في الوقت الذي تصعد فيه اجيال هبة القدس الى شهرهم السادس عبر مواجهات يومية ضد جيش وشرطة الاحتلال الاسرائيلي بكل مفرداته السوداء من اشتباكات واقتحامات وقوانين شاذة واعدامات ميدانية واحتجاز جثث الشهداء ومعاقبة اهلهم بهدم بيوتهم والتهديد بنفيهم وما يحيط بكل ذلك من خطط اسرائيلية بشعة. يستمر اضراب المعلمين في اسبوعه الرابع في السياق نفسه بل اكثر خطورة لأن اضراب المعلمين يعتبر ضربة من الداخل" وظلم ذوي القربى اشد مضاضة" كما قال الشعر العربي القديم، فماذا يريد المعلمون المضربون؟ ولا ننسى انه منذ اليوم الأول تحركت الجماعة الوطنية الفلسطينية بكل مفرداتها لانهاء هذا الاضراب، والتحذير الشديد من خطورته على قاعدة احترام المعلم والحفاظ على كرامته واعطائه كل حقوقه ونفي الظلم عنه، وثبت من جداول الرواتب وبيان مفرداتها ان المعلم ليس مظلوما على الاطلاق. والجماعة الوطنية بكل حب واخلاص ابتداء من اتحاد المعلمين ثم مجالس اولياء الامور وممثلي المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية والكتل البرلمانية والحكومة نفسها، تم توجيه نداء من رأس الشرعية الفلسطينية وهو الاخ الرئيس، فلماذا ركب بعض المعلمين رؤوسهم واصروا على استمرار الاضراب؟ بل اصبح لزاما علينا أن نطرح الأسئلة الصعبة: من الذي رشق المربية الفاضلة نادية ابو عيشة بماء النار، عقابا لها على كسر الإضراب والدعوة الى انتظام الدراسة؟ ومن الذي نظم حملة شتائم ضد الملتزمين بالدوام، وتم وصمهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخيانة زملائهم لا لشيء سوى انهم اداروا ظهورهم للإضراب وانحازوا لمصلحة شعبهم؟ من الذي اعتدى على طلبة قوصين الثانوية وطردهم من المدرسة؟ إن الاجابة الشجاعة عن هذه الأسئلة ومثيلاتها كفيلة بجعل المعلمين يدركون حقيقة ان هناك شيئا، وان وراء الأكمة ما ورائها كما يقولون، فهل المعلمون الوطنيون يريدون ان يتحملوا العواقب؟ -