ترافق عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مؤتمره العام السادس والعشرين في دولة الامارات العربية المتحدة ما بين 24/ و26 كانون الاول 2015 مع احتفالات العالم بعيدي ميلاد رسولي السلام والتسامح، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والسيد المسيح، عليه السلام. وكأن رواد الكلمة الحرة، ومنتجي المعرفة العرب شاءوا تجديد التأكيد، على اولوية الكلمة الهادفة، حاملة لواء التنوير والنهضة في مواجهة الظلامية ومفرداتها التكفيرية، التي باتت ترتع في ظل الخواء والتصحر المعرفي.

كما ان عقده في دولة الشيخ المؤسس زايد بن سلطان، رحمه الله، حملت رسالة إيجابية لجهة اولا نجاح المؤتمر، وإبعاد شبح التجاذبات عن المؤتمرين؛ ثانيا إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، كقضية مركزية للعرب؛ ثالثا توجيه نداء للدول بمنح الادباء والكتاب العرب حرية التنقل دون قيود. وكان لسمو الشيخ نهيان بن مبارك، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ورئيس اتحاد الكتاب الاماراتيين (العرب حاليا) الشاعر حبيب يوسف الصايغ دور مهم في تجسير التباينات بين ممثلي الاتحادات.

ومما لا شك فيه، ان الوفد الفلسطيني برئاسة الشاعر مراد السوداني، رئيس اتحاد الادباء والكتاب الفلسطينيين، لعب دورا في النتائج العامة والخاصة، التي تمخضت عن المؤتمر. حيث تم انتخابه نائبا ثانيا لرئيس الاتحاد. كما تم منح الروائي رشاد ابو شاور جائزة القدس، وكرم المؤتمر ثمانية من الادباء الفلسطينيين، هم: وليد ابو بكر، خالد ابو خالد، حسن حميد، صالح علماني، غريب عسقلاني، سامي مهنا، محمد لافي ومحمد حلمي الريشة. إضافة إلى تبني قرار بعقد "مؤتمر فلسطين" في ذكرى النكبة بتاريخ 15 ايار المقبل في المملكة المغربية، التي إحتل رئيس إتحاد كتابها، عبدالرحيم علام، النائب الاول للرئيس. أضف إلى ان المؤتمر، إتخذ قرارا لتعزيز مكانة القضية الفلسطينية، يتمثل بمنح جائزة القدس كل عام لاثنين، إحداها لعربي غير فلسطيني، وذلك لتحفيز الكتابة بالوانها الادبية والابداعية والفكرية المختلفة عن القدس، العاصمة الفلسطينية. ووافق المؤتمر على إنشاء جائزة سنوية قيمتها عشرة الاف دولار لمبدعي داخل الداخل (ال48) إضافة لخمسة الاف دولار لمصاريف الجائزة ومكافآت لجنة التحكيم. ولا يفوت المرء، الاشارة لاحتفاء وزير الثقافة الاماراتي بالوفد الفلسطيني، حيث وجه لهم الدعوة لقصره الخاص، ودعا على شرفهم العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية العربية والاسلامية. وتحميله لهم التحيات الخاصة للقيادة الفلسطينية. وتأكيده الحرص على تعميق العلاقات الاخوية المشتركة بين الشعبين والقيادتين والاتحادين.

ولا يمكن الحديث عن نجاح المؤتمر دون التوقف عند دور الرئيس السابق له، محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب المصريين، الذي لعب دور المهندس والسيناريست الاول لاخراج النتائج بالشاكلة، التي بلورها المؤتمرون. وهو ما عكس نفسه على الاهمية، التي شكلها المؤتمر، حيث يمكن اعتباره محطة مهمة في مسيرة الاتحاد. وكان لتشكيل لجنة برئاسة رئيس اتحاد كتاب مصر وعضوية رؤساء اتحادات كل من: الاردن، لبنان، الامارات، فلسطين، السودان والجزائر لصياغة مشاريع اقتراحات التعديلات للنظام الاساس (النظام الداخلي) قبل عقد مؤتمر استثنائي خلال العام الحالي للبت بالتعديلات الهادفة بالنهوض بمكانة الاتحاد، اهمية خاصة.

وكلف المؤتمر بعض رؤساء الاتحادات العربية بالتواصل مع "الاسيسكو" و"الاليكسو" وغيرها من المنابر الثقافية لتأمين ما يلزم لقيام الاتحاد بالدور المنوط به. واتخذ العديد من القرارات لتعزيز مكانة المثقف والاديب العربي.

كان المؤتمر السادس والعشرين عرسا للثقافة العربية، وكانت فلسطين محور الاحتفاء والتكريم والاهتمام. والحديث عن النجاح الفلسطيني، هو نجاح لكل منتج للمعرفة بتلاوينها المختلفة، وليست لشخص بعينه. وان كان ذلك لا ينتقص من قيمة ومكانة اي مسؤول، لا بل ان النجاح المتحقق، تم بفضل من ادار الحوارات مع الاشقاء العرب، ولان دور الاشخاص يختلف من إنسان لانسان، ارتباطا بالقدرات القيادية والحنكة النقابية. وكل عام الثقافة والمعرفة والابداع بخير.