ضمن فاعليات التضامن مع القدس ونضال الشعب الفلسطيني في فلسطين، وما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من قتل بدم بارد من قبل جنود الإحتلال الإسرائيلي، نفّذت خلية أزمة مخيم برج البراجنة إعتصاماً تضامنياً، أمام جامع الفرقان؛ عقب صلاة الجمعة في 2018/4/27، شارك فيه ممثلو الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثلو اللّجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية في مخيم برج البراجنة، وكشافة المؤسسات. ورفع في الإعتصام العلم الفلسطيني.

بدايةً ألقى المسؤول الإعلامي لحركة "فتح" في بيروت حسن بكير كلمة الحركة جاء فيها:"لقد اعتمدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" منذ إنطلاقتها في ينايرالعام 65 أسلوب الكفاح المسلح حسب متطلبات تلك المرحلة، وأنا لست هنا الآن بصدد استعراض إنجازات الحركة، إنما ما أريد الوصول إليه هو المتغيرات السياسية الدولية والوضع الإقليمي العام، وما حدث ويحدث لأمتنا العربية من تفتيت وتشرذم، وإنهمائها بلملمة أوضاعها الداخلية، حيث لم تعد القضية الفلسطينية في سلّم أولوياتها، مما حدا بحركة "فتح" أعتماد أساليب نضالية شتىّ تتلاءم مع كل مرحلة من مراحل هذه المتغيرات".

وأضاف: "إيماناً منها بتلازم المسارين السياسي والإنتفاضة الشعبية المتدرجة، فقد أثمر الحراك الفلسطيني على الصعيد السياسي والدبلوماسي، بقيادة الرئيس محمود عباس وعلى مدى سنوات، إنتصاراتً سياسيةً ودبلوماسيةً جمّة، كالإنضمام إلى المعاهدات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، والإعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية من قبل 139 دولة في العالم".

وتابع: "نقول لهؤلاء وأولئك أن حركة "فتح"، هي حركة الجماهير والشعب، لم ولن تتخلى عن الكفاح المسلح الفلسطيني، والمؤتمر الحركي العام السادس الذي عُقد في بيت لحم عام 2009 كرّس مبدأ الكفاح المسلح من قبل اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة وبإجماع من كافة أعضاء المؤتمر، ولم يسقط من النظام الداخلي للحركة، كما أن إتفاقية أوسلو ولّت إلى غير رجعة، وقد أعلنها الرئيس أبو مازن أكثر من مرة على وسائل الإعلام, لذلك لنلغي من قاموس خطاباتنا المطالبة بإلغائها".

واستطرد بكير قائلاً: "إن قضيتنا الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها، والجرائم التي ترتكبها حكومة نتنياهو بحق شعبنا في فلسطين وما يجري على سياج غزة من قتل متعمد للشبان الفلسطينيين، الذين يحيون يوم الأرض بطريقة سلمية، تجاوزت كل الخطوط الحمر، وكل هذا يجري على مسمع ومرأى من العالم المتحضر المتشدق بالحرية والديمقراطية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة الرئيس المعتوه دونالد ترامب، أضف إلى ذلك بعض الأشقاء العرب الذين بادروا إلى تحسين العلاقة مع تل أبيب".

لقد بتنا بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين كافة فصائل العمل الوطني، وإنهاء الإنقسام البغيض لمواجهة كل هذه التحديات ولمواجهة المشروع الصهيوني، وخاصة القرار الأمريكي الجائر القاضي بإعلان مدينة القدس عاصمة لما يسمى بدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ذكرى النكبة.

وعن صفقة القرن وموقف حركة "فتح" قال بكير: "باختصار شديد، إن صفقة القرن التي أعلنها معتوه العصر ترامب تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وحق العودة، وضياع القدس وتحويلها عاصمة لإسرائيل مع دولة بديلة منزوعة السلاح، فموقفنا في حركة "فتح" من صفقة القرن، عبّر عنه رئيسنا أبو مازن في كلمته في جلسة المجلس المركزي يوم 2018/1/14 هو عدم القبول بما تمليه علينا أمريكا من صفقة، ولن نقبل بها وسيطاً بعد الجريمة التي إرتكبتها بحق القدس، لكننا نقبل برعاية أممية لأي عملية سياسية تهدف لإنهاء الإحتلال وتحقيق السلام، ولن نقبل أن نكون سلطة بدون سلطة، ولن نقبل بإحتلال دون كلفة، سنحافظ على مكتسبات الدولة الفلسطينية الداخلية والدولية التي حققها أبناء شعبنا ومساعدة الخيّرين في هذا العالم".

وعن منظمة التحرير وانعقاد المجلس الوطني قال: "إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الكيان السياسي والدبلوماسي والمعنوي لشعبنا الفلسطيني ولا يمكن ولن نسمح لأمريكا ولا لخفافيش الليل ولا لكل المتآمرين بإنهاء هذا الكيان الذي دفعتم أنتم ثمنه شلالات من الدماء، منظمة التحرير لم تكتسب صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولم تصل الى أروقة الأمم المتحدة الا بالبندقية المقاتلة".

أمَّا المجلس الوطني الفلسطيني فهو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها، وهو الهيئة التمثيلية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، هذا المجلس الذي كان آخر إنعقاد له في الدورة 21 التي عقدت في غزة عام 1996 وتعطلت بعدها جلساته بسبب ظروف طارئة وخارجة عن الإرادة، منها داخلي ومنها خارجي.

إن إنعقاد المجلس الوطني في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ قضيتنا الفلسطينية أصبحت حتمية وضرورية، لمواجهة كافة القضايا والتحديات التي تواجه شعبنا، رغم وجود الخلافات، وإن هذه الخلافات يمكن حلها من خلال الجلوس معاً والتفاهم على كافة القضايا الخلافية، وعلينا أن نتعالى عن خلافاتنا أمام الإنتهاكات والممارسات الإسرائيلية التي تهدد إنهاء القضية الفلسطينية، لذا نأمل من الجميع المشاركة في إجتماع المجلس الذي سينعقد في 30 من الشهر الجاري.

وبإسم حركة "فتح" في بيروت توجه بكير بالشكر إلى كل من ساهم وشارك وقدّم وأمّن ترانس الكهرباء لمخيم برج البراجنة أفراداً كانوا أو فصائلاً أو مؤسساتاً محلية ودولية، آملاً أن يساهم هذا بحل مشكلة الكهرباء. مطالباً الدولة اللبنانية إعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، وفي مقدمها حق العمل والتملّك، مشيراً أن الأوضاع الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والصحية وصلت إلى دون الخطوط الحمر، وأن نسبة البطالة وصلت إلى أكثر من 65%، وباتت الأمور تنذر بالخطر. مؤكداً أنَّ حركة "فتح" ومنظمة التحرير على الحياد الإيجابي من جميع الأطراف اللبنانية، ولم نتدخل بالشأن اللبناني الداخلي، وليس لدينا أي مشروع سياسي أو أمني في لبنان، مشروعنا الوحيد هو العودة، ومخيماتنا ما هي إلا محطة إنتظار لتحقيق هذا الحلم.

وختم بكير بتوجيه التحية إلى شعبنا الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة الذي يتعرض لأبشع أنواع القتل والتعذيب من قبل العدو الإسرائيلي. وإلى شعبنا في مخيمات لبنان وسوريا الذين يعانون ويتحملون شتى أنواع المعاناة، ويفقتقرون إلى الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

كما وجّه التحية إلى الأسرى الذين يتقدمون الخطوط الأمامية في مواجهة العدو وهم خلف قضبان زنازين الإحتلال.