خاص/ مجلة القدس العدد 316

كثر الحديث مؤخّرًا عن العجز المالي الذي تعانيه وكالة الأونروا وانعكاساته على الخدمات التي تقدّمها للاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق عملها ومن بينها لبنان، سواء أكان لجهة وقفها أو تقليصها، الأمر الذي ستكون له تداعيات كبيرة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين. وللاطلاع على كيفية متابعة الجانب الرسمي الفلسطيني لهذه الأزمة، وما تمّ التوصل اليه حتى اللحظة، كان لنا هذا اللقاء مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.

خلال لقائكم بسعادة مدير عام الأونروا السيّد ماتياس شمالي، ما هي الأمور التي تمّ بحثُها؟

تمّ بحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بشكلٍ عام ومن كافّة الجوانب الحياتية. ووضعنا المدير العام بصورة الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأونروا حيث تواجه عجزاً بالميزانية مقدِّراً هذا العجز بمائة مليون دولار تقريباً، وهذا بالتأكيد سيؤثّر سلباً على الخدمات المقدَّمة للاجئين الفلسطينيين في شتّى المجالات. وأشار المدير إلى أنّ الوضع ازداد سوءاً بعد نزوح آلآف الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والأماكن الأخرى، منوّهًا إلى اعتمادهم بشكلٍ أساسي على المعونات التي تقدّمها لهم وكالة الأونروا خاصة أنّه من غير المسموح لهم بالعمل لتأمين احتياجاتهم الحياتية.

من جهتي أبلغت السيد شمالي بأنّ هذا العجز في دعم ميزانية الأونروا من قِبَل المجتمع الدولي يضعنا أمام تساؤلات عديدة خاصة أننا نشهد ما تمر به المنطقة العربية من مصاعبَ وتحديّاتٍ، ونلحظ عمليات التهجير المتعمَّد لشعبنا من دول الطوق، بالتالي يأتي هذا خدمةً للمشروع الصهيوني بالمنطقة لا سيما أننا سمعنا بعض التصريحات من المسؤولين الإسرائيليين حول فشل وكالة الأونروا في مهمتها الأساسية على حدّ زعمهم ألا وهي دمج الفلسطينيين في المجتمعات التي يعيشون بها. لذلك فإننا ننظر بقلقٍ بالغ إلى هذا التقليص وتأثيره السلبي على حياة وحق اللاجئين وتملّص المجتمع الدولي من تحمّل مسؤولياته تجاههم.

 

ما هي الإجراءات الـمُتَّخذة من قِبَل الجانب الرسمي الفلسطيني في مواجهة هذه الأزمة؟ وأين وصلت اتصالاتكم؟

هذا الموضوع مُتَابع من قِبَل فخامة الرئيس محمود عباس وبتوجيهاته المباشرة لمعالي وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي الذي أوعز إلى كافّة البعثات الدبلوماسية الفلسطينية بالقيام بتكثيف الاتصالات اللازمة مع الدول المانحة وحثِّها على تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية وتأمين التمويل لوكالة الأونروا للاستمرار بتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم.

 

هل لمستم مساعيَ جادّة لإيجاد الحلول الناجعة من أجل دعم ميزانية الأونروا في اللقاء الأخير الذي دعا له سعادة المدير العام للأونروا بحضوركم وعدد من سفراء الدول المانحة؟

بتاريخ 13/6/2015، وفي اللقاء الذي دعا إليه المدير العام لعدد من سفراء الدول المانحة بحضورنا، قدّم المدير العام شرحاً مفصّلاً للوضع المعيشي الصعب للاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم وكذلك أين وصلت مرحلة إعادة الإعمار في مخيّم نهر البارد مؤكّداً ضرورة الإنتهاء من هذا الملّف لعودة سكّانه إليه، والوضع المعيشي الصعب للنازحين الفلسطينيين من سوريا مطالباً المجتمعِين ببذل الجهد لدى دوَلِهم لدعم ميزانية الاونروا التي تعاني من أزمة حقيقية. لمسنا تعاطفًا من جميع الحاضرين الذين وعدوا برفع تقارير إلى حكومات بلادهم لحثّها على الإيفاء بإلتزاماتها المالية تجاه وكالة الأونروا.

 

في حال لم يتم حلّ الأزمة المالية ومضَت الاونروا بتقليص الخدمات، ما هي الخطوات التي سيتم اللجوء اليها؟

ساعةَ إذٍ سيكون لشعبنا كلمة واضحة في وجه هذا التجاهل المتعمَّد من قِبَل المجتمع الدولي.