ما زال يتصدر المشهد في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني كالشخصية السياسية المؤهلة للرئاسة في حالة عدم ترشح الرئيس محمود عباس. وطبقا لاستطلاع للرأي أجراه معهد الفا للبحوث واستطلاعات الرأي ونشرت نتائجه يوم 6/8، فان النائب الاسير مروان البرغوثي هو المرشح الاوفر حظا للفوز بالرئاسة في حالة عدم ترشح الرئيس عباس، حيث حصل على أغلبية بفارق كبير مع منافسيه، ومع ذلك فان شعبية مروان لم تشفع له لكي يتحرر فقد سبق وان طرح موضوع اطلاق سراحه مرارا منذ اعتقاله في العام 2002 وكاد في فترات متفاوتة ان يتم الافراج عنه مقابل صفقة مع مصر لكن التدخل الاميركي افسد الصفقة في العام 2003.
وكان ابو مازن كلما طرح موضوع حرية النائب البرغوثي امام ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يقابل بالرفض وكان اولمرت يقول «لا نعرف أين سيضع قدميه بعد خروجه» في اشارة الى عدم اطمئنان اسرائيل للبرغوثي في حالة الافراج عنه. وكانت حركة حماس ايضا وعدت بوضع اسمه على رأس قائمة الاسرى ضمن صفقة جلعاد شاليط وفقا لتأكيدات شفهية من اسماعيل هنية وخالد مشعل لزوجته فدوى, لكن عندما خرجت الصفقة الى النور لم يخرج مروان من السجن. ولعل هذه الشعبية الدائمة ترجع أولاً الى كونه خارج الصراعات الفصائلية لانه كان عنصر وحدة قبل اعتقاله واثناء وجوده في الاسر، ولم يدخل في نزاع مع فصائل اخرى وظل داعية للوحدة الوطنية وعمل على صياغة وثيقة الاسرى للوفاق الوطني بعد الانقسام. وما زال ينشط في سجنه رغم التجاهل الخارجي له من قبل القيادات الفصائلية التي تغار منه وتحسده كونه ظل محافظا على شعبيته، لانه كان القيادي الوحيد عفيف اليد واللسان ولم يتورع عن خوض غمار الانتفاضة فيما امسك الآخرون العصا من الوسط للحفاظ على امتيازاتهم.
مروان يتحول الى مطلب شعبي، وحريته التي غابت من بين المطالب الأخيرة للافراج عن الاسرى كمقدمة للمفاوضات لن تقلل من أهميته, بل ان شعبيته في تصاعد مستمر لأنه صاحب رؤية وطنية شاملة ويحظى بالثقة وستكون حريته بعد وقت ليس ببعيد مطلبا جماهيريا يتوحد حوله الفلسطينيون.