حسن شاكر: مـن حـق هؤلاءالمنــاضلين علينــا جميعـاً أن يعيشوا بكرامــة

كثيرةهي الهموم والإرهاصات التي تعترض سير هؤلاء المناضلين، الذين قدموا زهرات شبابهم للثورةالفلسطينية أثناء فترة النضال الطويل التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود ونيف، قدموا الغاليوالنفيس عطاءً وثباتاً وتحدياً دفاعاً عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ودفاعاًعن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.

هؤلاءالمناضلون حملوا الأمانة كاملة وخاضوا غمار الثورة ودافعوا عنها وكان شعارهم"ثورة حتى النصر"، لأن هذا الشعار كان يعني لكل واحد منهم أن الثورة الفلسطينيةلم ولن تتوقف، وأن مقاومتهم ستستمر عبر كافة أشكال النضال.

أماالعوائق والإرهاصات والمشاكل التي يعانيها هؤلاء فهي كثيرة، وللحديث عنها كان لا بدأن نطرحها على رئيس الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في لبنان العميد حسن شاكر،

والذيأكد على أن هناك عوائق كثيرة يعاني منها المتقاعدون، معتبرا انه يجب وضعها حسب أولوياتهاحتى تكون واضحة ومفصَّلة عند الجميع بدءاً من المتقاعدين أنفسهم وانتهاء بكل من يعنيهمالأمر، وهي العلاج الدائم وصرف الدواء، الرتب العسكرية وتثبيتها، صرف تعويض نهاية الخدمة،المؤتمر الثاني للمتقاعدين، والشهداء ومصاريف العزاء لهم.

ورأىان التجربة التقاعدية في الساحة اللبنانية هي "تجربة حديثة في م.ت.ف تمر بنا لأولمرة، ولكون التقاعد أمر طبيعي يجري في الدول المتحضرة والدول النامية وطبعاً دولتناالفلسطينية القادمة حتماً، أقول إنها وبالرغم من أنها تجربة حديثة علينا، إلا أنهامليئة بالمسؤوليات الجسام"، مبررا "لأن هذا الإنسان الذي تقاعد قد تجاوزالستين عاماً من عمره. أي أنه أصبح يعاني من العديد من الأمراض المزمنة. بدءاً من مرضالعصر (السكري) والقلب المفتوح وصولا، إلى السرطان. الذي يحتاج إلى كثير من الأمواللتغطية تكاليف العلاج وثمن الدواء المطلوب"، مشددا انه أمام هذه المسؤوليات الكبيرة"نحن نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من قوة من أجل إراحة هذا المناضل والمحافظة علىحياته مع عائلته كي يعيش عيشة هانئة ملؤها السعادة والاحترام والتقدير".

وأوضحأن هناك تواصلاً دائماً مع قيادة الساحة في لبنان، ومع مسؤول الهيئة في أرض الوطن صلاحشديد، وصولاً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس الوزراء سلام فياض من اجلالعمل على هذه الأمور وضرورة حلها، مضيفا "كنا قد قابلنا عضو اللجنة المركزيةلحركة "فتح" عزام الأحمد المكلف بالإشراف على الساحة أكثر من مرة خلال زيارتهللبنان، وأرسلنا معه عدة كتب خطية شرحنا فيها الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء المناضلون،متمنين عليه أن يناقشها في أي اجتماع قيادي، ووعدنا خيراً بذلك".

وعنالهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين يتحدث شاكر "أجرينا انتخابات حرة ونزيهةوعقدنا المؤتمر الأول للمتقاعدين بإشراف أمين سر الساحة في ذلك الوقت اللواء سلطانابو العينين ولجنة من التعبئة والتنظيم المركزية، وسفير فلسطين سابقا عباس زكي، ورئيسالهيئة المركزية للمتقاعدين آنذاك صلاح شديد، وتم انتخابنا كهيئة قيادية في لبنان.وبدأنا العمل والتواجد اليومي في مقرنا الثابت في مخيم عين الحلوة. وبدأنا بتثبيت كافةالقضايا الإدارية والثبوتيات الرسمية المطلوبة لكل متقاعد في كافة المناطق حيث وصلعدد هؤلاء الإخوة المناضلين حوالي (540) متقاعدا حتى تاريخه. إضافة إلى كافة أسماءعائلاتهم وأولادهم الذين يشملهم النظام. حتى يكون لدينا معرفة تامة بشؤون هؤلاء المتقاعدين".

مديرةمكتب الرئيس أبو مازن لم تر أيا من التقارير المتعلقة بالمتقاعدين العسكريين

ويستطردشارحا آلية عمل الهيئة "مضى حوالي ثلاث سنوات على المؤتمر الأول حيث بدأت المراجعاتاليومية للمتقاعدين تلك المراجعات التي أظهرت حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. وبذلناكل ما نستطيع عمله في حركة يومية دائمة، ولم نستطع تحقيق كل المطالب التي هي مطالبمحقة لهذا المناضل. عندها بدأنا نشعر بالإحباط والتهميش لدورنا هذا، لأن حجم المشاكلوالعوائق وعدم حلها بالحد الأدنى كان كبيراً جداً بحيث كانت نتيجة هذا التحرك وعوداًفقط"، مستذكرا "عندما حضرت الأخت انتصار منذ عدة أشهر، وهي مديرة مكتب السيدالرئيس أبو مازن، شكلنا وفداً من قيادة الهيئة وقابلناها. وشرحنا لها معاناة ومشاكلالمتقاعدين المستمرة. فاستغربت قائلة بأنها لم تسمع ولم تر أي نوع من هذه التقاريرفي أرشيف الأخ الرئيس". ويتابع الرجل "فحمَّلناها العديد من الرسائل التيتخص تلك المعوقات حسب أولوياتها، وكانت أولى تلك المعوقات موضوع العلاج والدواء، لأيمناضل أصبح "لا حول ولا قوة له". وليس له إلا "مخصصه" الذي يعتاشمنه مع عائلته. وقد وعدتنا خيراً، ولم يطرأ أي تقدم حتى الآن. وما زلنا ننتظر حتى الآنولم نيأس في متابعتنا للموضوع".

وفيسياق حديثه، شدد شاكر على أن "من حق هؤلاء المناضلين علينا جميعاً أن يعيشوا بكرامةواحترام، مطالبا بتغطية قيمة العلاج وصرف الدواء بشكل كامل لهم، "لأن هذا الأمرهو حق من حقوقهم الواجب تأمينها ، مع العلم أن هناك حسم 15% يدفعه المتقاعدون لكافةالصيدليات المعتمدة في المناطق من مخصصهم"، مستدركا انه "تم وقف صرف الدواءعدة مرات بسبب نفاد المبالغ المالية المقررة أو تأخير وصولها من المالية المركزية،ونحن على تواصل دائم مع ذوي العلاقة لاستدراك هذه الأمور، ولم يأت الرد على ذلك بل أتانا الرد أليما مرتين. المرة الأولىمنذ شهرين إذ تم تخفيض الراتب بحجة رتبة عسكرية ورتبة تنظيمية، والمرة الثانية صرفنصف راتب لهؤلاء المتقاعدين الشهر الماضي ليزيد الطين بلَّة في ظل غلاء المعيشة الفاحشفي لبنان".

وقال"إن هؤلاء المتقاعدين الذين تتزايد أعدادهم وتتزايد احتياجاتهم باستمرار إلى العلاجبعد أن بلغوا من العمر عتياً، أصبحوا بحالة صحية صعبة أقل ما يقال فيها بأنها سيئة،وتسير نحو الأسوأ"، مناشدا القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن بإعادةالنظر في ملف المتقاعدين العسكريين حتى يتم تقديم الحد الأدنى لهم، "ولأننا كمتقاعدينعسكريين في لبنان بتنا نشكو الأمرَّين من تلك المعاناة والطلبات التي بدأت تنعكس سلباًعلينا جميعاً، لذلك فإن الاهتمام بها يجب أن يكون يوقف هذا الاستياء العام الذي بدأيتنامى في النفوس عند هؤلاء الإخوة المتقاعدين الذين دفعوا الغالي والنفيس دفاعاً عنالقرار الوطني الفلسطيني المستقل".

وتوجهفي ختام كلامه، باسمه وباسم كافة الضباط العسكريين المتقاعدين "بأحر التهاني والتبريكاتبحلول شهر رمضان المبارك للسيد الرئيس أبو مازن وقيادات حركة "فتح" وم.ت.ف،وقيادة الساحة اللبنانية وأعضائها كل في موقعه، وقيادة الهيئة الوطنية العليا للمتقاعدين،ومن خلالهم جميعاً إلى جماهيرنا الفلسطينية في أرض الوطن والشتات، وإلى أسرانا البواسلالصامدين الصابرين القابعين في سجون الاحتلال"، آملا من الله تعالى "أن يعيدهذا الشهر الفضيل عليهم وقد تحرروا من الأسر ونالوا الحرية جميعاً ليكملوا النضال الأكبرمعنا في استكمال بناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، شاء من شاء وأبى من أبى".

 

حوار/ محمد بياري- المسؤولالاعلامي لهيئة المتقاعدين