أهلاً بالمجلس المركزي الفلسطيني في دورته الثلاثين التي بدأت أعمالها يوم الأحد في رام الله، ليناقش كل القضايا والموضوعات المحالة إليه من اللجنة التنفيذية، بما فيها استمرار الجهود الفلسطينية لإسقاط صفقة القرن التي تدهور من خلالها دونالد ترامب الرئيس الاميركي بانحيازه الاعمى لصالح اسرائيل، الى افقاد اميركا لمصداقيتها، وجعلها تغرق في حالة من الارباك الداخلي الكبير على خلفية القرارات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، والاندياح المعادي ضد القيادة الشرعية الفلسطينية، فتأتي الدورة الثلاثون للمجلس المركزي وسط هذا النضال الفلسطيني المتصاعد لترفع الغشاوة عن اعين من ضلوا الطريق، وعرضوا انفسهم بالمجان امام صفقة القرن، وتساوقوا مع اسرائيل في زمن قانون القومية العنصري الذي يحتشد الاسرائيليون للخلاص منه لاضراره العاتية، وليقول المصير المركزي لحماس التي تساوقت مع كل اعداء الشعب الفلسطيني، ها انتم ترون ان الانقسام الذي تتشبثون به لن ينفعكم مطلقا، وسيجعلكم تخسرون انفسكم وتقامرون على قارعة الطريق تضللكم يافطة كبيرة تقول انكم خنتم شعبكم بالمجان مقابل الوهم، وصعبتم عودتكم الى طريق الامان الوطني.

الدورة الثلاثون للمجلس المركزي، تأتي في حالة مشعة من النضال الوطني، باءت بالفشل كل المحاولات المعادية لحرفها عن الطريق، بينما في الجانب الآخر، وهو اسرائيل وحليفتها الكبرى اميركا ترمب تعاني من اضطراب وارتباك مرشح للتصاعد، ففي داخل اسرائيل الاخبار التي تتداولها الصحافة الاسرائيلية عن المؤامرات التي يتورط فيها اعضاء حزب الليكود الحاكم لإزاحة نتنياهو وتكليف اخر بدلا منه يعلو صوتها وينسب التورط فيها الى فريقين الرئيس الاسرائيلي نفسه، وبالتالي تراجع نتنياهو عن تقديم موعد الانتخابات وليس امامه سوى اللعب بملف حماس وجرها الى جولات عنف وخسائر بلا افق.

اما على الصعيد الاميركي فان قيام دونالد ترامب بفتح ملفات الفوضى عالميا، فان هذه الملفات بدات تنفجر في الداخل الاميركي مثل العبوات الناسفة التي لاحقت قيادات ديمقراطية من الدرجة الاولى،

وفعاليات ومؤسسات اميركية، حتى وصل الامر الى مجزرة غير مسبوقة في بنسلفانيا ضد كنيس يهودي، حتى ان اليهود لديهم خشية من نتائج انجرافهم لصالح سياسات ترمب الذي يعتبرونه هو المشجع الاكبر لحالة الكراهية التي رأيناها تزداد مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي.

المقولة صعبة، لكن الشرعية الفلسطينية تتقدم اليها بخطى ثابتة ووعي شامل، فلا ترفض شيئا دون ان تقدم البديل، ولا تكرس شيئا إلا وقدمت الدليل، ثوابت واضحة وعادلة وراسخة، وبناء الاطارات الوطنية في قلب التفعيل والممارسة المدروسة الجادة، وعمل متواصل لخدمة ثوابتنا الوطنية، بحيث يصبح الهروب من هذه الاطارات، والخروج على هذه الثوابت بمثابة حكم اعدام وطني حاسم ضد الهاربين مهما كانت عناوينهم السياسية او الايدلوجية التي يرفقونها زيفا وخداعا.

كل الحكمة والشجاعة نرجوها لمداولات المجلس المركزي في دورته الثلاثين، وحين نتحلى بقيمنا الوطنية ومصالحنا الفلسطينية العليا، فلا يكون مجال للخوف او التردد، بل نريد من التقدم نحو الهدف الجامع للكل الفلسطيني.

الاستقلال الكامل والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.