فتح ميديا-لبنان/ خاص مجلة القدس 

كانتالبداية مع إنشاء المشروع تحت مسمى "مركز العلاج الفيزيائي" عام 1996 فيعين الحلوة،  برعاية الاتحاد العام للمرأة الفلسطينيةودعم وتمويل جمعية "MAPUK"، والمساعدات الشعبيةالنروجية، واليونيسف، وجمعية الإسعاف الأولي الفرنسي، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.وفي عام 2008، تُوِّج العمل في المركز ضمن مشروع "أُسس التأهيل المجتمعي"،الذي استمر على مدى عامين ونصف بدعم وتمويل من الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائيالدولي "AECID" وحركة من أجلالسلام "MPDL".

تحقيق:ميساء سلوم

أمَّا اليوم فقدبات المركز يساعد 331 طفلاً من ذوي الاحتياجات الإضافية إلى جانب عدد من الحالات العابرة،ويميزه عن سواه أنَّه يستقبل الأطفال من عمر يوم وحتى ثماني عشرة سنة، ومن ذوي الإعاقاتالحسية والحركية والذهنية.وعن أهداف إنشاء المركز تقول منسقة برنامج التأهيل المجتمعيالأخت كنانة رحمة: "يتم العمل في المركز على عدة مستوياتٍ لتخفيف المعاناة الجسديةوالنفسية للأطفال وعائلاتهم، ونشر الوعي للوقاية من الإعاقة، إلى جانب الهدف الأبرزوهو السعي من أجل تقبُّل واحترام ذوي الإحتياجات الإضافية وإيجاد بيئة مناسبة لاكتشافقدراتهم من خلال دمجهم في المجتمع المحلي، لافتة إلى أنَّ جزءاً كبيراً من نجاح العلاجيقع على عاتق الأهل ومتابعتهم لأطفالهم، ومنوهةً بالفارق الكبير الذي تحقق بإنشاء المركزحيثُ أنَّ الأهل أصبح لديهم وعي وتقبل أكبر لحالات أطفالهم، الأمر الذي شكَّل نقلةًنوعيةً، فبات المحيط أيضاً يتقبل هؤلاء الأطفال عوضاً عن السخرية منهم، وأصبح هناكبالتنسيق مع الأونروا ثلاثة إلى أربعة أطفال يدرسون في مدارس الأونروا.

ومن جهته تحدثأخصائي العلاج الفيزيائي بالمركز الدكتور خالد طاهر عن الحالات الموجودة في المركز،والتي تندرج من الإعاقات البسيطة وصولاً إلى حالات الشلل الدماغي، مشيراً إلى أنَّالعديد من الحالات قد أحرزت تقدماً ملحوظاً، إلى جانب تمكن عدد آخر من الشفاء التام.كذلك لفت د.خالد إلى أنَّ العلاج يتم بالتنسيق مع فريق متكامل من الأخصائيين، حيثُيتم فحص الطفل وتقييم حالته وتعبئة استمارة خاصة به، ثمَّ تبدأ عملية العلاج بالتنسيقمع الأهل، وزيارتهم في منازلهم لتوجيههم ومتابعة تعاملهم مع أطفالهم، إلى جانب المتابعةالدورية لحالة الأطفال الصحية كلَّ ثلاثة أشهر.

وعن أهم الصعوباتالتي تطال المركز، ألقت الأخت كنانة الضوء على مسألة ضعف التمويل، حيث أنَّ المركزاليوم لا يُموَّل من أيَّة جهة بسبب انتهاء مدة المشروع الأخير في ظلِّ الغياب شبهالتام لدعم الفصائل السياسية معنوياً ومادياً، ما دفع المركز إلى تقاضي مبلغ 2000 ل.لعن كل جلسة علاج فيزيائي لتأمين مدخول للمركز لاسيما وأنَّ د.خالد طاهر وعاملتين همغير مفرغين. وفي السياق ذاته، تناول د.خالد مشكلة العجز في الأجهزة الطبية الأساسيةوالضرورية والتي تتراوح أسعارها بين 300دولار و7000دولار مثل (السماعات…,Elbow crutch, walker, )  بحكم تغيُر حالات الأطفال ونموهم، لافتاً والأختكنانة إلى حاجة المركز الماسة إلى أخصائي علاج نطق وأخصائي علاج إنشغالي وأجهزة كثيرة،علماً أنَّ هناك تعاوناً مع مركز الاستماع، إلى جانب التعاون مع مركز أبو جهاد الوزيرفي مخيم الرشيدية، من خلال إرسال بعض الأطفال ولكن بأعداد محدودة جداً، إضافةً لتعاونمركز الوزير أيضاً في برنامج إعادة تدوير الأجهزة حيثُ كان الوحيد الذي أقدم على هذهالخطوة.كما أشار د.خالد إلى حاجة بعض الأطفال ممن يعانون تشوهات عظمية إلى اللجوء لاختصاصييجراحة، شاكراً ال"MPDL" على تمويلها على مدى ثلاث سنواتلمشروع الاستشارات العظمية، إضافةً إلى المؤسسات القطرية، والهولندية، وهيئة غوث، التيتعمل جميعها بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر لتقديم ما أمكنها من المساعدة للمركزدائماً.

 

ملكجبر

ولدت ملك مصابةًبتشوه يعرف بإسم "Multiple Congenital Arthrogryposis"، أو تيبس الولادة الخلقي للمفاصل،ووصف الأطباء حالتها بالمستعصية نافين قدرتها على السير مستقبلاً. ألحقتها والدتهاحنين آغا بالمركز في عمر تسعة أيام، فتمت معاينتها ووضع برنامج علاجي لها وتزويدهابأجهزة عديدة غُطيت نفقاتها من قبل المساهمين من المؤسسات. واليوم وبعد عامين ونصف،ملك أصبحت معافاة كلياً، وتعلَّق حنين عن حالتها قائلةً: "اليوم من يراها لا يتوقعأبداً أنَّها كانت تعاني أيَّة إعاقة، حتى أنا لم أكن أتوقع هكذا نتيجة".

 

مصطفىزبيدات

شُخِّصت حالتهلدى الولادة بـ"Doro-Lumbar Scoliosis"، وهو التواء حاد في العمود الفقري،فلم يكن باستطاعته تحريك يده وقدمه، ولولا إجرائه لعملية لأصبح يعاني من شلل نصفي.غير أنَّه تحسن كثيراً، وتعلِّق والدته قائلةً "العديد من الناس كانوا يقولونلي أنَّ حالته ميؤوس منها ونصحوني بعدم السعي لعلاجه، لكن الحمد لله أنني أحضرته".غير أنَّ مشكلة مصطفى الكبرى تكمن في تكلفة العلاج حيثُ أنه اليوم يرتدي جهازاً لتقويمالعمود الفقري بقيمة 1600دولار وهو بحاجة ماسة لجهاز آخر كلفته 400دولار ولعملية ثانيةليده لا زالا قيد الدراسة بسب الكلفة.

 

أحمدموسى

 يعاني من شللٍ في أعصاب الساق يُعرف بإسم Sciatic Paralysis""، ولكنَّه بعد أن أجرىضمن علاجه في المركز ثلاث عمليات في ساقيه يعود الفضل بتغطيتها للهلال الأحمر والأونروا،أحرز تحسناً ملحوظاً وبات بإمكانه السير وصعود الدرج دون الشعور بالتعب الفوري، وحتىأنَّ علاقته بزملائه في المدرسة باتت أفضل. وهو اليوم يبلغ من العمر ثماني سنواتٍ ويُعدمن المميزين في صفه. وقد تمت الموافقة مؤخراً من قبل ال "MPDL" على منحه جهازاً يحتاجه بقيمة280دولار.

 

سميةالمقدح

  ولدت وهي تعاني من نقص في الأكسجين، ما أدى إلىتلف بعض الخلايا الدماغية لديها، فلم تتمكن في عمر الخمسة أشهر من إبداء أي تفاعل معمحيطها، أو حتى الجلوس. ولكن بفضل التمارين بالإضافة إلى عمليتين أجرتهما لتطويل أوتارالساقين  بمساعدة من جمعية"MPDL"، تحسنت مِشيتُها وجلستها. كماأنَّها شاركت في نشاط العرس الفلسطيني فلعبت دور العروس وألقت الشعر بطلاقة. وهي حالياًفي سن التاسعة طالبة في مدرسة لنا المستقبل في الصف الأول الإبتدائي، لا لضعف قدرتهاالعقلية لكن لبطء قدراتها الحركية. غير أنَّ أكثر ما ساعد في شفاء حالتها كان المتابعةالدقيقة من قِبَل أهلها حيثُ أنَّ صفاء والدة سمية باتت من إحدى العاملات في المركز.

 

أنشطةمميزة وأطفال مميزون

 تُقسم الأنشطة في المركز إلى داخلية وخارجية وهيتطال الأطفال والأمهات، وتتضمن جلسات لتحسين وتطوير وضع الطفل النفسي والجسدي، وجلساتلذوي الإعاقات الشديدة في منازلهم، إلى جانب إقامة رحلات ترفيهية للأطفال وعائلاتهمإلى مناطق عدة ، وإقامة العرس الفلسطيني وهو حفل تراثي شارك فيه أطفال المركز، كماتمَّ توزيع وحدات تموينية وبعض المساعدات المادية تبعاً للوضع الإجتماعي. كذلك يقيمالمركز أنشطة رياضية تتناسب مع قدرات الطفل الجسدية بهدف الدمج الإجتماعي منها أحدالأنشطة التي تمَّ إشراك الأطفال فيها مع أندية في لعبة كرة القدم حيثُ تمَّ الدمجبين الأطفال ذوي الإحتياجات الإضافية والأطفال الأسوياء. وفي إطار الدمج أيضاً تمَّتإقامة حملات توعية ضمت 150 شاباً وشابة حول تقبل واحترام الإعاقة، تلاها نشاطات ورحلاتترفيهية دامجة لهؤلاء الشباب مع الأطفال ذوي الإحتياجات الإضافية، إلى جانب أنشطة دُمجفيها خمسة وسبعون طفلاً من المركز مع أطفالٍ أسوياء استمرَّ على مدى ثلاثة أسابيع.هذا وتضم الأنشطة أيضاً إقامة دورات تدريبية وتأهيلية للنساء ولعاملات التأهيل المجتمعي،والعديد من حملات التوعية الصحية منها على سبيل المثال لا الحصر حملات حول الأنيميا،والسلس البولي، والأمراض الجلدية، والتغذية السليمة.كذلك تمَّ تأسيس مكتبة ألعاب خاصةللأطفال بهدف الإستعارة هي الأولى من نوعها في لبنان، لتمكين الطفل بحسب عاملة التأهيلالمجتمعي في المكتبة المدربة باسمة زرود من تطوير قدراته الجسدية والفكرية، ودفعه لتحريكأطرافه، لافتة لدور العمل الجماعي وأجندة البرنامج في تنمية الشخصية والحد من الإنطوائيةوالعدوانية. أمَّا الأنشطة الحالية فتتضمَّن الأشغال اليدوية والفنية بهدف تنمية قدراتالأطفال الذهنية والجسدية واكتشاف مواهبهم الدفينة، وقد يصار لأخذ الأطفال في رحلةبعد العيد إذا ما توفَّر الدعم المالي اللازم.