للأرض كل الأيام فخليتنا الآدمية الأولى منها, واليهاتعود, فتغنيها مما اكتسبناه في حياتنا من كنوز الفكر, الارادة, الابداع, ومما جمعناهمن صور التضحية والعطاء فالأرض هي برهان وجودنا وهويتنا ولا حرية لانسان الا بحريتهاوسيادته على ترابها.

تعقل الأرض افعال وأعمال أبنائها المخلقين من ترابهاومائها وبيئتها ومناخها, من هوائها وجبالها وسهولها, بحرها وأنهارها, تعرفهم فتحبهم,يعرفونها فيعشقونها, يسخرون طاقاتهم ومقدراتهم لأجلها, فليس امام أبناء الأرض الا الوحدةالوطنية «استراتيجية» لحمايتها مما يهدد وجودهم وثقافتهم وتاريخهم.

يحب الوطنيون أرضهم فيأتون مع اطلالة كل صبح بمجد يبجلها, فيخط التاريخ الى سجله الذهبي أنبل حكايات كفاحهم ونضالهم وعشقهم لها في يومها المجيدالذي هو كل يوم من حياة كل حر, يؤكد أبناء الأرض العظيمة جدارتهم بالأمانة التي ورثوهاعن اجدادهم الأولين , ينتصرون للحقيقة الكامنة عند ظل كل هامة وقامة انسان, يؤرخونلأرضهم التاريخية والطبيعية, يمدونها بروح الديمومة وتمدهم بعناصر الحياة, هذه سنةالأحرار منذ نشأة الخليقة وستبقى حتى آخر ساعة من زمان الانسانية...فالانسان من الأرضوعليها سيحيا الى الأبد ومن ترابها سيقوم.

للانسان العربي الفلسطيني في هذه الأرض شجرة واحدة بجذورطيبة, تستمد بركتها من أرض مقدسة عكست قيمتها عليه, فزادها كرامة وحبا للحرية, وزينهابما جادت قريحته الانسانية.

يحمي ابن الأرض الوطني الحر وجوده, ثقافته, تاريخه مقدساته,بيته, مزرعته, بستانه على ارضه فتحميه من حملات الغزاة وغزواتهم, ليس بالسلاح وحدهتحمى الأرض وتصان, فللعقل مقدرة تفوق قدرة السلاح, فليس أحفظ للأرض من نصب ميزان العدالةوالانتصار لمبادىء حقوق الانسان , وتقديس كرامته وقيمته. فحماية الأرض تعني حماية أقدسمخلوق عليها «الانسان» وتحريره ان كان مستعبدا وتحريرها ان كانت محتلة.

الأرض مثل حياتنا, ان احسنا عملنا من أجلها ومن أجلابنائها اخوتنا في الوطن والانسانية ستكون فردوسنا الخالد, فلا جنة لمن بلا أرض , ولاكرامة لمن بلا وطن حر.