شرع قادة حركة حماس التطبيع مع دولة الابرتهايد الاسرائيليةللحكام الجدد في تونس وخاصة حزب النهضة التونسي الحاكم. وهو ما اعلن عنه السيد الصحبيعتيق، رئيس كتلة حركة النهضة الاخوانية في المجلس التأسيسي، في اعقاب عودة الجدل والخلافبين القوى التونسية المختلفة مع بدء اعضاء المجلس الوطني التأسيسي مناقشة وضع مشروعدستور جديد.

الصراع بين القوى القومية والليبرالية واليسارية منجهة وقوى التيار الاسلامي وخاصة حزب النهضة التونسي (فرع حركة الاخوان المسلمين ?تونس)عاد للاحتدام بشأن التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، حيث تطالب القوىالقومية واليسارية بوضع نص صريح في الدستور التونسي الجديد «يحرم التطبيع»؛ في حينترفض حركة النهضة، التي تقود الائتلاف الحاكم الآن في تونس تخصيص مادة في الدستور!مع ان هذا الموقف يتناقض مع مواقف ذات الحركة قبل الثورة، حيث كانت تطالب بتحريم التطبيعمع إسرائيل.

لكن الحركة في الواقع الجديد وبعد الاتفاق مع الولاياتالمتحدة بشكل مباشر ودولة التطهير العرقي الاسرائيلية بشكل غير مباشر على التعاون المشتركلحماية مصالح اميركا والاتفاقات الموقعة مع دولة اسرائيل مقابل سيطرة الاخوان المسلمينعلى الحكم في الدول العربية غيرت موقفها في تحول بلغ 360 درجة. ولدعم موقفها الجديداعلن الصحبي عتيق، ان كلاً من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واسماعيلهنية، عضو مكتبها السياسي، والحاكم العسكري لمحافظات غزة، نصحا قيادة حركة النهضة بعدمتخصيص مادة لـ»تحريم التطبيع!» كما ان قادة النهضة برروا موقفهم، بأن لا داعي لوجودمادة خاصة بشأن التطبيع، خاصة وان الدستور يتعلق بالشؤون الداخلية!؟

على اهمية الجدل المحتدم بين القوى التونسية المختلفةبشأن التطبيع مع الدولة العبرية، فإن المهم هنا تسليط الضوء على مواقف قيادة حركة حماسالانقلابية، التي سارعت ابواقها الاعلامية الى «نفي» تصريحات القائد التونسي. ولكنكما يعلم الجميع ان عتيق، ليس له مصلحة في تقويل اخوانه في حركة حماس ما لم يقولوه،لا سيما وانهم اعضاء في حركة دولية واحدة، هي، حركة الاخوان المسلمين. وبالتالي لايستهدف الاساءة لاقرانه في قيادة الاخوان فرع فلسطين. وانما اراد، هو وحركته التسلحبقادة حماس على اعتبار انهم «قادة مقاومة»! مفترضا ان لعبة الاستغماية الحمساوية المسماة«المقاومة» ما زالت تنطلي على الشعوب العربية وقواها الحية.

حركة حماس تتكشف اوراقها يوما تلو الآخر، ولم تعد ورقةالتوت «المقاومة» تستر عوراتها وتساوقها مع خيار التطبيع والهدنة المجانية والتواطؤعلى مجاهدي الحركات السلفية مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. وهذا مؤشر جديدعلى المنحى الذي تتجه له حركة الانقلاب الاسود على الشرعية الوطنية، منحى التآمر علىالاهداف والمصالح الوطنية العليا للشعب العربي الفلسطيني.

الركض في متاهة التطبيع الآن يعني التنازل لاسرائيلعن الحقوق والاهداف الوطنية قبل ان تنسحب إسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967، وتقبلباقامة الدولة الوطنية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وتسمح بعودةاللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194. وهي بهذا المعنى تقبل بخيار إسرائيلوعنوانه «الدولة ذات الحدود المؤقتة» والهدنة طويلة الأجل، التي لا يعلم مداها إلاالله؟!

تشريع التطبيع المجاني للعرب، خاصة لجماعة الاخوان المسلمينأدعياء «المقاومة» و»الجهاد» و»تحرير» الاقصى، اماط اللثام عن الوجه البشع لحركة الانقلابالاسود على الشرعية في محافظات غزة، الحركة التي ترفض المصالحة واعادة الاعتبار للوحدةالوطنية، لانها تريد تأبيد خيار الامارة الحمساوية في المحافظات الجنوبية. كما كشفتعورات الاخوان المسلمين في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية، الذين باتوا يتسابقونعلى تطبيع العلاقات مع دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.