جال وفد من قيادة فصائل "م.ت.ف" برئاسة أمين سر فصائل "م.ت.ف" فتحي ابو العردات على عدد من فعاليات ومرجعيات مدينة صيدا اليوم الخميس 2014/7/10، حيثُ قام الوفد بزيارة كل من سعادة النائب بهية الحريري، وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق الدكتور أسامة سعد، ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، والدكتور عبد الرحمن البزري، والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي.

وخلال الزيارات جرى البحث بالمستجدات الأمنية في لبنان وفي فلسطين المحتلة. فأشار أبو العردات إلى أن الوفد الفلسطيني ناقش مع الأفرقاء اللبنانيين خطوة نشر القوة الأمنية المشتركة التي شاركت فيها كل مكونات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، والتي كان عنوانها حماية الوجود الفلسطيني والأمن والاستقرار داخل المخيمات والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية"، ووجّه الشكر لأهل صيدا ولنوابها ولفعالياتها ولرئيس البلدية ولأحزابها لموقفهم الحاضن والداعم لهذه المبادرة، وكذلك الأمر الى كل من ساهم من الأجهزة الامنية والعسكرية والمستويات السياسية، وأضاف "قمنا بتثبيت الوضع الامني داخل عين الحلوة حتى نتفرغ لنُصرة أهلنا في فلسطين في إطار مواجهتهم  للعدوان الصهيوني الغاشم الذي بلغ ذروته عبر اختطاف الفتى أبو خضيرة، والتصعيد الذي لجأت إليه قوات الاحتلال ضد أهلنا في غزة حيث تقوم طائرات العدو بقصف الأحياء والعائلات في بيوتها، وقد بلغ عدد الشهداء بالعشرات والجرحى بالمئات"، معتبرًا أن افضل هدية يمكن تقديمها لدعم الشعب الفلسطيني في غزة هو الامن والهدوء والاستقرار في لبنان، وموضحًا "نحن نقوم بنصرة اهلنا بما يسمح، ونأخذ بحساسية الوضع داخل لبنان وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، لاننا لا نريد ان نقدم اي ذريعة لإسرائيل كي تمارس اي عدوان اخر على لبنان".

وأكد أبو العدرات وحدة الموقف الفلسطيني في المخيمات لجهة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن أمن المخيم من أمن صيدا، ووجّه الشكر منوّهًا للتاريخ النضالي الطويل الذي يربط الفلسطينيين بأبناء المدينة، وشدَّد على أهمية الوحدة في مواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذه الوحدة تُكرّس من خلال التنسيق بين الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وبين القوى الفلسطينية، وكذلك الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية، داعيًا كل الأحرار في العالم لنُصرة الشعب الفلسطيني، وبذل أقصى جهودهم من أجل وقف هذا العدوان ضد اهلنا في فلسطين. ونؤكّد أن القيادة الفلسطينية موقفها هو موقف الرئيس محمود عباس والأخ ابو الوليد امس، الذي دعا الى وقف العدوان وبالتالي دعم الشعب الفلسطيني".

وبحث أبو العردات موضوع النازحين وتحسين اوضاعهم وتعزيز وافساح المجال امام حرية الحركة لهم في اطار لم شمل انساني للعائلات التي تقطعت بالسبل ما بين سوريا وما بين لبنان كذلك، وعلَّق على الموضوع بالقول: "بحثنا هذا الموضوع وطلبنا مساعدة السيدة بهية الحريري في تحسين اوضاعهم وطبعا في اطار مسؤولية الاونروا عن هذا الموضوع المسؤولية المباشرة".

من جهتها رأت النائب بهية الحريري "ان ما يجري في غزة على مرأى من العالم اجمع من مجازر ترتكبها اسرائيل هو جريمة بحق الانسانية جمعاء، وأن على المجتمع الدولي ان ينتصر لشرعته في حقوق الإنسان وحماية المدنيين في غزة والضفة من آلة القتل الاسرائيلية التي لا تراعي حرمة لأية حقوق او شرائع  بل تمعن في ابادة عائلات بأكملها" مؤكّدةً ضرورة إعادة تصويب البوصلة نحو فلسطين، ومطالبةً الدول العربية والاسلامية بالتضامن مع نفسها ومع قضيتها المركزية القضية الفلسطينية.

أمَّا الدكتور أسامة سعد فقال: "نؤكد في صيدا وقوفنا الى جانب النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية التي تخوض أشرس المعارك. ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وندعو الحكومة اللبنانية الغائبة عن اتخاذ أي موقف حتى الآن، ندعوها الى اتخاذ موقف، والى القيام بخطوات من شأنها أن تدعم نضال الشعب الفلسطيني. كما ندعو الحكومة الى تسهيل حياة أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات لكي يتمكنوا من القيام بدورهم في دعم النضال داخل فلسطين".

وأضاف سعد "نحن على يقين أن الشعب الفلسطيني سوف ينتصر، وسيكسر الغزاة على أسوار غزة. كما أن الشعب الفلسطيني في الضفة سوف يحوّل  هبّته في القدس ورام الله والخليل إلى انتفاضة حقيقية ضد الاحتلال.  والشعب الفسطيني في أراضي 48 يتضامن ويدعم نضال الشعب الفلسطيني، وسيؤرق الاحتلال الصهيوني في عكا وحيفا والجليل. والشعب الفلسطيني في الشتات يقف الى جانب إخوانه في فلسطين ويتعاون ً مع كل القوى الشريفة الداعمة للشعب الفلسطيني".

وقال د. ناصر حمود اثر اللقاء "كتيار المستقبل نؤكّد وقوفنا الى جانب اهلنا في غزة والضفة ودعمنا لصمودهم في مواجهة المجازر الصهيونية. كما نؤكد اهمية وحدة الموقف الفلسطيني وضرورة ان يتوحَّد العرب خلف الشعب الفلسطيني. ونحن نشدد على ما قاله الرئيس الشيخ سعد الحريري ان المطلوب صحوة عربية، ووقفة صمود ودعم للشعب الفلسطيني الذي يُقتَل في غزة. ونشدد على ضرورة ان يكون هناك موقف واضح للدولة اللبنانية، فحتى الآن وزارة الخارجية لم تُصدِر اي موقف وواجب على الدولة اللبنانية ان تتخِذ موقفًا تضامنيًا مع الاخوة في غزة، وفي فلسطين. وبالنسبة للمحافل الدولية علينا كلبنانيين، كعرب، ان نرفع الصوت ونقول للعالم انه ليس فقط تل ابيب وحيفا هي التي تتعرض للقصف، ولكن انظروا الى ما يجري في غزة انظروا الى مجازر غزة حتى اليوم  هناك اكثر من 60 قتيلا و50 جريح مع تدمير لمنازل ومرافق، والشعب الفلسطيني هو في حالة دفاع عن النفس اكثر ما هو في حالة هجوم فلتنظر الدول الغربية والمجتمع الدولي بنظرة عادلة الى ما يجري" .

من ناحيته أدلى الدكتور البزري، في ختام لقائه بالوفد، بتصريحٍ اعتبر فيه ان "الفلسطينيين تمكّنوا من تحقيق توازن الردع مع العدو الاسرائيلي، وان بطولات المقاومين في غزة كفيلة بأن تردع العدو الاسرائيلي من الاستمرار بعدوانه أو التفكير في أي هجومٍ أرضي".

وأضاف البزري "هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي تأتي في ظل حالة شبه انهيار للنظام العربي الرسمي، وفي ذلك إيجابية، لأن هذا النظام كان دائماً يقف في وجه المقاومين في فلسطين، وفي لبنان، ولطالما دعم أو تغاضى عن العدوان الإسرائيلي"، مؤكّدًا أن "الربيع العربي الحقيقي يبدأ في هزيمة العدو الإسرائيلي وتلقينه درساً قاسياً".

وجدد د. بسام حمود موقف الجماعة الإسلامية الداعم لكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة لجهة مواجهة العدوان واستمرار الجهاد والمقاومة حتى تحرير كل فلسطين، موجهاً تحية اكبار الى المجاهدين من كل الفصائل الذين توجوا المصالحة الفلسطينية بهذه الوحدة في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة واستطاعوا تسجيل انتصارات لا سابق لها بوصول صواريخ المقاومة ولأول مرة الى حيفا والقدس وعمق الكيان الصهيوني.

وطالب د. بسام حمود الشعوب العربية والاسلامية بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وعدم الركون الى الأنظمة التي استمرأت الذل والهوان ولم تستطع مواجهة إلا شعوبها.

وعلى المستوى المحلي، أعلن د. حمود تأييد الجماعة ومباركتها لجهود الفصائل والأحزاب الاسلامية والوطنية الفلسطينية الهادفة الى المحافظة على الأمن والاستقرار في المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة كشكل من أشكال النضال الفلسطيني عبر التوحد خلف القضية بعيداً عن التشرذم او الاستخدام لأي طرف كان.

بدوره رحَّب المهندس السعودي بزيارة الوفد الفلسطيني الموحّد، وقال في معرِض حديثه: "هذه المرة العدوان الإسائيلي على غزة نجم عنه حتى الآن سقوط 70 شهيدا وأكثر من 500 جريح ،وهذا أمر نحزن له، ولكن بالمقابل نرى أن سواعد المقاومة اشتدت وقويت في الدفاع عن الشعب الفلسطيني بوجه العدوان. وهناك أمر إيجابي بأن المقاومة الفلسطينية أصبحت تهاجم أهداف العدو في حيفا، ويافا، وتل أبيب، وعسقلان، وهذا شيء جديد في الحرب، وهذه نقطة ايجابية لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وأثنى الأفرقاء اللبنانيون بالإجماع على حرص كافة القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية على انجاح عمل القوة الأمني، آملين أن تُستكمَل خطوة انتشارها في عين الحلوة بانتشارها في كافة المخيمات بما من شأنه حماية المخيمات من اية اختراقات لها او عبرها للجوار اللبناني، وتمتين وتدعيم جسور الثقة في العلاقات الفلسطينية اللبنانية لما فيه مصلحة القضية والشعب الفلسطيني والأمن والاستقرار في لبنان، وتوجّهوا بالشكر لكل من ساهم بإنشاء هذه القوة من مسؤولين أمنيين ووزراء وقوى فلسطينية وطنية وإسلامية مشاركة، متعهدين بتقديم الدعم والغطاء السياسي لهذه القوة.

هذا وكان الوفد الفلسطيني قد ضمَّ إلى جانب ابي العردات قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أبو النايف، وغسان أيوب ممثّلاً حزب الشعب الفلسطيني، وصلاح اليوسف عن جبهة التحرير الفلسطينية، وأبو جابر سمير لوباني عن الجبهة الشعبية، والحاج محمود حمد ممثلاً أنصار الله.