ما هو دورك، سؤال يشغلك كثيرا، وتساؤل هل المطلوب أن تبقى مدافعا عن إنتماؤك دون توجيه، واي قيمة ستشعر بها وانت تنقل رأيك وتدافع عن الفكرة، وهل هناك من سيأخذ بيدك حين تدخل في حالة استرخاء قد تطول، من يبحث عنك .؟!

سوف تشغل كثيرا وانت تبحث عن الإجابة، وربما تضطرب في بعضها، أو لا ترهق نفسك بأي سؤال، وتستمر في مراقبة الأمور، وكأنها يوميات بلا أفق، وقضايا تحتاج الى تفكيك، وتراكمات وخليط بين الفكر والتساؤلات والأمنيات والرفض والقبول وكثير من البحث، لنفض الغبار والقدرة على الذهاب الى السطر الآخر.

تمتزج هذه الأسئلة بواقع مضطرب، وربما بضياع كثير من الأمل، وأوجاع لا تتوقف، ومن حولنا بلاد ينهشها الجوع والمرض، وتدمرها الحرب، وركام يعلو على مدى البصر، وبعثرة كرامة الإنسان، ومآسي تجبرك على الانتقال الى استراحة من الصمت وربما من الحسرة والبكاء، وتصطدم بعناوين براقة وأخرى يتكدس فوق صفحاتها البؤس والأحزان .

وتعود لتشاهد أبطال الكيبورد، يمدون أرجلهم وقد وضعوا أجهزتهم الالكترونية فوقها، وبدؤوا في تحليلاتهم التي يغيب عنها الواقع، ويدخلونك في دوامة من التخوين والتشكيك والتسفيه والتحقير، وكأن ما يحدث حولنا بعيد عنهم، يكتبون في واقع بعيد عنا، ومطالب لا تتوافق مع ظروفنا، فلا العراق عراق ولا سوريا سوريا ولا ليبيا ليبيا ولا اليمن اليمن، وتفتيت لا يتوقف وتقسيم يأخذنا للمجهول، وتهجير السكان "هناك" أكبر من ان يستوعبه العقل، والشباب تسافر عبر قوارب الموت بحثا عن واقع آخر، وربما تغرق قبل أن تصل الى الجانب الآخر، ولازلنا في السطر الأول والأهم أن نحافظ على وجودنا وألا نترك أرضنا ونتمسك بكل ما يمكن لكي نبقى على قيد الحياة، نحارب البغي والظلم والانتهاك والاحتلال بكل ما نملك من ارادة وقدرة وقوة، ونواجه عالم صامت، يمارس دور الجلاوزة والمستبدين والقساة الغلاظ في بلاد تجاورنا، كانت خير سند لنا، واليوم هؤلاء المجرمون هم أنفسهم من يملكون مفاتيح القرار الدولي، وتبقى معاركنا معهم مفتوحة، لا تتوقف، و يعرفون أن كل ما يدور لن يتوقف حتى تجد قضيتنا حل لها، فمن هنا يبدأ السلام.

عالم مليء بالشقاء والتناسي، وحالة من التعقيد والمؤامرات، ولا انفراج واضح، وكأنك تبحث عن ضوء خافت ينقلك من طريق إلى آخر، للعبور والبقاء، ولكي لا نغرق مرة واحدة في أكوام الخراب والنار والدمار، ونصبح اسما كما كل الأسماء المشتعلة.

البحث عن المخرج، عن المستقبل، ليس سهلا، طالما العدو يحتل أرضنا ويسمم مياهنا ويسرق حصاد زرعنا ويحرق أطفالنا ويحاصر مدننا، كما أن تعويم الأمور لن يكون حلا، ومزيدا من الشقاق والفرقة والخصومة لن تخدم الا هذا المحتل البغيض.

الهاجس اليومي لا يتوقف، الجميع يعاني منه، لأنه لا يوجد ثابت في المحيط المتقلب، ويوميات متخمة بالأحداث، وعيون شاخصة في الممكن والمستحيل، ووقائع فوق الاحتمال، وعِلة نحن جزء من صناعتها، وإحباط يسيطر على الأجواء، وذبول في إنتظار جديدا يغير بعض أدوات المعادلة، لكي نعبر الى الجانب الآخر، نقاتل من أجل البقاء واستمرار القضية والدفاع عنها بما يمكن من الوسائل المتاحة.

الكلمة العظيمة الصادقة هي تلك التي تطعمنا خبزا، وتنير عقولنا، وتحفز قدراتنا، وتزرع فيها الحلم الذي يجب الا يموت، وهي المرادف الحقيقي للكرامة التي لا حياة لنا دونها، ولا معنى لأي شيء ان تحولت الى استسلام وخضوع، الكلمة هي الوطن الكبير، هي الصمود، هي الهوية، وقبل كل شيء هي الجواب عن كل سؤال.

وقفة: حين نعرف ماذا نعرف، ونحدد الطريق، ونوحد المنهج، ونخرج من حالة التية، هناك سيكون الجواب قريبا من ارادة الحرية وازالة الاحتلال.