ثمة دكاكين كثيرة في القدس تعمل تحت شعار دعم القدس لكن اثرها غير مرئي او غير محسوس لأن له اهدافا سياسية، فالمال سياسي بحت وليس لوجه الله او لشهداء واسرى ومنازل القدس واسرها المشردة من بيوتها. في القدس دكاكين لتركيا وقطر وحماس وقريبا لإيران وداعش والنصرة وبوكو حرام والحركة الاسلامية في الداخل. ولهذا ضاقت العربية بقمة اسلامية لبحث وضع القدس والتهديدات التي تحيق بها وبمقدساتها واهلها وعقدت القمة في جاكرتا استثنائيا واستثناها القادة العرب من حضورهم لانهم ليسوا ابن بطوطة بل يحبذون التحرير عن بعد، والوضع لا يستحق العجلة فقد تم بحث القدس في عدة قمم ورصدت مئات الملايين لها في كل القمم ولم يتم تنفيذ اي دعم، فيما تصل الى الجماعات الاستيطانية المتطرفة مئات الملايين سنويا من شركات وجمعيات اميركية علنا ويحول جزء من المساعدات الاميركية لاسرائيل الى الاستيطان، وتبرع كل العرب للقدس لا يوازي تبرع ملياردير يهودي واحد. فالمطلوب ايجاد آلية عملية لدعم القدس واهلها تخرج عن نطاق الشحدة والتسول والمنة باعتبارها واجبا دينيا يؤثم من يتقاعس عنه.

ان الدم الذي يراق يوميا منذ شهور من ابناء شعبنا هو فداء للمقدسات وحماية لها ولا يستوي من يبذل الدم مع من يبذل المال لكن القدس بحاجة الى المال للصمود كما هي بحاجة الى رجال ولدينا من الرجال ما يكفي وهم انموذج العمل والعطاء. فالوضع بحاجة الى وقفة حقيقية لصد الزحف عن داخل المدينة ومقدساتها حتى لا يسجل التاريخ ما سجله في صفحات العار من خذلان لبيت المقدس ابان غزوات الفرنجة من قبل الحكام وتقاعسهم فاستفحل الخطر وشمل غير فلسطين. والتقدير والشكر كله لاندونيسيا التي احتضنت هذا المؤتمر في هذا الوقت العصيب لأن القدس مهمشة عربيا واسلاميا مع الاسف او كما قال الشاعر:

فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ

والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،

فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

أتراها ضاقت علينا وحدنا!