في الاسبوعين الاخيرين تطورت المواقف اكثر في الصراع الدائر في مصر منذ ثلاث سنوات, وتحددت اكثر ملامح الاطراف الرئيسية في الصراع, حيث الشعب المصري بكل شرائحه الاجتماعية, وبكل مكوناته الدينية من مسلمين ومسيحيين, وبكل قواه غير التقليدية التي هي خارج الاحزاب, هو الذي يعتلي المسرح, وهو الذي يبادر الى الفعل الذي يتجاوز المألوف كما حدث في الاستفتاء على الدستور وفي الاحتفال في ذكرى الخامس والعشرين من يناير, وفي تحديد اسبقية الانتخابات الرئاسية, وفي دفع الفريق اول عبد الفتاح السيسي للذهاب دون تردد الى سباق الرئاسة حيث لا يستطيع ان ينافسه احد.
في مواجهة الشعب المصري تصر جماعة الاخوان المسلمين على ممارسة الارهاب كخيار وحيد, وهو إرهاب مكشوف متحالفة في ذلك مع كل اعداء مصر الدوليين والاقليميين وتابعيهم المحليين, واندفاع هذه الجماعة الى الارهاب كما حدث في حادثي تفجير مديرية امن المنصورة وتفجير مديرية امن القاهرة وبقية الاحداث الاخرى لترويع الشعب المصري حتى لا يذهب الى الاستفتاء وحتى لا يخرج الى الاحتفال, يؤكد ان هذه الجماعة قد فقدت العقل والتوازن, ووصلت الى حضيض اليأس, وذهبت بقرار جماعي الى الانتحار, لانها تعلم مسبقا ان الشعب المصري لديه تاريخيا خصائص تجعل وحدته الوطنية جزءا عضويا من وجوده, وان الدولة المصرية بكل مفرداتها هي دولة قوية وعميقة وان الجيش المصري وطني بامتياز وقوي بامتياز, وان الاعداء الدوليين والاقليميين الذين يتآمرون عليه مع جماعة الاخوان المسلمين ما زالوا يتخوفون من النتائج التي تترتب على الصراع المفتوح معه.
الشعب المصري ومعه دولته القوية العميقة لا يواجه فقط العدو الخارجي او ارهاب الجماعة المنتحرة, بل يواجه ايضا تركة ثقيلة من مخرجات النظام السابق الذي ادى الى تجريف واسع النطاق في الحياة السياسية والثقافية, وفي الدور الباهت والمتردد والمنافق احيانا الذي تقوم به النخب السياسية والثقافية, وهذا ما نراه واضحا في تردد الحكومة وبطء القضاء وفي الالتباس المخجل في مواقف العديد من المثقفين عند قراءة المشهد المصري حتى انهم في كثير من الأحيان يستثيرون حالة من التندر من قبل شرائح الشعب المصري الذي يدفع ثمن المواجهة البطولية, ولقد اصبحت هذه النخب متهمة بميوعة الهوية في كثير من الاحيان.
إعلان الرئيس عدلي منصور عن زيادة عدد الدوائر الخاصة في القضاء لسرعة تحقيق العدالة الناجزة في مواجهة ارهاب الجماعة يجعل من هزيمة الجماعة أمراً محتوما في اسرع وقت, كما ان اعلان الرئيس ان الانتخابات الرئاسية ستكون هي الخطوة التالية بعد الاستفتاء على الدستور سيؤدي الى حسم موضوع تشعب النقاش فيه, ويتساوق مع الارادة الشعبية الشاملة في تقدم الفريق اول عبد الفتاح السيسي الى الانتخابات, لان المعركة الكبرى تتطلب ان يواصل الشعب المصري دوره التاريخي بقيادة رئيس يحظى بهذا القدر الخارق من الثقة والتأييد.
المعركة التي تخوضها مصر ضد الارهاب الدولي هي معركة تخص الاقليم كله, والمفروض ان تلعب العديد من الدول العربية دورا شجاعا مستحقا الى جانب الشقيقة مصر, لان النجاح المطلوب والانتصار المؤكد في هذه المعركة سيغير وجه المنطقة, ويمنحها المزيد من الثقة بنفسها لتدير قضاياها بقوة وبافضل الشروط .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها