(الاعتداء على المحطات الإعلامية هو استكمال للعدوان على الارض والانسان والمقدسات)

 

ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الإحتلال الإسرائيلي على المحطات الإعلامية، ومقرات الصحافة، واستهداف رجال الإعلام الفلسطينيين، وهذا ما يعكس حالة الخوف من الكلمة الفلسطينية المعبِّرة عن عدالة القضية الفلسطينية، ويترجم أيضاً العقلية الإرهابية المتحكمة بالسلوك الإسرائيلي، هذا السلوك التمردي والمعادي لكل ما هو قانوني وإنساني الذي ميَّز السياسات الصهيونية العنصرية.

من هذا المنطلق فإننا نستنكر العدوان الأخير على تلفزيوني وطن، والقدس التربوي، وتخريب المقرات، والعبث بالمحتويات، واعتقال العاملين في حرب عشواء على الإعلام الفلسطيني الذي يخوض معركة مشرِّفة بوجه الإرهاب الإسرائيلي اليومي، الذي امتدَّ واتسع ليشمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لا شك أن هذا العدوان على وسائلنا الإعلامية جاء مكمِّلاً لمسلسل القمع، والتعذيب، والتنكيل الذي يُمارَس بحق إخوتنا واخواتنا الأسرى في السجون والزنازين حيث يقبع ما يزيد على أربعة الآف أسير خلف القضبان يخوضون معركة الصمود، والصبر، والمواجهة، خاصة التحدي البطولي الذي جَّسده الشيخ خضر عدنان، واليوم تخوضه المناضلة الفلسطينية هناء الشلبي ابنة بورقين قضاء جنين والتي مضى على إضرابها عن الطعام ستة عشر يوماً، وما زالت تتحدى السجَّان في رسالة واضحة إلى الإحتلال بأننا نرفض السجن الإداري، ونرفض الإعتقالات، لأننا نحن أصحاب الأرض ونحن حُماتُها.

كما أننا نرى في هذا العدوان الهمجي على القنوات الفضائية دون أي مبرر قانوني استهدافاً للإنسان الفلسطيني، وللكلمة الحرة المعبِّرة عن واقع شعب مُعذَّب، كما هو منذ البداية كان استهدافاً للأماكن المقدسة والتاريخية سواء في القدس، أو الخليل، أو باقي المساجد التي تعرضت للإحراق والتدمير والتدنيس. وما يجري في الأقصى وحوله من اعتداءات ينفذها المستوطنون مدعومين من جنود الإحتلال، ومن عمليات بناء كُنُس حول المسجد الأقصى، ومن عمليات حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، واستباحة ساحة البراق ومن هدم الأماكن التاريخيه، وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وتدمير البيوت، وتقطيع وتجريف الأشجار، هذا كله يصبُّ في الخانة ذاتها وهي القضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم إستناداً إلى القرار الأممي 194.

الأخوة القيِّمون على محطتي وطن، والقدس التربوي، مرةً أخرى ندين الجريمة النكراء، ونقف إلى جانبكم، ونقول لكم إن هذا العدوان هو دليل واضح على أنَّ رسالتنا الإعلامية قد وصلت وحققت أهدافها، ولكنّ المشوار طويل.

 

وإنها لثورة حتى النصر

 

حركة التحرير الوطني الفسطيني- فتح 

مفوضية الإعلام والثقافة/ لبنان

2/3/2012