ألف تحية للمرأة الفلسطينية والعربية والأممية، ألف تحية لنساء الأرض المؤمنات بالعدالة والحرية والسلام، ودافعن من مواقعهن الاجتماعية والاقتصادية والفكرية السياسية والثقافية عن حرية المرأة، ومساواتها بالرجل، وقاتلت في كل المواقع دفاعًا عن حرية واستقلال وعودة شعبها. ومن أكرم وأنبل من المرأة الفلسطينية المناضلة في سبيل حريتها وحرية أرضها، تلك المرأة الماجدة التي وقفت على مدار عقود الصراع في الخنادق الأمامية دفاعًا عن فلسطين الوطن والشعب والهوية والتاريخ والحضارة، ونسجت كل يوم بسنارتها وخيوطها الملونة بالوان الربيع اثواب مدنها وقراها، وقصت من خلالها لأبنائها وأحفادها حكاية ثوبها مع التراث والموروث الحضاري وكرست هويتها الوطنية. 


واليوم ونحن نحتفي بالمرأة الفلسطينية العربية في يومها العالمي، نرفع كل التحايا، وننحني أمام عظمة الأمهات والزوجات والأخوات والبنات والجدات اللواتي قدمن أمس في مخيم جنين ستة شهداء، وقبلها في مخيم عقبة جبر خمسة شهداء، وقبلها في حارة الشيخ مسلم في البلدة القديمة لمدينة نابلس أحد عشر شهيدًا، وقبلها وبعدها لكل الأمهات في كل مخيم وقرية ومدينة وفي الشتات والمنافي: في سوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق والخليج العربي والاميركيتين وأوروبا اللواتي قدمن فلذات اكبادهن الأبطال، الأكرم منا جميعًا الشهداء، أمهات الشهداء ثائر وضياء وعدي وإبراهيم وتامر ووديع ومحمد وأحمد وعمر وعبد الله وإياد وعامر وعمار والقائمة تطول، ومساحة المقال لا تتسع لايراد أسماء كل الأعظم والأنبل منا جميعًا الشهداء، الذين أصروا على تلوين ربيع الأرض الفلسطينية العربية بلون الحنون، لون الحرية الحمراء. 


وفي يوم المرأة العالمي نقف بخشوع أمام النساء اللواتي قدمن حياتهن قربانًا للكلمة الصادقة، كما أيقونة الإعلام، وقديسة فلسطين، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والمناضلة البطلة فاطمة برناوي، والشاعرة المناضلة مي صايغ، والشاعرة سلافة حجاوي اللواتي افتقدهن الشعب العام الماضي، وافتقد غيرهن من المناضلات الأوائل، اللواتي تقدمن الصفوف، ودافعن عن فلسطين، ورفعن إسمها عاليًا في المحافل العربية والإقليمية والأممية، ومنهن أسماء طوبي، وحلوة جقمان، ودلال المغربي، وشادية أبو غزالة، وربيحة دياب، وسميرة عزام، وسميحة خليل، وسلافة جاد الله ووداد الأسود، وهند الحسيني وفدوى طوقان ويسرى البربري، وكريمة الغول، وسميرة عزام، وكريمة عبود وزليخة شموط ومريم جريس بواردي، ومريم أبو دية .. وغيرهن المئات من ماجدات فلسطين. 


ولا يفوتني هنا في عيد المرأة العالمي، ان أوجه لأسيرات الحرية كل التحايا والتقدير العظيم لصمودهن وشجاعتهن، وصبرهن، وقوة إرادتهن في مواجهة الجلاد الصهيوني وأساليبه الفاشية في التحقيق والتعذيب والانتهاكات اليومية. نعم أثبتن ماجدات الأسر، أنهن أعظم من قيد الجلاد، ومن سلاسل وأصفاد الموت الإسرائيلية، وكما تمكنت العشرات والمئات من أسيرات الحرية البطلات من كسر كل الأسوار والقيود، ستتمكن إسراء الجعابيص ونفوذ حماد وميسون موسى وشروق البدن وأماني ونسرين وإيناس وأنهار وجوان وشذى من الانتصار على الجلاد بصلابتهن وفولذتهن وعملقتهن.  


واستحضار أسماء الماجدات الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي، لا يعني تجاهل أو نسيان المناضلات العربيات، ورمزهن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وكل إمرأة في صحاري وفيافي العرب من المحيط الى الخليج، ولإدراكي العميق أن المرأة الفلسطينية، التي ما زالت تقبض على الجمر، وتدافع عن ثرى وطنها، وعن حريتها ودورها الريادي جنبًا إلى جنب مع الرجل في خنادق العطاء والبطولة والفداء، فإنها ترمز للمرأة العربية والأممية المناضلة في أصقاع الأرض، كونها باتت عنواناً من عناوين الحرية والسلام والعدالة والتسامح في الأرض. 


هذه المرأة الفلسطينية المكلومة والمنكوبة بالاستعمار الصهيوني الفاشي وبقوى الردة والتخلف والتكفير والتخوين تستحق التعظيم والتبجيل كل صباح ومساء لما قدمته، وما زالت تقدمه على مذبح الثورة والدفاع عن القضية والشعب والوطن والحرية والاستقلال وتقرير المصير حتى تتحقق أهداف الشعب كاملة غير منقوصة
 سلامًا للمرأة الفلسطينية العربية، وسلامًا لكل امرأة عربية واممية في عيد المرأة العالمي، وألف ألف تحية لكل نساء الأرض عنوان الجمال والبهاء والعطاء والبطولة والحب. 

 

المصدر: الحياة الجديدة