ما زال رئيس الوزراء الاسرائيلي يدور في حلقته المفرغة فلا يغير من وقود عجلاته التي تندفع بقوة الدم. فهو ما زال ينأى بنفسه عن أية تسوية سلمية تستند الى حل الدولتين بل يهرب الى السلام الاقتصادي بدعم اميركي بائن وفاضح وعائب, ففي كلمته امام الكنيست تحدث عن غياب شريك فلسطيني.. فهو لا يرانا على الارض ويود لو  يرانا  في السماء, وكأنه يتجاهل وجودنا .وتحدث عن دفع التنمية الاقتصادية اي ما سماه في السابق السلام الاقتصادي اي حصر الطموحات الفلسطينية تحت سقف الأكل والشرب والنوم دون سيادة سياسية ودون استقلال ودولة حرة, منوها الى انه يعمل بطرق غير معروفة  لهذا الهدف ويحاول الاستعانة بدول  في المنطقة اي تذويب الحقوق الفلسطينية بحيث لا ترقى الى مطالب سياسية.

كلنا نعرف ان واشنطن خفضت ثم اوقفت مساعداتها للشعب الفلسطيني منذ ان طرقنا ابواب مجلس الأمن وعلى مدى السنوات الثلاث انحدرت المساعدات تدريجيا وصارت صفرا بحيث انه لم يصل اي دولار خلال العام الحالي لذلك اعجب من قرار الكونغرس بتخفيض المساعدات بواقع ثمانين مليونا رغم ان المساعدات لم تدفع اي انه يخفض مبالغ لم ولن تدفع بمثابة عقاب جماعي وهذا كله لأن الشعب الفلسطيني  يطالب بحل الدولتين واقامة سلام عادل للجميع, فالسياسة الاميركية تسير وفق المزاج السياسي لنتنياهو واحزابه اليمينية المتطرفة.

يستطيع نتنياهو ان يستعين بالهند والسند وبلاد الوقواق  وبلاد تركب الافيال  والبغال لتمرير سياسته هذه ويمكنه ان يستصدر قرارا من الكونغرس ينفي وجود جغرافيا فلسطينية وشعب فلسطيني لكنه في النهاية سيجدنا امامه, ولن تكتب الديمومة لدولة اسرائيل الا بتوقيع فلسطيني, وما عدا ذلك يبقى وهما.. فنحن من نحدد وليس هو، ونحن ملح الارض وليس هو.. ونحن دعاة السلام وليس هو. والى ان يقتنع الاسرائيليون بخطأ قادتهم سيجدوننا هنا ايضا.. فلا قوة مهما كانت سلتغي وجودنا.