اعتقل رئيس تحرير صحيفة اقتصادية ايرانية يدعى رضا مرادي بأمر من إمام مسجد في مدينة اسلام شن جنوب طهران لأن الصحفي اتهم الامام ومعاونيه بسرقة مئة الف دولار مخصصة للمشاريع العامة. ويذكر ان سطوة الملالي أي رجال الدين لا يتجاوزها أحد.. وهم يستولون على الأموال العامة بحجة اقامة مشاريع ويأخذون حصة الخمس من أموال الناس سنويا ما يجعل المرجعيات الدينية مثل "آيات الله" أصحاب ملايين, إذ يقال إن السيستاني في العراق هو الأثرى بما يأتيه من أموال الخمس.
ولعل سطوة كثير من رجال الدين وفسادهم حولتهم إلى رجال من وحل وطين. فطبقة رجال الدين هي الأسوأ عندما تتحكم في أرزاق العباد والبلاد.. فعندما كانت جمعيات الزكاة يتولاها رجال دين حزبيون عندنا كانت تقتطع ثلثي المساعدات القادمة من الخارج للشهداء وعوائلهم وتذهب إلى خزينة مجهولة، وفي أوروبا تحكمت الكنيسة برقاب العباد وجعلتهم عبيدا لرجال الدين حتى تمرد عليهم مارتن لوثر "ومن قبله تمرد المسيح عليه السلام على رجال الدين اليهود لأنهم كانوا يسرقون أموال الناس ويستعبدونهم باسم الدين وكأن الدين حكر عليهم يفسرونه على أمزجتهم". وجاء الاسلام ولم يخلق طبقة رجال الدين.. لكن النظام الملكي الوراثي بدأ في خلق طبقة موالية من هؤلاء تبلورت في نهاية عصر الانحطاط العباسي وبرزت تحت الحكم العثماني طبقة تخدم السلاطين وليس الدين وتفصله حسب مقاسات السلاطين.
ولعل الوبال الذي يجتاح الأمة حاليا نابع من هؤلاء الذين يكيفون الدين حسب احزابهم وتياراتهم ومشايخهم ومصالحهم وليس حسب النصوص القرآنية والسنة المؤكدة، وسيظل هذا الوبال ما لم تتم ازالة طبقة رجال الدين.
روى لي صديق عراقي سني انه ذهب لعيادة صديق شيعي كان مريضا.. وكان عنده عدد من كبار رجال الدين الشيعة فرفع أذان المغرب فانتحى كل واحد منهم في ركن ليؤدي الصلاة منفردا، فاستغرب الأمر لأنهم لم يصلوا جماعة، ولما سأل صديقه المريض قال له إن أي مرجع ديني يصلي وراء آخر يعني انه تنازل عن مرجعيته لمن أم به.. وهذا يعني خسارة ضريبة الخمس التي يأخذها من أنصاره. ففي بلاد كهذه لا تتوقع عدالة ولا دينا سمحا لأن الدين صار سلعة يتاجر بها القتلة وأكلة السحت والفاسقون والمؤلفة قلوبهم وعابرو أجهزة المخابرات. اللهم لا تطل اعمارنا حتى لا نرى المزيد مما نرى.. أو احجبهم عنا إنك على كل شيء قدير.