اعداد/ عمر بن الخطاب 

المقدمة

فتح ميديا/ لبنان، ان الحراك الشعبي العربي وغليانه في خمس دول لم يظهر بعد في دول أخرى لدليلواضح على عمق الأزمة بين الشعوب العربية وأنظمتها التي عاشتها وتعيشها من اضطهاد وظلموقمع واستبداد حتى حق قول عبد الرحمن الكواكبي عليهم في كتاب الاستبداد "التحكمفي شؤون الناس بارادة المستبد لا بإرادتهم وتحكم بهواة لا بشريعتهم ويعلم من نفسه انهالغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على افواه الملايين من الناس يسدها عن النطق والتداعيلمطالبته" ان ما تصرف به النظام الرسمي العربي لا صفة له ابدا حتى وصل الى درجة"ان تكون رعيته كالغنم درءا لطاعته وكالكلاب تذليلا وتملقا" بينما دول النظامالعربي في تعنتها ومسلكها الاستبدادي لا تصغي للمعارضة ولا الى أصحاب الفكر السياسيالناقد وأصحاب الرأي الاجتماعي الملاحظ  واحتجاجفئات عريضة من شعوب النظام وأمته لا تعطي اذنا صاغية  حتى لو اصغت الى ذلك تسمع بأذنها اليمين ويطير ماتسمعه من الأذن الأخرى حتى تطورت الأحداث. وبشكل عفوي.  إن تحرك الشباب العربيتطور الى درجة إسقاط أنظمة  لأنها لم تستجب  للطلبات من القوى السياسية المعارضة ومن جموع الامةالعربية.

لقد تمكن هذا النظام من تكريس  نفسهعلى الأمة العربية  وشعوبها  منذ أربعة عقود ونيف، والتفت حوله الجماهير لانهرفع شعارات سياسية وطنية وقومية، استطيع ان اقول بعد التجربة ومواقفه المتلاحقة والمتنازلةفي مواجهة الكيان الصهيوني للتجارة السياسية في القضية الفلسطينية، ما لبثت بعد عقدمن الزمن واكثر من الحكم  حتى تخلت عن تلك الشعاراتعمليا وكونت لنفسها طبقة مستغلة مستحكمة بكل شيء في البلاد.

2-  تطور الحراك الشعبي

ان واقع حا ل النظام الرسمي العربي في تشكيل طبقة ذات امتيازات ولها جمهورهاالمستفيد والباقي يتم التعامل معه كالكلاب كما اشار الكواكبي ادت الى عمق الازمة  بينها وبين عموم الجماهير دون المستفيدين .حتى تحركالشباب وكانت الشعلة التي الهبت الحقل الجماهيري . لقد التف حول فئة الشباب العربيفي كل دولة  بقية الفئات الجماهيرية كما التحقتالاحزاب في تنوعها وتعددها والمؤسسات بما تمثل من توجهات اجتماعية.

وحكما لابد من تحليل لتلك الفئات: منها من التصق التصاقا حقيقيا في الحراك ومنهامن يستغل الحراك ((ليركب الموجة)) بها ، يعملون لحرف التحرك واستيعابه للتخلص مما استهلكمن قيادات في هذا النظام،  وايجاد البديل عنهليصبح وكيلا جديدا مستعدا للحفاظ على مصالح الغرب في المنطقة  ويحميها، وتنفيذ شروطه والحفاظ على المعاهدات والاتفاقات السياسية المعقودة مع الكيانالصهيوني، كل ذلك بحاجة الى يقظة من الامة العربية والاسلامية وشعوبها  ولكي تبقى بالمرصاد عقولها وعيونها متيقظة في مراقبةأنظمتها ومراقبة اي تدخل خارجي ومنعه  حتى لايحقق مصلحته الإستراتيجية والتكتيكية على حساب مصلحة الشعوب.

3- الاهداف الحقيقية للتحرك الخارجي:

1-الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو.

ان الاهداف الحقيقية الامريكية متعددة اهمها السيطرة على العالم عبر البحاروالمحيطات والبر والجو والفضاء .اما ما يتعلق في منطقتنا فإن اهتمامهم بالسيطرة علىموارد النفط ومصادر الطاقة والمياه كما اكد مركز تحليل المياه الفدرالي  في امريكا في بيانه الصادر سنة 1985  ((العالم سيتعرض لنقص في الموارد المائية التي لاعلاج لها ولا تفيد الطرق التقليدية في توفير المياه مثل...السدود –الخزانات –القنوات))وارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي تؤثر على الاحوال المناخية  في جميع انحاء العالم وتؤدي الى تفاقم حالة الجفاففي افريقيا واستراليا وفيضانات في الصين وسيول رعدية في البيرو والاكوادور وعواصف واعاصيرعلى الولايات المتحدة الامريكية وكندا وجنوب افريقيا)).

 

3- من الذرائع التي اتخذتها امريكا وابتدعتها تحت مسميات مختلفة للسيطرة علىالعالم:

الاصلاح؛ حماية الديمقراطية، حقوق الانسان، الارهاب، نزع اسلحة الدمار الشامل،الهجرة غير الشرعية ، وحتى تصل الى تهميش دور الامم المتحدة وتجاوز مجلس الامن.

لقد استطاعت الادارة الامريكية ان تستخدم حلف الناتو في كثير من المواقع فيالعالم  وكانت رائدة في تشكيله سنة 1949لمواجهةالخطر السوفياتي من بسط نفوذه على اوروبا  وفيالوقت الذي انتهى الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو لم يزل حلف الناتو، وامريكا متمسكةبه وعملت على توسيعه لتنفيذ سياستها واطماع الغرب في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.

ان الممارسة العملية لهذا الحلف تؤكد توجهاته وتنفيذ سياسته كأداة رئيسة امريكيةللحفاظ على هيمنتها على النظام العالمي ، وفي اطار الاهداف المشتركة مع الاتحاد الاوروبينذكر منها:

1- إحتواء دول شرق اوروبا ووسطها.

2- إحتواء روسيا الاتحادية وتحجيمها.

3- القيام بعمل عسكري خارج نطاق الشرعية الدولية كما حدث في العدوان على العراقو افغانستان و ليبيا(قرارات الامم المتحدة كانت غطاء شكليا فقط).

4- التدخل في مناطق الازمات التي تهدد المصالح الحيوية لدول الحلف ويسجل انمنطقة الشرق الاوسط في الطليعة(تهديد مصادر البترول، حدوث خلل في ميزان القوى يؤديالى تهديد المصالح الغربية في المنطقة العربية).

5- ضمان حماية الكيان الصهيوني وقدراته العسكرية للدفاع عنه ليبقى قادرا علىاداء دوره الوظيفي كرأس حربة للمشروع  الغربيفي المنطقة كما اشار الرئيس الاميريكي اوباما في خطابه بشأن الشرق الاوسط كباقي رؤساءامريكا في 19/5/2011(إن إلتزام الولايات المتحدة الامريكية بأمن اسرائيل لا يتزعزع)،واستجاب الحلف الى تطوير استراتيجيته في الدفاع عن اي دولة يعتدى عليها الى عقيدة متحركةللتعامل مع الاحداث والمتغيرات المحيطة وصولا الى اهداف يتوخى تحقيقها.

يقرأ من مسلكية الحلف السياسية والعسكرية انه يتجه لاحلال نفسه محل مجلس الامنالدولي واعتبار نفسه محدّدا للشرعية الدولية بالطريقة التي تحدد مصالحه بالأساس منذالتدخل في ازمة البلقان سنة 1999 خاصة ما اثير في قمة واشنطن في السنة نفسها من تبنيبعدين لسياسته الجديدة: 

1- عدم تقييد تحركاته بقرارات من مجلس الامن حيث يمكن ان يعمل في اي مكان منالعالم.

2- انتقال الحلف من مهمة الدفاع عن جغرافيته الى تحالف دفاعي عن مصالح شركائهواعضائه عبر العالم.

لذلك شكلت ((قوة حلف الناتو للرد السريع ))في قمة براغ سنة 2002.

ماتقدم يؤشر ان الحلف انتقل من مفهوم الردع والاحتواء الى مفهوم العمل الوقائيباعتباره مفهوما استراتيجيا مركزيا في المنظومة الفكرية الاستراتيجية  للولايات المتحدة الامريكية.

ان هذا المفهوم يعني ان تبادر الولايات المتحدة باتخاذ خطوات متكررة ومفاجئةضد دول وجماعات معادية لمنع وقوع اعمال مدمرة من جانبها ضد اهداف امريكية تحت شعار((العمل الوقائي افضل من انتظار الهجوم ثم الرد عليه)) لقد اكد طوني بلير في احدى تصريحاتهسنة 2001: (لقد اصبح هناك مفهوم امني جديد –العولمة الامنية –وهي تعني ان حلف الناتويقوم في مهام امنية في اماكن متفرقة في العالم التي تحتاج الى تدخل لحسم النزاعات)ان التحديات التي تواجه الحلف تضم قوسين شرقي وجنوبي حسب طرحه.

اما الشرقي ويتضمن دولا اسلامية غير عربية إيران، أفغانستان، باكستان، اسياالوسطى.  والجنوبي يتضمن الدول العربية، شمالافريقيا، مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، سوريا، لبنان، الاردن، العراق، الجزيرة العربية،ان هذه التحديات تمثل في نظر الناتو عنصر عدم استقرار واوضاعها الداخلية يمكن ان تؤدي  الى حروب اهلية تنشط عملية الهجرة الى اوروبا اوتصعّدمن عملية الارهاب المفاجىء للنزاعات الاصولية الاسلامية المتطرفة.

زيادة على ذلك اهتمت امريكا  بالبحاروالمحيطات كما اهتمت بالدول وجغرافيتها،  مناهمها البحر الابيض المتوسط الذي يربط القارات الثلاث اوروبا –اسيا –افريقيا – بالممراتالجوية والمائية الاقليمية والدولية  للتزودبالنفط والمواد الغذائية والمعادن الثمينة واعتبار دولها سوقا استهلاكية للبضائع وبشكل خاص الغرب منه.

ان سفير الولايات المتحدة في حلف الناتو اكد امام مؤتمر الحلف والشرق الأوسط  في 19ت2004. اما مستقبل الحلف فسوف يتركز على الخارجعلى التحديات التي تشكلها شبكات الإرهاب العالمية وعلى امن أعضائها من عدم الاستقرارالممتد من اسيا الجنوبية والوسطى الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا)، وفي ظل الحراك الشعبيالعربي صرح قائد الحلف الاميرال الاميركي على اثر تفويض الامم المتحدة مواصلة العملياتعلى ليبيا حتى: 27/9/ 2011 ((ان الدور المقبل للحلف يتوضح في المستقبل وان المهام الجديدةللحلف ستكون  حماية مصادر البترول والمياه وتنظيفليبيا  من أسلحة الدمار الشامل، والمساعدة فيضمان الأمن ومواجهة خطر الإرهاب). كما اكد (ان رحيل نظام القذافي لا يعني بالضرورةاستقرار الدولة، حيث لا تزال بحاجة الى الجهود الدولية لبنائها (يقصد المؤسسات الأمنية)اذ تفتقر لهيكل ومؤسسات حكم تعتبر عناصر ضرورية للامن والاستقرار)). ومن الازمات المثيرةلاهتمام الغرب والناتو ندرة المياه والموارد المائية في دول حوض النيل كما ورد في استراتيجيةالحلف سنة 2010ان  (قضايا ندرة المياه والتغييرالمناخي، وازدياد حجم الطلب على الطاقة تشكل محاور اخرى للبيئة الامنية التي سوف يضعهاالحلف في اهتمامه خلال المرحلة القادمة لتأثيرها في خطط الحلف وعملياته) اما كونداليزارايس مستشارة الامن القومي الامريكي تحدثت عن الحلف في ك.2/2003/قائلة:

((ان المطلوب من الناتو المشاركة في عمليات التغيير في المنطقة العربية عبرفتح مكاتب في البلدان العربية تتولى مهام المراقبة والتأكد من الاصلاحات المتخذة.))

4- العلاقة الامريكية –الاسرائيلية:

ان الادارة الامريكية مواظبة على سياستها الاستراتيجية مع الكيان الصهيوني  ومن الامثلة الكثيرة :ما اعلنه كارتر في اذار سنة1979(ان علاقة امريكا (باسرائيل)اكثر من مجرد علاقة خاصة،  لقد كانت وما زالت علاقة فريدة وهي علاقة لايمكنتقويضها لانها متأصلة في وجدانه  واخلاقه ومعتقداتهوديانة الشعب الامريكي نفسه".

واشار وكيل وزارة الخارجية جورج بول في اذار1986 (الامر لا يقتصر على مجرد النفوذالقوي المؤيد لـ(اسرائيل) في الادارة الامريكية وانما الامر يتعدى ذلك الى وجدان السلطاتالأمريكية نفسها التي لا تستطيع مناقشة اي قرار يمس المصالح الاسرائيلية دون ان تعلمبه ادارة تل ابيب). ان رؤساء امريكا اهتموا بوضوح في النفوذ الصهيوني حيث وصل في عهدكلينتون الى مجلس الشيوخ عشرة يهود صهاينة وواحد وثلاثون نائبا صهيونيا.

بينما كيسنجر اصر على شق صفوف العرب عقب تطبيق الحظر النفطي في حرب رمضان وكشف عن ذلك وهو يتحدث لمجموعة من يهود امريكاسنة 1975.واعلنه فى مؤتمر صحفي قائلا ان الشرق الاوسط قد يصبح بمرور  الوقت ما كان عليه البلقان عام 1914.؛ اي منطقةتتميز بالمنازعات المحلية بقوة دافعة  على جرالدول النووية الى المواجهة).

وحذر (الوطن العربي من  ان الولاياتالمتحدة ستقيم جسرا جويا ضخما لنقل العتاد الحربي الى  (اسرائيل) في الوقت الذي قرر الكونجرس الامريكيامداد السلاح الى دول الشرق الاوسط في مواجهة الخطر الإيراني، الذي لا يهدد  (إسرائيل)، لقد أشار الكاتب السياسي بكر مصباح في جريدة الاخبار في مقال تحت عنوان –السياسةالامريكية والعرب، (اذا كانت الصهيونية قد ساهمت في تصاعد الاهتمام الامريكي في المنطقةالعربية فان امريكا  بدورها استخدمت وما زالتتستخدم الصهيونية وثمرتها  (اسرائيل) اداة لتحقيقأهدافها في المنطقة). رغم كل ما تقدم عن هذه العلاقة لا بد من الاشارة الى وصف وزيرسلاح الطيران الامريكي ستيوارت  سيمنغتون بينسنتي 47-1950 (اسرائيل) ((انها حاملة الطائرات التي لا تغرق)) مما يحدد الافضلية المطلقةالتي يحتلها الكيان الصهيوني في نظر امريكا.

نستنتج من ذلك ان السياسة الامريكية والناتو وخططهم في العالم  والمنطقة بحاجة الى برنامج مواجهة معزز بارادة الامةوشعوبها لافشالها واسقاط الوكلاء من انظمة ومؤسسات تابعة .

5- نظرة الى الماضي الاوروبي والامريكي:

ما حصل في اوروبا منذ القرن السادس عشر من حروب اهلية وطائفية زمن عصر الانحطاطالاوروبي حيث اصدر  مجمع سبيير  المنعقد عام 1526 (ان الرعايا يجب ان يكونوا علىدين امرائهم مما ادى الى شنق امراء الكاثوليك رعاياهم البروتستانت، وتحولت أوروبا إلىساحة حرب بين الطوائف) على اثر الاصلاح الكنسي الذي نادى به  مارتن لوثر ودعوته للتمرد على البابا .لقد هرب اليهود الاوروبيون والبروتستانت الى ارضجرداء اسمها امريكا ونكلوا باصحاب الأرض الأصليين (الهنود الحمر)  استفاد اليهود واكتشفوامكامن الطبيعة الثرية من معادن ثمينة وذهب بينما البروتستانت اخذوا دورهم في مطاردةاصحاب الارض  وعمت البلاد تجارة الرقيق وجلبقوافل بشرية  واتسعت دائرة البشر.

لقد بقيت النزاعات والصراعات والحروب في البلد الاوروبي الواحد والبلدان الاوروبية طائفيا وقوميا واحتلاليا  حتى عشائريا وعائليا حتى الحرب العالمية الاولىوالثانية  المثبت ان اوروبا وامريكا تناسواهذا التاريخ ويريدون من دول حديثة استعمرت لسنين طويلة  بل عقود وقرون تخلصت حديثا من استعمارهم  في وقت لايتجاوز نصف قرن واكثر قليلا ان ينشرواالديوقراطية وحقوق الانسان  وغيرها كشعاراتيراد بها باطل مقابل قرون ثلاثة  واكثر  حتى وصلت اوروبا الى ما هي عليه الان.

ان ذلك لا يبرر ان لا تفكر الانظمة العربية   في اتخاذ خطوات اصلاحية اساسية وجوهرية وجذريةوتنفيذها حتى تعيش شعوبهم حياة سعيدة .

اما تاريخ العرب مفهوم لدى قارئه قراءة نقدية لاكالمتلقي  لا بد من الاشارة لما ورد عن الاعراب خاصة بعد الرسالةالمحمدية: الاعراب لم ينصتوا يوما للنص ولم يتفكروا يوما في عيب كشف لهم في الجز يرةالعربية  وكان النفاق لهم رداء على امتداد الزمن.

لكن لابد من الاشارة الى الحضارة العربية وعلومها المتنوعة التي عمت المنطقةوفي العصر الاسلامي انتقلت الى العالم.  ان  بعض العرب المسلمين في العقود الزمنية الاخيرة  كأني بهم لم يقرؤوا القرآن الكريم واذا قرؤوه ينطبقعليهم ما ورد عن قارئي القرآن  منهم (المؤمن)ومنهم (المنافق) ومنهم (الفاجر)  واكد بعض العربعلى نفاقهم السياسي منذ عقود في تحالفاتهم مع امريكا وحلفائها على حساب قضيتهم المركزية(فلسطين) كل فلسطين لمواجهة مسلمين ليسوا عربا .

هذا مناف تماما للتعاليم الدينية وقيمها استنادا لما ورد في سورة محمد"صلى الله عليه وسلم"، ((وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم))الاجدى بالعرب المسلمين ان يعملوا على التوحيد لا ان يتعاونوا مع اعداء الامة العربيةوالاسلامية ضد امة اسلامية تعمل بما ورد في القرآن (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومنرباط الخيل ترهبون به عدو الها وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)سورةالانفال. وهم نيام يعتمدون على غيرهم ليقاتل عنهم صديق الصديق  وعدو العدو.

كما اكدت الاية 101من سورة التوبة (وممن حولكم من الأعراب منافقون....) وفياية 30 من سورة محمد "صلى الله عليه وسلم" تتم معرفة المنافقين من لحن القول(ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم  بسيماهم ولتعرفنهمفي لحن القول) لقد تطرقت الى هذه الآيات قاصدا القول ان ما يؤخذ من مواقف سياسية لدولعربية اسلامية ليس بعيدا عن النفاق والكذب والدجل على الأمة وشعوبها.

منذ التداول لاتخاذ هذا القرار سال اللعاب الامريكي والغربي ممثلا في حلف الناتوللقيام بدوره في تدمير  ليبيا أرضا وشعبا ومستقبلا  وتكديس الديون كما حصل مع العراق وافغانستان والباكستانوالدور على افغانستان  ودول عربية اذا لم  تسبق الزمن قبل ان يخطفها.

ما حصل في ليبيا يعد تطورا خطيرا يهدد الامن القومي العربي المفقود اصلا منذعقد المعاهدات والاتفاقات مع الكيان الصهيوني وسفاراته وانتشار بعثاته في دول عربيةواسلامية، انه تمهيد للتدخل  مستقبلا لحل ازماتالمياه والموارد المائية في دول حوض النيل تنفيذا لما ورد في استراتيجية امريكا وحلفالناتو في المنطقة والعالم .

السؤال الذي يطرح نفسه: اين هي الخطط الامريكية التي تضع في حسابها المحافظةعلى الامة العربية والاسلامية وشعوبها؟ وعلى ممتلكاتها الطبيعية ؟ انهم يخططون للحفاظعلى مصالحهم لو دمر العالم. ، لكن ارادة الشعوب ومقاوماتهم مرغت انف الاستعمار القديموها هي تمرغ انفه من جديد، لكنه يحتال باساليبه ويحرك وكلاءه لافشال الحراك الشعبياذا لم يستجب له .كما قال نائب الرئيس الامريكي بايدن للرئيس التركي غول في 5/6/12/011

(رغبتي في ان تتمكن تركيا و(اسرائيل) الحليفان الراسخان للولايات المتحدة منايجاد الفرص لتعزيز علاقتها بسوريا) كما اشار في موقع اخر: (ان الولايات المتحدة ستحافظعلى دورها القيادي في المنطقة كلها من العراق الى ايران الى  الربيع العربي . وانه امر منطقي ان ننسق بشكل وثيقبقدر الامكان مع اصدقائنا وحلفائنا الذين تجمعنا بهم نفس المصالح الاستراتيجية العامة".

ان الموقف التركي من التحرك الشعبي العربي وبشكل خاص السوري وطلبه تنحي الرئيساكثر من مرة وموافقته على نشر الدرع الصاروخي على اراضيه عام 2015 في هذا الظرف تؤكدان فك العلاقة مع اسرائيل كمن يعيش السراب وهو عطشان لان كافة المعاهدات والاتفاقاتالاساسية  مع الناتو و(اسرائيل) لم ولن يتخلىعنها.

 

 6-  هل توجد امكانية لاسقاط المخطط الامريكي – الصهيوني؟

حتى يسقط المخطط لا بد من مأسسة الانظمة العربية ديمقراطيا وتطويرها اجتماعياوتجديد جامعة الدول العربية (لتصبح جامعة الامة العربية وشعوبها) في وضع استراتيجيةشاملة تتضمن برنامجا من اهم نقاطه :

1- التوجه للحفاظ على الامن القومي العربي في كل فروعة بدءا في الثقافة وتنوعها  وتعددها.

2- الالتزام التام في القضية المركزية فلسطين.

3- قطع المعاهدات مع الكيان الصهيوني .

4-  الاهتمام بكافة انواع الصناعة  في كل دولة عندها الامكانية بدءا  بالصناعة الحربية  واقامة مفاعلات نووية للاغراض السلمية والبشرية.

5- وضع برامج للتنمية البشرية والمادية.

6- استخدام النفط للتنمية بكافة فروعه وعائدات تسويقه تصب في خدمة الشعب لالبناء القصور وشراء اليخوت باغلى الاثمان  فياصقاع العالم وتكديس الاموال واستغلال السلطة للعب بمصير الشعوب سياسيا واقتصاديا وعسكريا...الخ.

7- تحديد العلاقة الاستراتيجية مع الدول الصديقة.

8- تحديد العلاقة مع ايران الدولة المجاورة وكسب صداقتها والتحالف معها.

9- تحديد العلاقة السياسية مع الدول المحايدة وكسبها حتى تقف الى جانبنا .

10- تكثيف العلاقة مع الدول الكبرى التي اثبتت بالممارسة اهتمامها بحقوق الشعوب.

11- تحديد الموقف السياسي والتكتيكي من عدوة الشعوب امريكا وحلفائها من الدول الاوروبية والتخلص من التبعية ،وذلكيحتاج الى الاستقلال الاقتصادي.لانهم لايقدمون خطوة واحدة الا في البيانات  وما ندر من التنفيذ للقضايا الهامشية.

12- الاتفاق على استراتيجية هجومية دفاعية لمواجهة المعتدي على الامة وعلى ايةدولة من الدول العربية والصديقة.

13- حتى تصبح الجامعة موحدة دولا وشعوبا لابد من اتخاذ خطوات متنوعة ومتعددة  مثل:

تطوير تشكيل كمجلس التعاون الخليجي حتى التوحيد والتخلص من القوى الاجنبية فيطريقة مدروسة.

14- تشكيل مجلس لدول شمال افريقيا وصولا للتوحيد.

15- تشكيل مجلس لدول بلاد الشام وصولا الى التوحيد.

ان الاطر الثلاثة اذا وضعت اسسا صحيحة للعلاقة فيما بينها وتكون الاولوية للتوحيددون الحسابات الانانية الضيقة، ووضعت برنامجا مشتركا متطورا لتجديد الجامعة العربيةبوجود الدول العربية الاخرى كالعراق للوصول الى إستراتيجية عربية شاملة سياسية،وعسكرية،واجتماعية، واقتصادية، وعلمية، وثقافية...الخ. 

لا بد من حصول الحراك الشعبي  في الانظمةالتي لم يحصل فيها حراك شعبي مهما كانت شدة الضغوط والإجراءات الكابحة، سيبقى هذا الحراكجمرا تحت الرماد حتى يأتي اليوم الذي يشعل عود الثقاب  النار  بالهشيمالأكثر يباسا في هذه الأنظمة، وعليها ان تأخذ اجراءات اصلاحية جذرية منسجمة مع طموحاتأمتها وشعوبها لااجراءات قامعة وكابحة قبل ان يجرفها الحراك ويحرقها الجمر.     

16- السؤال الاخر: هل يمكن تنفيذ ما تقدم في رقم  (6)

اذا تحول الحراك الشعبي الى ثورة للتغيير الشامل تطبيقا لتوجهات الامة وطموحاتها،استرشادا بأمم اسقطت جلاديها كما حصل مع من سبقنا من الأمم... الخ. وأسقطت مخططاتأعدائها  تستطيع الامة العربية وشعوبها اذاوصل من يمثلها حقا الى سدة النظام الأولى  تحقيقذلك، ويبادر من وصل الى وضع استراتيجية شاملة بارادتها القوية وطموح التغيير للافضللوحدة الكتل الثلاث المشار اليها مع من لم يكن في تلك الاطارات الثلاثة ومأسسة جامعةالدول العربية  حتى تصبح جامعة الأمة  وشعوبها.

اذاً الجواب على السؤال :يمكن تنفيذ ذلك. (من كان يتوقع هزيمة الكيان الصهيوني  سنتي 2000/و2006.،من كان يتوقع ان يحرق  محمد بو عزيزي نفسه وأن هذا سيؤدي الى الحراك الشعبيالعربي.

المصادر:

كتاب امبراطورية الكتاب الابيض.- الاستبداد  لعبد الرحمن الكواكبي. -مدخل الى الاستراتيجية ---الجنرال بوفر. مستقبل الناتو وتوسعته شرقا وفي البحرالمتوسط/ السياسة الدولية –الاهرام عدد 152. قصة الجنس البشري /هندرليك فان لونص27. تحولات الفكر الاستراتيجي الامريكي/الاهرام عدد153. الفكر الاستراتيجي العربيعدد5/ك.2/1982ص187. الناتو والشرق الاوسط الكبير/مجلة السياسة الدوليةعدد/163. موقعمنظمة الامم المتحدة—نصوص القرارات الثلاثة. قميص عثمان /المصاحف السفيانية. تفسيرابن كثير للقران الكريم سورة  التوبة اية101 ///سورة  محمد "ص" اية30-38- سورة الانفال  اية 60 مجلة شؤونفلسطينية عدد14ت/1/1972.ص165. السفير/عدد12054/1253/***/5/6 ك2/2011 وضع كلمة(اسرائيل) بين قوسين  لكاتب المقال.