تتوافق سياسة حكومة نتنياهو الدينية المتطرفة مع سياسة بعض الجماعات الاسلامية التي تدفع باتجاه تحويل الصراع الى صراع ديني سرعان ما لا ينتهي, فالحكومة الاسرائيلية عندما اعادت الاستفزازات السابقة منذ عام 1996 في النفق تحت المسجد الاقصى وصولا الى استفزازاتها الاخيرة في المسجد مرورا بزيارة شارون التي اشعلت الانتفاضة الثانية تعلم مسبقا ما سيحدث عندما سمحت للمستوطنين والجماعات المتطرفة باستباحة حرمة المسجد. وهي في الوقت ذاته ترفض السيادة الفلسطينية على المسجد وترفض السيادة الاردنية واخيرا ترفض الاقتراح الفرنسي بوضع المسجد تحت وصاية دولية وايدها في ذلك الوزير جون كيري الذي يحاول تهدئة الوضع مع انه بمواقفه المسبقة هذه ينحاز الى جانب حكومة نتنياهو وسياستها القمعية في القدس المحتلة, فالصراع الديني هو اسوأ الصراعات تاريخيا لانه يحمل بين طياته مجازر وحشية يضفي عليها الجزارون صبغة ربانية والرب منهم براء. ولهذا فان الدعوات التي انطلقت داعية لاستئناف العمليات التفجيرية او الانتحارية او الاستشهادية ضد الاحتلال في الضفة من قبل جهات تدعي النطق باسم حركة حماس انما تنسجم مع ما يريده نتنياهو حيث يخطط لمذابح ومجازر ويعد المقابر لمواطنيه لتقبل العزاء علنا ويعد احتفالات لتقبل التهاني سرا لأن سياسته التفجيرية نجحت في دفع الوضع الى نقطة اللاعودة التي عمل جاهدا لتجسيدها على الارض.
العمليات التفجيرية مرفوضة لانه لا يوجد اجماع وطني عليها ولا فصائلي ولا حتى داخل حماس نفسها لأن من يريد خوض غمار حرب في الضفة فقط هو نفسه صاحب التفكير المدمر الذي جعل غزة تخوض حروبا ثلاثا دون ان تحقق سوى الدمار وبضعة الاف من الشهداء الابرار وعشرات الالوف من الجرحى واحياء مدمرة وحصار مستمر. فأي عمل مقاوم لا يحقق هدفا سياسيا هو عمل سلبي فالذي يخطط لعمليات تفجيرية كانما يساعد حكومة الاحزاب الارهابية الاسرائيلية ويناولها صاعق التفجير لوأد قضية القدس ومقدساتها واطلاق يد الاحتلال ليستخدم ترسانته الطائرة والزاحفة ضد شعبنا الاعزل هنا او في غزة, ولا اظن ان هناك تمييزا لدى الاحتلال بين غزة والضفة في حالة انفجار الموقف بين حماس الضفة وحماس غزة كما لا يميز بين ابناء شعبنا سواء كانوا حملة جنسيته او في الضفة والقطاع فالأولوية الآن هي حماية المقدسات واهلنا في القدس. والله من وراء القصد.