أحداث نابلس والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وما رافقها من اعتداءات همجية على الأمن الفلسطيني، يجب على أهلنا في فلسطين عامة ونابلس خاصة التوقف عندها وتحليل ما حدث بروية وعقلانية، لكي لا يحكمكم المقنعين والعملاء وتجار الدين والمخدرات. 

بداية نابلس تشكل النهر والشلال للفدائيين والمقاومين الحقيقيين الشرفاء، الذين يخشاهم الاحتلال الإسرائيلي ويحسب لهم مليون حساب، لذلك تجد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كل يوم تقتحم نابلس لتغتال المقاومين وتقتل العزيمة في شبابها في محاولة لأنهاء هذا الشلال المتدفق من المقاتلين الاشداء الأبطال، فقد اغتالت الكثير من شبابها وقادتهم، وكان آخرهم الشهيد القائد إبراهيم النابلسي قائد كتائب شهداء الأقصي في نابلس.

السؤال هنا لماذا لم يقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي نابلس أمس؟!!

الجواب،،، لأنه أوعز لعملاءه وأعوانه بالقيام بعمليات التخريب والتدمير والسرقة والاعتداء على القوى الأمنية الفلسطينية، وأوعز لمواقع الفتنة التي تعمل بأمرة مخابراته بنشر الفتنة وأكبر قدر من الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي وقادة مخابراته نسوا أو تناسوا أن نابلس منبع الأبطال وعرين الفدائيين ومن حاراتها القديمة ومخيماتها خرج القادة الكبار والشهداء الأبطال.

ومن كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات نطالب أهلنا في نابلس جبل النار، أن يكونوا فعليا النار التي تحرق المعتدين على الممتلكات العامة والخاصة من انقلابيين جدد ومرتزقة وتجار سلاح ومروجي مخدرات، وأن يكونوا الرعد الذي يصعق أعداء مشروعهم الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، ونطالبهم كذلك أن يكونوا النور لأبنائنا في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، والضياء للمقاتلين والمقاومين الشرفاء الذين يقدمون أرواحهم رخيصة ويواجهون العدو الإسرائيلي برصاصات الشرف وعبوات الكرامة، ونطالبكم أن تنبذوا وتطردوا كل خوان وعميل وانقلابي ومسترزق من الذين يبتاعون السلاح والمتفجرات والمخدرات من الموساد الإسرائيلي.

لم نشاهد هذا السلاح يستعمل للتصدي لعملية كاسر الأمواج التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، بل شاهدناه يستعمل لإطلاق الرصاص المشبوه وعبوات العمالة تجاه مراكز الامن الوطني والشرطة الفلسطينية. 

لن نطلب منكم وقفات احتجاج ضد من يقف خلف ما حدث في مدينة النار والنور والضياء مدينة نابلس، بل سنطلب منكم دعم المقاتلين الفدائيين الذين يحملون دماءهم على أكفهم والذين يقفون بالمرصاد لجيش العدو الإسرائيلي وقواته الخاصة، وسنطلب منكم دعم منتسبي الأمن الوطني الفلسطيني الذين يسهرون على أمن المواطن وأمان الوطن من غدر العدو الإسرائيلي وأعوانه الخارجين عن القانون، والذين شوهو نضال وتضحيات أبناءكم بالتخريب والاعتداء على ممتلكاتكم العامة والخاصة وسرقتها.

والحفاظ على السلم الأهلي تقع اليوم على عاتق كل نابلسي شريف وعلى عاتق أبناء كتائب شهداء الأقصى وكافة المقاومين الشرفاء الذين  يقاتلون العدو الإسرائيلي اليوم، فأنتم المسؤولين أمام الشعب الفلسطيني بالمحافظة على الوحدة الوطنية التي تعمدت بدماء النابلسي وصبوح والعزيزي، والشيشاني والمبسلط والدخيل، وأنتم المسؤولين وطنيا واخلاقيا ودينيا تجاه فلسطين وأبناءها في الأجهزة الأمنية ودعمهم في حفظ الأمن والسلم الأهلي، ومساعدتهم باعتقال كل العابثين بأمن أهلكم واستقرارهم، ومحاسبة كل من قام بتخريب وتدمير وسرقة الممتلكات العامة والخاصة، وكسر اليد التي رمت حجر على إخوانكم في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وتعرية كل من تسول له نفسه الاعتداء على منتسبيها الذين قدموا المئات من زملاءهم الضباط والجنود شهداء بعمليات استشهادية، أو مواجهات مباشرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو في حماية المقاومين والدفاع عنهم.

اليوم أصبح الهم الأكبر للعدو الإسرائيلي وأعوانه هو اسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات، وإعادة أحياء روابط القرى العميلة بديلا عنهما.

أهلنا وربعنا في نابلس التضحية والفداء لا تسمحوا للعابثين أن يدمروا مدينتكم ومشروعكم في بناء وطن ولا تسمحوا لهم أن ينهوا تاريخكم النضالي الطويل بأن يحكمكم (ملثم) كما قال الشهيد القائد أبو علي شاهين.