحن نهيب بكافة الأطراف الفلسطينية الالتزام بالضوابط التي وضعتها "م.ت.ف" وخاصة عدم التورط في المشروع الخطير الذي يكرِّس فصل غزة عن الضفة الغربية، لإقامة دولةٍ في قطاع غزة، وهذا ما يفتح البابَ واسعاً أمام صفقة القرن.

ثانياً: إن القرار الصهيوني الذي أصدره الكنيست الإسرائيلي بخصوص تكريس القومية اليهودية في الضفة الغربية، هو أخطر قرار لأنه يعني تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، وتفكيك السلطة الوطنية، وتسليم الكانتونات المدنية المحاصرة للإدارة المدنية، وبشكل تدريجي يتم التطهير العرقي، وطرد السكان، وهدم البيوت، وممارسة العنصرية بكل همجية وعدوانية اقتلاعية بحق أبناء فلسطين التاريخيين.

ثالثاً: إنَّ تجرُّؤ ترامب على اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإغلاق القنصلية الأميركية هناك، هو عدوان جائر على شعبنا، ومقدساتنا، وكرامة أمتنا الإسلامية والعربية، وفي الوقت نفسه إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني, والمستوطنين لرفع وتيرة العدوان والإجرام بحق أبناء شعبنا، في كل الضفة الغربية، ولكنْ تحديداً في القدس التي يجري تهويدها يومياً.

رابعاً: إنَّ قرار القومية اليهودية العنصري، وقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ودعوة يهود العالم أن يأتوا إلى أرض فلسطين من أجل أن يقرروا مصيرهم عليها لأنها بنظرهم هي أرض الميعاد.

هذا القرار بالغ الخطورة لأنه يدمِّر أحلام، وآمال، وأهداف الشعب الفلسطيني، فهو ينسف حقَّ الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه، ومن جهة ثانية ينذر أهلَنا في كل فلسطين بأن مصيرَهم الاقتلاعُ من هذه الأرض، ومن جهة ثالثة هو يقضي على أي أمل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين التاريخية، والإسراع في تهويد القدس وأَسرلتها.

وهذا كله جزء من صفقة العصر التي تبدأ فلسطينياً بفصل القطاع عن الضفة، وإقامة كيان للفلسطينيين بعيداً عن الضفة وبعيداً عن قيادة "م.ف.ت" والرئيس أبو مازن.

خامساً: وفي هذا المجال نفهم أبعادَ ومخاطر الهجمة السياسية والإعلامية، والوطنية، والتحريضية والتخوينية على شخص الرئيس أبو مازن الذي تبنى المواقفَ الصلبة بوجه ترامب، وعطَّل عليه إعلان الصفقة، ونطالب الذين استمرأوا في الإساءة للرئيس أبو مازن كما فعلوا مع الرمز ياسر عرفات حتى قتلوه، ونقول لكل هؤلاء لا تنسوا أن عدوَّنا جميعاً هو نتنياهو وحكومته المتطرفة، وسيدهم الأميركي الصهيوني ترامب.

سادساً: نقول للجميع عرباً، ومسلمين، وفلسطينيين ، استيقظوا من الصدمة، وعودوا إلى سواء السبيل، ودققوا جيداً بما يجري على أرض فلسطين المباركة، ولتكنْ لشعبنا ولكل أطيافه وقفةٌ جريئة وصريحة، ولنُحكِّمْ عقيدتّنا، وقناعاتِنا في مواقفنا قبل أن يفوت الأوان، لأنَّ التاريخ لا يرحم، ولأن التلطي خلف أكوام الشتائم، والاتهامات، والإساءات، والتصريحات السوداء، كلها لن تُكسِب من يتعَّمدُ هذا المنهجَ التحريضي صكَّ براءة، أو مكافأة مجبولة بالدم الفلسطيني.

سابعاً: كان الانقلاب مدمِّراً للمجتمع الفلسطيني، وجاء الانقسامُ ليحصدَ ثمارَ الانقلاب وليؤسسَ صراعاً سياسياً فلسطينياً داخلياً، وليؤدي بنتائجه الفتاكة خدمةً جليليةً للعدو الصهيوني وحلفائه، وليشكِّل سلاحاً قاطعاً على العنق الفلسطيني.

لقد تعاطت حركة فتح وقيادتها مع نتائج الانقلاب المؤلمة بضحاياها، والمؤسفة بنتائجها السياسيةَ، والتنظيمية، والاجتماعية، والأخلاقية، تعاطت بمسؤولية عالية، ورفضت سياسة هدمِ المعبد على الجميع، ومارس الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن دورهُ كقائد، وكان حريصاً على توحيد أركان البيت الفلسطيني، وتأليف القلوب في الأسرة الفلسطينية الواحدة، وانجاز الوحدة الوطنية، ورَسْمِ الاستراتيجيات السياسية، والوطنية، والمقاوِمة للاحتلال، إلاَّ أنه وعلى مدار اثني عشر عاماً فشلت الجهود والمحاولاتُ رغم الأدوار المهمة التي لعبتها مصر، وقبلها السعودية، والقطرية، والروسية، ورغم التنازلات الكبيرة التي قدمتها حركة فتح وهي ضحيَّةُ الانقلاب، فإنها لم تجد تجاوباً من الطرف الآخر، وتدخَّل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية للضغط من أجل تأييد الانقسام، وتكريس الخلافات الحادة في الساحة الفلسطينية بما يخدمُ المصالح الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية، والثوابت الوطنية.

ثامناً: الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده أَصابه الإحباط واليأس من إمكانية تحقيق المصالحة، والوحدة الوطنية، علماً أن كلَّ ما طلبته قيادة منظمة التحرير وحركة فتح من حكومة الأمر الواقع في القطاع هو أن تلتزم ببرنامج المصالحة، والاتفاقات الموقعة على أرضية أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية، ولا يجوز لحركة حماس أو غيرها أن يستفرد بحكم القطاع، عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً دون الأخذ بعين الاعتبار أن هناك قيادةٌ للشعب الفلسطيني، وأن هناك حكومةُ توافق فلسطينية تم تشكيلها باقتراح قطري، وموافقة حركة حماس وحركة فتح، والتوافق على كافة أعضائها، إلى أن وصلت تداعيات صفقة العصر ومن خلال مفاوضات ثنائية مع الجانب الإسرائيلي عبر الجانب المصري والتوصل إلى اتفاق تهدئه بعيداً عن قيادة "م.ت.ف".

وهذا ما اعتبرته قيادة حركة فتح إصراراً على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبالتالي استهداف الضفة الغربية بالمخططات العدوانية، والعبث الأمني في محافظاتها، وإرباك قيادة الحركة بافتعال أحداثٍ عسكرية، وتوترات أمنية متواصلة، تشارك فيها أطرافٌ متعددة من أجل شلِّ القدراتِ الوطنية في مواجهة الاحتلال ومشاريعه .

تاسعاً: وأمام هذا الواقع الذي أُغلقت فيه كل الأبواب، وأصبح وضعنا الفلسطيني على شفير الهاوية، خاصة أن الصبرَ على وجود الانقسام الذي جاء بعد الانقلاب طوال إثني عشر عاماً لم يحقق ما يطمح له شعبنا، وبقيت حركة حماس تحكم قطاع غزة بمفردها متجاهلةً وجود قيادة "م.ت.ف" المعترف بها دولياً، ومتجاهلةً وجودَ الرئيس أبو مازن الذي تعترفُ به كلُّ دول العالم، وأمام هذا المنعطف الخطير والمدمِّر أخذت المحكمةُ الدستورية العليا قرارها القضائي والملزم لكافة الأطراف والذي قضى بحل المجلس التشريعي والذهاب إلى انتخابات نيابية خلال ستة أشهر، حيث أن هذا المجلس التشريعي لم يمارس أيَّ دورٍ له عبر اثني عشر عاماً، وغالبية هذا المجلس هم من أعضاء حركة حماس وقد أيدوا الانقلابَ الذي حدث في قطاع غزة، ودافعوا عنه، علماً أنه مزَّق الساحة الفلسطينية، ومنذ تلك اللحظة كان المجلس قد فقد شرعيته وتعطَّل دوره، والمحكمة الدستورية وحسب القانون الأساسي هي صاحبة الحق بالتفسير الملزم للجميع، والمحكمة الدستورية لا سلطانَ عليها سوى للدستور .

وفي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة الرابعة والخمسين ندعو قيادة حركة حماس، وكافة الفصائل لإعطاء الفرصة للقيادة الفلسطينية كي ننقذ شعبنا الفلسطيني وتاريخه النضالي، وقوافلَ الشهداء والجرحى من مخاطر مستنقع الانقسام، والانتقال إلى مقاومة الاحتلال، وبعيداً عن الحسابات والارتباطات الإقليمية، ولنتذكر أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول لنا، ومعه ترامب وفريقُه، وهو الذي يحاربنا بسلاح الانقسام من أجل تعزيز القوميةِ اليهوديةِ على أرض فلسطين التاريخية .

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، وفي المقدمة الرمز ياسر عرفات، والحرية لأسرانا الأبطال الرابضين في الزنازين، والشفاء للجرحى، والنصرُ لشعبنا.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة حركة "فتح" في لبنان – الإعلام المركزي

2018/12/31