يا جماهير شعبنا الفلسطيني

يطلُّ علينا العام الرابع والخمسون لانطلاقة الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية مبعثها الإيمان بعطاء شعبنا اللامحدود وبتضحياته الجسام لنيل الحُريّة وبناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. فهذا الشعب بعنفوانه استطاع أن يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء بالعمليات النوعية، وانتفاضاته الجماهيرية، ومعركة الأمعاء الخاوية للأسرى البواسل، وبكل أساليب النضال. إنَّه فعل كفاحي مُتجدّد مفعَم بعبق دماء الشهداء التي عبّدت الطريق نحو المجد والحُريّة. فعل كفاحي ضد عدو متغطرس غاصب، فالعدو الصهيوني ما زال يرتكب المجازر ضد شعبنا الصابر الصامد بقصفه لقطاع غزة، واستخدام الأسلحة الفتّاكة ضد المدنيين ومصادرة الأراضي وكان آخرها الخان الأحمر.

نضيء شعلة العام الرابع والخمسين لتتوهّج مشعّةً في سماء ربوع الوطن رغم كل المؤامرات التي تهدف إلى إخمادها فلا حلول وأنصاف حلول أو تسويات تُفرَض على من آمن بالحرية، وهذا ما أثبتته القيادة الفلسطينية، والأخ القائد الرئيس أبو مازن في الرفض المطلق لما يُسمَّى (صفقة القرن) حتى أنَّ القيادة اعتبرت أنَّ الإدارة الأميركية لم تعد راعية سلام بل طرفًا في النزاع لانحيازها التام لـ(إسرائيل)، والذي توَّجته بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فكان الرد بالتوجه إلى المحافل الدولية للاعتراف بدولة فلسطين حيث تحقَّقت انتصارات مهمّة على الساحة الدولية، واتّساع مساحة التأييد للحق الفلسطيني لتتوَّج بالتوجّه إلى هيئة الأمم المتحدة بمشروع العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

يا أبناء شعبنا العظيم

إنَّ حماية وصون الإنجازات الفلسطينية في المحافل الدولية والعمل المقاوم في الميدان يلزمنا بوحدة الموقف الفلسطيني. فالوحدة الوطنية هي الضامن لهذه الإنجازات فالشعب الفلسطيني في الداخل والشتات شعب واحد لأرض واحدة، والمصالحة الفلسطينية مطلَب جماهيري شعبي لا بدَّ أن يتوّج بوحدة وطنية على أساس التفاهمات التي تمَّت في القاهرة وما تبعها من لقاءات. وبما أنَّ الجميع أقرَّ بأنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فعلى جميع الفصائل الانضواء تحت راية المنظمة.

التحية كل التحية للرمز الخالد القائد أبو عمار الذي فارقنا شهيدًا ليبقى حيًّا بروحه فينا.

التحية لشهداء الثورة الذين قدَّموا حياتهم قربانًا لفلسطين، فداءً لكنيسة القيامة، تضحيةً للمسجد الأقصى.

التحية لأسرانا البواسل الذين حوَّلوا سجّانيهم إلى سجناء وهُم الطلقاء.

التحية لشعبنا العظيم بشيبه وشبابه، بأطفاله ونسائه

رأينا النّصر في أحداق إيمان حجو وفارس عودة وفي كبرياء عهد التميمي.. فالنّصر حتمًا آتٍ.

لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان

2018-12-29